كتاب يرصد مجازر الصهيونية في فلسطين منذ العام 1948 لرعد الملاجي

المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني
المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني
 صدر عن دار عصور للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني"، للكتاب الأردني الدكتور رعد أحمد الملاجي، ويرصد فيه العديد من المجازر التي ارتكبتها الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني منذ العام 1948، حتى الآن.اضافة اعلان
يقول المؤلف، في مقدمته للكتاب، إنه يسعى في هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أبرز المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، منذ بداياته وحتى يومنا هذا، لعلها تحيي ضمير العدالة مجددا، لقضية شعب ما يزال يعاني أبشع الانتهاكات وأكثر من نصفه مشرد في الشتات ينتظر حقه في العودة؛ أن تعطيه حقه من الرواية الخالية من الأكاذيب والإنكارات الرسمية الإسرائيلية، لأن ما وثقته أصبح الآن أكبر من أن يمحوه تصريح رسمي أو ذريعة زائفة تدعي الدفاع عن النفس.
ويؤكد الملاجي، أن المجازر الإسرائيلية بدأت بحق الفلسطينيين قبل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل بنحو 11 عاما منذ كانت فلسطين تحت وصاية الانتداب البريطاني الذي كان يتحمل مسؤولية حماية حياة المواطنين الفلسطينيين، وخلال هذه الفترة ارتكبت العصابات الصهيونية "الايتسيل ولليحى والهاجاناة وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن"، الكثير من المجازر التي راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى.
ويكشف المؤلف أن العصابات الصهيونية لجأت في عدد من المجازر التي ارتكبتها، إلى التنكر بلباس القوات البريطانية، مستخدمة السيارات العسكرية البريطانية، وفي كثير من الأحيان، لجأت العصابات للتمثيل بالجثث، كما حدث في مجزرة "دير ياسين"، حيث قام الصهاينة بإلقاء الجثث في بئر القرية، وفي أحيان أخرى كان يعمد الصهاينة إلى اغتصاب النساء والفتيات أمام رجال القرية، قبل أن يوجهوا رصاصهم إلى صدور الجميع، كما حدث بقرية "الصفاف" في صفد العام 1948.
ويتحدث المؤلف عن بوادر بدايات نكبة فلسطين أو الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى في العام 1948، التي بدأت من مؤتمر بال العام 1897، الذي يعد بداية الحركة الصهيونية، الذي نادى إلى عقده "تيودور هرتزل"، حيث عقد هذا المؤتمر في مدينة بازل بسويسرا في 29 آب (أغسطس) 1897، وقد نجح في تجسيد الفكرة الصهيونية بإشراك يهود العالم في القيام بعمل مشتركة واحد يعتمد على التمويل الذاتي، وقرر المؤتمر الوسائل العملية الفعالة لتحقيق هذا الهدف، وقد أطلق عليها برنامج بازل.
أما الوسائل التي اعتبرها المؤتمر الصهيوني كفيلة بتحقيق الغائية الصهيونية، كما يرى المؤلف، فهي "العمل لاستعمار فلسطين بالعمال الزراعيين والصناعيين اليهود، تنظيم اليهودية العالمية وربطها بمنظمات عالمية محلية ودولية، واتخاذ القرارات التمهيدية للحصول على الموافقة الضرورية لتحقيق هدف الصهيونية".
ويضيف الملاجي إلى ذلك، جهود الحركة الصهيونية التي انحصرت في الفترة التي تلت انعقاد مؤتمر بازل في البحث عن اعتراف دولي بالأهداف والمطالب الأساسية للصهيونية، وقد تبنت بريطانيا منذ القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين، قدروا أنه سيظل خاضعا لنفوذهم ودائرا في فلكهم وبحاجة إلى رعايتهم وحمايتهم، وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم، وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور.
