بوصلتنا غزة



مع تصاعد وتيرة الأحداث المأساوية التي تجري في قطاع غزة، ومع وقوف المجتمع الدولي عاجزاً عن إصدار قرار يدين الأعمال الانتقامية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ضد الأبرياء في قطاع غزة، ومع إخفاق إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، تزداد الانتهاكات الإسرائيلية في حق أهل غزة، وترتفع أعداد الشهداء والجرحى خاصة من الأطفال والنساء، وكأنها حرب شنت على الأطفال والأجيال القادمة كما وصفتها العديد من التقارير من ارتفاع مرعب وغير منطقي في أعداد الشهداء من الأطفال، يقف المرء غير قادر على انقاذ ما تبقى من الأطفال وحمايتهم من القتل الممنهج والبربري.

اضافة اعلان


أهالي غزة يريدون حريتهم ورفع الحصار عنهم وأن يعيشوا بسلام على أرضهم وأرض أجدادهم واستعادة حقهم في مقدساتهم واسترداد حقوقهم من غير نقصان أو مماطلة وتسويات لا رجاء منها. ظن الأحرار في العالم أن جذوة النضال لأجل الحرية والكرامة الإنسانية قد خبت، لكن إباء غزة وصمود أهلها قد أعادت توجيه بوصلة النضال والحرية لأولئك الذين سلبت حقوقهم وانتهكت حريتهم، يقدمون عظيم الامتنان لغزة، لأنها أعادت إليهم الأمل الذي تصوروا أنه تلاشى ولن يعود مجدداً وأصابهم اليأس من تكالب قوى الشر عليهم، فبإرادة الغزيين اشتعلت جذوة الحرية وانبثق نور الخير والحق من جديد.


ما يصيب المرء بالتعجب ذاك الصبر الفريد من نوعه الذي يعمر قلوب أهل القطاع ويدفعهم أن يقاوموا الظروف الكارثية التي يرزحون تحت نيرانها، فشبح الجوع والعطش يطرق أبواب غزة وهناك مؤشرات على شح كبير في الغذاء والماء والدواء يدق ناقوس الخطر، للإسراع في تقديم المساعدات قبل أن تنحدر الأوضاع إلى الأسوأ وتتوسع حالة التجويع التي ضربتها دولة الكيان الإسرائيلي على المدنيين.


سينقشع غبار الحرب الظالمة وستغدو غزة ملهمة للعديد، من الأحرار في هذا العالم، وستظل هي البوصلة التي يتطلع إليها كل إنسان حر ويستمد منها العزيمة والإصرار والإباء، ومع قوافل الشهداء والجرحى التي تزداد يوماً بعد يوم يتعاظم الموقف الإنساني، الذي تبديه الشعوب العربية والإسلامية بخاصة الشعب الأردني الذي يرى في غزة قضية عربية إسلامية إنسانية بالدرجة الأولى، لا يمكن التنازل عنها ولا يمكن الوقوف مكتوفي الأيادي تجاه الأعمال العدوانية والهمجية التي تحصل في القطاع، وما جرى من إقدام الموساد الإسرائيلي على اغتيال القائد في كتائب القسام صالح العاروري وبعض من رفاقه في لبنان، سيكون له ارتدادات عميقة قد يمتد أثرها طويلاً.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا