"حملات الفزعة" لإدامة نظافة شواطئ البحر الميت السياحية.. إلى متى؟

1715191645375261400
نفايات متراكمة عند احد شواطئ البحر الميت-(الغد)

البحر الميت-رغم الجهود التي تبذلها جهات رسمية وشعبية ومؤسسات مجتمع مدني، لتنظيف شواطئ البحر الميت، ومنطقة الزارة من أطنان المخلفات، إلا أنها تبقى متواضعة، وتحتاج للمأسسة، ما يجعل من إدامة النظافة تحديا بيئيا، يهدد أحد أهم الواجهات السياحية.  

اضافة اعلان


العمل على نظام الفزعة، ما يزال الأسلوب المتبع للنهوض بمستوى الخدمات البيئية بأحد أهم الوجهات السياحية العالمية، في وقت يرى مهتمون ومعنيون، أن حملات النظافة التي تقوم بها جهات رسمية وأهلية بين الحين والآخر ورغم أهميتها، إلا أنها لا تجد نفعا، لغياب المتابعة المستمرة، بالمقابل، فإن تجربة أمانة عمان القائمة على نظافة الطريق العام بالمنطقة أثبتت نجاحها بامتياز.  


ويرى متنزهون، أنه لا يوجد أدنى اهتمام بالمنطقة، موضحين أن حملات النظافة، لا تجد نفعا، إذ سرعان ما تعود الأوضاع إلى سابق عهدها في ظل غياب المتابعة المستمرة لأعمال التنظيف.
ويوضح رزق البشيش الذي زار المنطقة مؤخرا، أن بعض المناطق كالشواطئ المفتوحة، باتت طاردة للسياحة، نتيجة أوضاعها البيئية المتردية، مشيرا إلى أن غالبية المناطق التي يرتادها السياح والمتزهون تفتقر لأدنى العناصر المشجعة للحفاظ على النظافة، كالحاويات وسلال النفايات.


ويبين حمزة العدوان، أن المتنزهين يتحملون جزءا كبيرا من الأوضاع السيئة التي تشهدها منطقة البحر الميت، إذ يقوم غالبيتهم بإلقاء نفاياتهم أو إحراقها في المكان، مطالبا الجهات المعنية إيلاء القضية أهمية قصوى، سواء بالعمل على توفير آلية لجمع النفايات بشكل مستمر عن طريق جهة معينة أو على الأقل وضع حاويات وبراميل لتشجيع الزوار على الحفاظ على نظافة هذه الأماكن مع ضمان إزالتها بشكل دائم.


ويتفق البشيش والعدوان على أن غياب الرعاية وافتقار المنطقة لخدمات البنى التحتية اللازمة يضطر المتنزهين إلى ترك مخلفاتهم في المكان، وعادة ما تكون عرضة للنبش من قبل الحيوانات الضالة، لافتان إلى أن الأوضاع على شواطئ البحر الميت، لا تتماشى مع الجهود التي تبذلها الحكومة للنهوض بالمنطقة وتسويقها عالميا ومحليا كأحد أهم الأماكن الجاذبة للسياحة في الأردن.


وبحسب رئيس قسم حماية البيئة التابع لأمانة عمان المهندس معن الصقور فإن حجم النفايات التي يتم جمعها خلال عطلة الأسبوع تزيد على 10 أطنان، ويتضاعف خلال ذروة الموسم السياحي، لافتا إلى أن هذا الكم من النفايات تم جمعه من على جوانب الطريق العام الممتد من مثلث المغطس وحتى الزارة فقط.


ويضيف، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون، إلا أننا استطعنا الحفاظ على نظافة المنطقة ليتمكن الزوار والمتنزهون من إيجاد مكان ملائم لقضاء أوقاتهم، مشيرا أن بعض المناطق تحتاج إلى جهود مضاعفة للحفاظ على نظافتها كونها خارج مسؤولية أي جهة رسمية.


