"الداخلية" تؤكد أن الإجراء تنظيمي: "بحارة الرمثا" يشكون من تعطيل "منصة جابر" أعمالهم

مركبتان تعملان على خط الأردن -سورية بانتظار قدوم ركاب-(الغد)
مركبتان تعملان على خط الأردن -سورية بانتظار قدوم ركاب-(الغد)
احمد التميمي- فيما يؤكد "بحارة" في الرمثا، ان آلية التسجيل على "المنصة" لمركبات نقل الركاب عبر حدود جابر باتجاه سورية والتي استحدثتها الحكومة اثناء انتشار جائحة كورونا، حرمت المئات منهم من العمل بشكل منتظم بعد أن حددت هذه الألية عدد المركبات اليومي المسموح لها بالمغادرة أو العودة بواقع 200 مركبة يوميا، اكد مصدر في وزارة الداخلية ان العمل بالمنصة سيستمر لحين اعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء "كورونا". واكد المصدر ان المنصة تطبق على سيارات السفريات الخارجية والهدف منه تنظيمي، وخصوصا في مركز حدود جابر الذي ما يزال يعمل لغاية الساعة السادسة مساء فقط، مؤكدا انه سيتم دراسة تمديد ساعات في المركز العام المقبل. وتشترط المنصة، بأن يكون العدد المسموح للتسجيل 100 سائق دخول للأردن و 100 سائق خروج من الأردن يوميا. كما نصت التعليمات بالسماح للسائق التسجيل على مرة واحدة كل 4 أيام للدخول للأردن و مرة واحدة كل 4 أيام للخروج من الأردن كلا على حدة. ووفق "بحارة" فإن المنصة التي تم إنشاؤها في جائحة كورونا ما تزال تعمل لغاية الآن وتشترط تسجيل سائقي السفريات لدخول سورية بواقع 100 سيارة أردنية و100 سيارة سورية، ما حرم المئات من السائقين من مصدر دخلهم الوحيد للعمل بنقل الركاب من الأردن إلى سورية وبالعكس. وأشاروا إلى أن هناك ما يقارب 1400 سيارة تعمل على خط الأردن سورية وبنظام المنصة فإن السائق يسمح له بالعمل مرة واحدة كل اربعة أيام، مشيرين إلى ان هناك سائقين ينتظرون لأكثر من 10 أيام من اجل الحصول على تصريح بحجة تعطل في النظام، فيما سائقون يسمح لهم بالتسجيل يوميا. وقال صاحب مكتب سفريات في إربد ناصر الحايك إن جميع المعابر الحدودية أوقفت العمل بنظام المنصة والتسجيل باستثناء معبر حدود جابر والذي يشترط أن يكون قد مضى على التسجيل 4 أيام من أجل السماح للسائق مره أخرى بالتسجيل. وأشار إلى أنه وفي حال لم يتمكن السائق الذي قام بالتسجيل على المنصة من مغادرة الأردن إلى سورية بسبب عدم وجود ركاب فان دوره بالتسجيل يلغى، ويخسر دوره ويضطر للانتظار 4 أيام إضافية من أجل السماح له بالتسجيل مرة أخرى. وأضاف أن هناك عشرات السائقين يتواجدون في المكاتب بانتظار الركاب الذاهبين إلى سورية، مشيرين إلى ان سائق السفريات المسجل بالمنصة يضطر في كثير من الأحيان إلى نقل راكبين فقط إلى سورية حتى لا يلغى تصريحه، الأمر الذي يتسبب لهم بخسائر مادية كبيرة. وأكد أن المنصة تسببت بتعطل المئات من السائقين عن العمل وان كثيرا منهم باتوا بلا عمل بسبب عدم جدوى العمل على خط سورية، الأمر الذي يتطلب من الحكومة إلغاء المنصة كما في الحدود البرية الأخرى حتى يتمكن جميع السائقين بالعمل دون أي اشتراطات. وأشار سائق سفريات طلب عدم نشر اسمه انه انتظر أكثر من 10 أيام حتى تمكن من التسجيل بالمنصة بسبب الضغط على المنصة ويعتمد التسجيل على قوة الإنترنت، مشيرا إلى أن هناك سائقين يقومون بالتسجيل بشكل شبه يومي على المنصة. ولفت إلى أن ضعف حركة المسافرين القادمين والمغادرين