نهاية الطريق

خولة كامل الكردي تحدق بالورقة وتتنهد تأخذ القلم وتوقع.. الأم: هل انتهى كل شيء؟ تعقد حاجبيها: نعم انتهى كل شيء.. انا من الآن في طريق وهو في طريق آخر!! تهز رأسها: هل أخذت مؤخرك؟ تومئ برأسها: تنازلت له عن كل شيء، تتسع حدقة عينيها: ولماذا؟! هذا حقك؟ تضرب كفا بكف، قلت لك أنها لا تناسبك! وانظر ماذا حدث؟! أنجبت ولدا وزادت المسؤوليات عليك، يضع يده على رأسه: إنه نصيب يا أمي. ان اختيار الشريك المناسب هو أساس استقرار الحياة الزوجية، فعليه تبنى أمور كثيرة هي بمثابة دعائم تشد أساس تلك الحياة، إنجاب الأطفال والتطور المهني وانتعاش التواصل الاجتماعي. فالخطوة الاولى لبناء عِش الزوجية يكمن في الشريك المناسب اجتماعيا وسلوكيا وثقافيا، فتجاوز ذلك يعد أمرا خطيرا ينذر بظهور المشاكل وتراكمها وارتفاع حدة التوتر والنفور بين الزوجين، فالأطفال بحاجة الى أم وأب يتمتعان بصحة نفسية وتوازن سلوكي وتناغم وانسجام عاطفي وعقلي، فكيف بأب وأم تسود حياتهما القلق والنزاعات والخلافات على أبسط الأمور، يعيش الطفل في بيئة متذبذبة غير سليمة، يكبر معها ويتعرض إلى أزمات نفسية قاسية . بالإمكان أن يتم التوفيق بين الطرفين إذا حدث نزاع بينهما، وذلك بتدخل ذوي الطرفين من أصحاب الحكمة والخبرة يعد من أهم العوامل التي تعيد للحياة الزوجية حيويتها، أما إذا تدخلت أطراف هدفها ليس الإصلاح انما لاشتعال المشاكل بين الزوجين وتحريض أحد الطرفين على الآخر بحجج واهية لا محال يهدد بانهيار الحياة الزوجية. استقلالية الزوجين في تقرير مصير حياتهما الزوجية من انجع الطرق التي تدرب الشريكين الاعتماد على فطنتهما ووعيهما في الحفاظ على بيت الزوجية، أما إذا استحالت الحياة بينهما سيكون وللأسف الانفصال الحل الوحيد والمخرج الآمن لكلا الطرفين وذلك لصون ماء وجهيهما أمام أنفسهما اولا وأمام الأهل والمقربين، فإذا وقع الضرر على أحد الطرفين فلا بد أن يتم الاحتكام إلى الدين وما تعارفت عليه العادات والتقاليد الصحيحة. في الأردن هناك نسب مقلقة لحالات الانفصال والطلاق، والاعتقاد ان الاستعجال في اختيار الزوج أو الزوجة على أسس شخصية نفعية آنية: المال، الجمال، العمر، اسم العائلة، والتغاضي عن عوامل استقرار الحياة الزوجية وهم: حسن المعاملة، الانسجام المعنوي، وعدم وجود رفض من قبل أهل احد الطرفين، يدعم نشوء علاقة زوجية صحية. إن اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة كان وما يزال المدماك المتين لديمومة الحياة الزوجية. المقال السابق للكاتبة للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنااضافة اعلان