عبد الرحمن الأبنودي ينشد للغلابة والحب والأرض

عبد الرحمن الأبنودي ينشد للغلابة والحب والأرض
عبد الرحمن الأبنودي ينشد للغلابة والحب والأرض

ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المصري

 

زياد العناني

عمّان - بلغة محكية موسيقية التحمت دائماً بوجدان البسطاء انفرد الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي بجمهوره الأردني مذكراً إياه بمن جدد في دماء الأغنية الرومانسية بعد ان عرفت كلماته طريقها الى حنجرة عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة احمد ووردة الجزائرية وماجدة الرومي مشكلة البوماً غنائياً مايزال حاضراً ومتقداً بيننا.

اضافة اعلان

الأبنودي أو النغم الفريد والبلبل الفريد كما وصف في الأمسية التي نظمتها وزارة الثقافة مساء أمس في المركز الثقافي الملكي ضمن الاسبوع الثقافي المصري وأدارها الشاعر عليان العدوان لم يبخل على جمهوره بالنكات والمداخلات التي عرف بها خصوصاً حين وقف على المنبر مداعباً الفنانين: أحمد بدير وخالد زكي وأميرة العايدي في أكثر من "قفشة ذكية" ليبدأ بعد ذلك الأمسية بقصيدة:

"أحب بلدي

ويسكرني الغنا والناس

وأحب صوت المكن

لما يكون داير"

ثم يعود الى قصائده السياسية ليقرأ:

"لسا مشبعتش طوافة

يللي يطوف من سنين

يا قمر يا للي مولود

في يافا

وانقتل في دير ياسين"

ويروي ويضحك وسط أجواء مهد لها ببساطته وبصوته الذي يذكرنا بما أبدعه هذا الشاعر الذي ولد العام 1938 في ابنود محافظة قنا واستطاع وحيداً ان يجمع الملحمة العربية" سيرة بني هلال" جمعاً شفاهيا من أفواه الشعراء الشعبيين في 400 ساعة ومليون بيت من الشعر ليقدمها مشروحة ومفسرة للإذاعة المصرية كوثيقة شعرية باقية وقفت الى جانب مؤلفاته الشعرية الأخرى مثل "الارض والعيال" و"الزحمة" و"أنا والناس"

لتكون شاهدة وتقول: إنه شاعر الغلابة والحب والأرض الذي لا سمة له سوى سمة الصدق والمعاناة المؤكدة التي قالها في أكثر من قصيدة وتجمدت في قصيدته الشهيرة العنكبوتة:

يا عنكبوتة كملي عشك

لا أحد حيزيحك ولا يهشك

لمي مهاجرينك

ونبتي دينك

اتمطعي وخذينا في شوك

***

بلاد بلا عزة

ممكن تجيبي أجلها من هزة

بلا ضفة بلا غزة

بالدم رشي اللي بماء يرشك

وكملي عشك

وفي قصائد اخرى تمثلت في مرثيته لـ "ناجي العلي" حملت ألمه وألم البسطاء الذين آمن بهم وصارحهم ذات مرة بقوله لم أحلم بأن اكون مثل أمير الشعراء احمد شوقي أو حافظ ابراهيم او حتى بيرم التونسي أو غيرهم من عمالقة الكلمة المموسقة بل كان حلمي ان اكون شاعر ربابة يجلس أمامي المئات في الصعيد الذي تربيت به لأروي لهم حكايات أبي زيد الهلالي وأبطال الفولكلور الشعبي.