ويشير المؤلف إلى أن هذا الوعد استهل في تكوين دولة صهيونية في فلسطين، فقاوم الفلسطينيون إسرائيل، وتمثل ذلك في الثورات والانتفاضات، منها ثورة يافا العام 1921، وثورة البراق العام 1929، واضطرابات العام 1933، إضافة إلى الثورة العربية الكبرى 1936-1939، وبذلك أصبحت القضية الفلسطينية قضية دولية، ومن هنا جاءت أهمية هذا الموضوع الذي يندرج تحت عنوان الصراع العربي-الإسرائيلي حرب 1948، كون هذه الحرب لها الأهمية البالغة، حيث تعد نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية.
ويتحدث الملاجي عن دعم وتشجيع بريطانيا للوكالة اليهودية والهيئات التابعة لها في أوروبا؛ حيث قامت بريطانيا بفتح أبواب الهجرة بالوسائل كافة، وأنشأوا في كل مكان مكاتب للاستقبال ولتنظيم الهجرة وإمدادها بجميع الحاجيات، وذلك أن الإرهابيين من يهود العالم كانوا يفضلون على غيرهم بسبب حاجة الوكالة اليهودية لنشاطهم وخبرتهم، مبينا أن عدد اليهود في فلسطين بعد نهاية الحرب العالمية الأولى لا يزيد على 50 ألف يهودي، ولم يقتصر الأمر على الهجرة القانونية فحسب، بل كانت هناك هجرة غير مشروعة، إذ كانوا يدخلون خلسة إلى أراضي فلسطين عن طريق الحدود؛ إذ دخل فلسطين عن طريق هذه الهجرة بين العامين 1931-1936، حوالي 164 ألف مهاجر يهودي، منهم 88 ألفا دخلوا فلسطين بصفة غير مشروعة.
ويقول المؤلف، إن بريطانيا كانت تفاوض العرب على استقلال بلادهم المشرقية ووحدتها، وفي الوقت نفسه بحثت مع فرنسا وروسيا تقسيم الإمبراطورية العثمانية، وخططت مع الصهيونية العالمية لاحتواء فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وفي 4 آذار (مارس) 1916، توصلت بريطانيا مع حليفتها فرنسا وروسيا القيصرية إلى اتفاق حول تقسيم هذه الإمبراطورية، ووقع هذا الاتفاق الذي أطلق عليه سايكس-بيكو العام 1916.
وفي التمهيد، يتحدث الملاجي عن المجازر في فلسطين التي لم تتوقف عند قيام الكيان الصهيوني، بل ازداد حدة وشراسة، فارتكب المحتلون الصهاينة أثناء ذلك الكثير من المجازر البشعة بحق شعبنا، وظل مسلسل الإجرام قائما حتى يومنا هذا، فوجود الشعب العربي الفلسطيني فوق ترابه الوطني لا يروق للصهاينة، فهم يسعون باستمرار إلى تشريد شعبنا وطرده بغية إخلاء فلسطين من أهلها العرب، كي يقيموا كيانا صهيونيا عنصريا يقتصر على الصهاينة دون سواهم.
وخلص المؤلف إلى أنه في هذه الدراسة، رصد العديد من المجازر التي ارتكبها الغزاة الصهاينة خلال القرن العشرين، وما ورد من مجازر في هذه الدراسة، لا يقلل من خطورة وبربرية وإرهابية ودموية المجازر الأخرى، التي لم يرد ذكرها.
أما المجازر التي ارتكبها الصهاينة قبل قيام هذا الكيان منذ العام 1937 حتى الآن، فهي "حيفا، القدس، سوق الخضار بالقدس، حيفا، القدس، السوق العربية في حيفا، قرية عين الزيتون، قرية العباسية، قرية الخصاص، باب العمود في مدينة القدس، الشيخ بريك، قرية بلد الشيخ، قرية الطيرة، ساحة يافا، فندق سمير أميس، بوابة يافا، السرايا العربية، السرايا القديمة، عمارة المغربي، قرية يازور، بلد الشيخ، دير ياسين، الطنطورة، خان يونس، مجزرة الحرم الإبراهيمي، جنين، مجزرة قبية وكفر قاسم، شارع عباس، حي النسناس، قرية سعسع الأولى..."، وصلوا إلى ما يحصل في غزة من مجازرة، مثل مجزرة جباليا وجنين وحي الشجاعة.