ندوة تناقش "لون آخر للغروب" للروائية هيا صالح

جانب من الندوة - (من المصدر)
جانب من الندوة - (من المصدر)
عزيزة علي عمان- أقامت جمعية النقاد الأردنيين أول من أمس ندوة نقدية حول رواية "لون آخر للغروب"، للروائية هيا صالح، وذلك في مقر المكتبة الوطنية، شارك فيها كل من الدكتورة دلال عنبتاوي والدكتورة سهى نعجة، وأدارها الروائي مجدي دعيبس وقدمت صالح شهادة إبداعية حول الرواية. الروائي مجدي دعيبس؛ قال في مستهل الندوة إن الروائية صالح تتناول حكايتين، واحدة تعاش وأخرى تكتب لكن تتقاطعان في لحظة ما، فكيف يمكن لهذا أن يحدث؛ عالم من لحم ودم وعالم من ورق؟ تفر الشخصيات من عالمها الحقيقي إلى العالم الموازي. هل يمكن تبادل الأدوار بين الكاتب وبطلة روايته؟ ما بين كاتب يشعر بالغرابة بعد أن أجريت له عملية زرع قلب، وممرضة تتمتع بقدرات خاصة، وزوجة تبحث عن حب قديم، ومحقق يشعر بالفقد ويفتش عن حقيقة لا تقدم ولا تؤخر، وصاحب دار نشر يحول أي شيء إلى بضاعة ما دام هناك زبون يدفع، تنطلق هيا صالح لرسم بعض مداخل وشخصيات لون آخر للغروب. الدكتورة دلال عنبتاوي قالت إن صالح اعتمدت على الحوار في رسم شخصيات الرواية والتعبير عنها، وسعت من خلاله للكشف عن واقع الشخصيات النفسي والفكري، لكي تبدو أكثر قربا من القارئ ووضوحاً، فالحوار له دور فعالاً في بناء أحداث الرواية وتطويرها وتعميقها، وصلات متينة بين كل من عناصر البناء السردي من مكان، وزمان، وأحداث، وصراع لقد استطاعت الكاتبة من خلال توظيف الحوار بهذه الرواية أن تكشف عن المغزى، وتوضح المقصود منها جمال وشفافية. وتحدثت عنبتاوي عن اللغة في هذه الرواية قائلة؛ وظفت صالح اللغة الفصيحة في الحوار، تنساب ببساطة وسهولة، واضحة بعيدة عن التعقيد، تنساب الأحداث الروائية بتصاعد فني، لتتوافق مع جوانب الحدث وروحه الدرامية، مبينة أن استخدام اللغة الفصيحة ذات الدلالات الإيحائية والاستعمالات المجازية زاد من قوة الرواية ومن قوة تفاعل شخصياتها لتنطلق إلى فضاء تعبيري معبر. وتحدث نيابة عن الدكتورة سهى نعجة، الروائي مجدي دعيبس؛ إذ بينت نعجة أن صالح "تفوقت في روايتها على ذاتها النفسية عبر حيوات ممتدة، عايشتها بعقل رشيد نير متحرر، يبتر الغرائز، ويقلم الشوك الذي يخز الذات الفاعلة والمنفعلة، والكامنة والناجزة في ضوء نظرية التلقي البلاغية الإبلاغية، فغامت وأمطرت نصا روائيا رئيا مركبا معافى من الكسل، والوسن، ونهضت بنص ريان أرق ألق أرج عطر مقطر شاهق سامق يانع مزهر وفي للحياة". وأشارت نعجة إلى أن الروائية صالح ولجت بقلمها في عالم العرفان، والتجلي، والمواجد، والإشراق، والشهيق المستعر في الذاكرة الوجدانية النفسية لتجذر بمنجزها إبداعا أصيلا جليلا. وقدمت هيا صالح شهادة إبداعية حول تجربتها في الكتابة قائلة "لا أضع مخططات مسبقة عندما أكتب، تتبلور الفكرة في ذهني، تكون عندها كالجنين الذي يعيش في الداخل، لا أعرف بداية ما نوعه، وما الشكل الذي سينتهي إليه والصفات التي سيتخذها، ولكن أعلم أنه موجود ويتحرك متخذا الحيز الأكبر من تفكيري، أشعر في تلك المرحلة أنني أغادر عالمي الواقعي وحياتي اليومية وأسافر إلى عوالم أخرى"، لافتة إلى أن الرواية هي فعل مباغت يقارب الحلم غير المخطط له، وتكمن قوته ويتجلى حضوره من خلال ما يمتلكه من عنصر المباغته. وصالح في رواية "لون آخر للغروب"، أرادت ترك مساحات وفراغات يملؤها المتلقي وفق خبراته واطلاعه، وقامت بتضمين القسم الخاص بالكاتب "المستأجر" أحداثا شديدة "الغرابة"، بينما القسم الثاني الذي هو متن الرواية التي يكتبها الكاتب جاء أقل غرائبية وأكثر ميلا نحو المنطق وجريان الأحداث لتؤكد مقولة إن الحياة التي يعيشها الإنسان كاتبا كان أم غير كاتب، هي أكثر تعقيدا وفنتازية وخيالا من النصوص الأدبية التي تسمى "تخيلية".اضافة اعلان