ولفت إلى أنه جرى القيام بحملة نظافة لشواطى البحر الميت أول من أمس، بالتعاون مع المنتجعات والجهات الرسمية والأهلية، إلا أن الجهد المبذول سيضيع هباء خلال نهاية الأسبوع مع وفود أعداد كبيرة من الزوار، ما يتطلب العمل على آلية ناجعة لإدامة الحفاظ على نظافة المنطقة بشكل مستمر.


ويؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة أنه لا توجد أي جهة رسمية مسؤولة عن نظافة الشواطىء المفتوحة والمناطق البعيدة عن نطاق عمل كوادر أمانة عمان كمنطقة الزارة، مشيرا إلى أن الجهات المعنية كوزارة البيئة أو السياحة وهيئة المناطق التنموية تقوم بين الحين والآخر بعمل حملات نظافة، إلا أنها لا ترتكز إلى برامج وخطط ثابتة ودائمة.


وينوه إلى أن مسؤولية نظافة المنطقة مسؤولية مشتركة بين السائح والجهات المعنية ويجب على كل طرف القيام بواجبه، مشددا على ضرورة إيلاء المنطقة المزيد من الاهتمام وتطويرها وإيجاد أماكن تنزه مناسبة لذوي الدخل المحدود الذي يقومون عادة بالتخييم على الشاطئ أو بالقرب من برك المياه الساخنة أو على جوانب الطريق وتزويدها بكافة المقومات المطلوبة.


ويقول السوالقة، "يجب الاستفادة من تجربة أمانة عمان وتعميمها للحفاظ على المناطق السياحية والعمل على توفير الأدوات اللازمة لتشجيع السياح على الحفاظ على نظافة المنطقة كوضع حاويات أو سلال قمامة وضمان نقلها بشكل متواصل"، مضيفا "لا يكفي أن نعمل على زيادة الوعي المجتمعي دون توفير حوافز تشجيعية فالعمل المؤسسي المبني على المتابعة يعد أساسا قويا للنهوض بالمنطقة بيئا وسياحيا".


من جانبه، يؤكد مدير بيئة وادي الأردن المهندس محمد الصقور على ضرورة تكريس ثقافة الحفاظ على نظافة الأماكن العامة والمقدرات الوطنية من التلوث باعتبارها حقا للجميع، موكدا أن الحفاظ على نظافة المنطقة مسؤولية تشاركية يتحملها المواطن قبل الجهات المعنية، إذ إن العامل الحاسم للتغلب على هذه الظاهرة هو إيجاد وعي وسلوك بيئي لدى أفراد المجتمع بالمحافظة على أماكن التنزه للوصول إلى الهدف الأسمى وهو إعطاء صورة مشرقة لهذه الأماكن والنهوض بها لاستقطاب عدد أكبر من السياح والمتنزهين.


ويوضح أن قلة الوعي وغياب الثقافة المجتمعية تشكل تحديا أمام الجهات المعنية بالحفاظ على نظافة المنطقة، خاصة وأن استمرار الظاهرة يتسبب بمشاكل بيئية أخرى كانتشار الحشارت الضارة، ناهيك عن آثارها على التنوع الحيوي في المنطقة، مؤكدا أن وزارة البيئة مستمرة في جهودها على مختلف الصعد بما في ذلك تنظيم حملات نظافة لشواطئ البحر الميت ووضع الأدوات اللازمة لتشجيع السياح على ممارسة السلوكيات الايجابية.


يذكر أن المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية كانت قد أكدت سابقا، أنها مستمرة في تنفيذ خطة الاستدامة البيئية المتكاملة والتي تتضمن عدة برامج وأنشطة لحماية شواطئ البحر الميت والحفاظ على مقدراته بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين بهدف الحفاظ على البيئة والطبيعة وتوفير شواطئ آمنة ونظيفة تعكس الصورة الايجابية لكافة زوار البحر الميت، إضافة إلى تعزيز قيم الانتماء واستدامة البيئة، ونشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة ونظافة الأماكن العامة.

 

اقرأ أيضا:

البحر الميت.. "شواطئ الملح" الجديدة تهدد عذوبة الاستثمار السياحي