عبر حدود جابر تدفع بالعديد من السائقين إلى عدم الذهاب إلى سورية دون ركاب بسبب الخسائر التي سيتكبدها بدل محروقات، فيما آخرون يضطرون لمغادرة الأردن براكب أو اثنين حتى لا يلغى دوره. وقال إن العديد من المسافرين باتوا يفضلوا الذهاب إلى سورية عن طريق الرحلات السياحية بسبب عدم وجود قيود عليها، إضافة إلى رخص أجرة نقل الراكب، لافتا إلى أن العديد من السائقين خسروا ركابهم خلال السنوات الماضية بسبب الإجراءات الروتينية المعقدة. وأكد أن هناك مسافرين كانوا يفضلون الذهاب إلى سورية عبر السفريات الخارجية من خلال التواصل المباشر معهم، إلا أن الأمر بات مختلفا الآن في ظل قيام المنصة بتحديد الموعد لكل سيارة. بدوره، قال الناطق باسم البحارة علاوي البشابشة إن المنصة حاربت السائقين في أرزاقهم في ظل عدم قدرتهم على العمل اليومي، مؤكدا أن المنصة تشترط التسجيل لكل 100 سيارة أردنية وأخرى سورية مقارنة بوجود أكثر من 1400 سيارة تعمل على خط الأردن سورية. وأشار إلى أن العديد من السائقين اضطروا إلى التوقف عن العمل نهائيا، وآخرون قاموا بتضمين مركباتهم بمبالغ مالية ضئيلة لا تكاد تغطي مصاريف المركبة السنوية من ترخيص وصيانة، الأمر الذي يتطلب إلغاء المنصة بعد انتهاء جائحة كورونا أو تحديدها بيومين وزيادة أعدادها إلى 400 سيارة في اليوم. وحاولت "الغد" على مدار أسبوع التواصل مع وزير الداخلية مازن الفراية بالاتصال أكثر من مرة للرد على استفسارات "الغد" إلا أنه لم يجب على هاتفه. وكانت الحكومة الأردنية أعلنت إعادة تشغيل مركز جابر/نصيب مع سورية بنهابة شهر 7 العام الماضي بشكل شبه عادي، بعد نحو عام على عمله بشكل محدود في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا. وسمح آنذاك لـ500 من المسافرين القادمين من سورية يوميا التسجيل لسلوك المعبر الذي كان يعبره الآلاف في الاتجاهين يوميا قبل جائحة كورونا، ولمائتي مركبة (مائة من كل جانب) بالمرور. وكانت الحكومة الأردنية أغلقت مركز حدود جابر في 12 آب(أغسطس) عام 2020 بعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا. وأعيد فتحه لاحقا مع اعتماد قيود تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع (باك تو باك)، والسماح لعدد محدد (150) شخصا يوميا من القادمين إلى الأردن، بالعبور، بينما كان المغادرون والقادمون بحاجة إلى موافقة أردنية مسبقة وتقرر إلغاء نظام النقل التبادلي، والسماح للحافلات بالعبور إلى الجانب السوري والعودة منه. كما تقرر "السماح بمغادرة الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى سورية دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من الجانب الأردني"، بينما يحتاج السوريون القادمون لموافقة. وشكل إغلاق المعبر في نيسان(أبريل) 2015 بسبب النزاع في سورية، ضربة موجعة للتجارة التي سجل التبادل التجاري بينها عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011. وأعيد فتح المعبر خريف عام 2018، فيما بلغ التبادل التجاري عام 2020 بين الأردن وسورية 108.7 مليون دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية. والحدود مع سورية شريان مهم للاقتصاد الأردني، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول. و"البحارة" اسم أطلقه سكان في الرمثا على كل من كان یعمل على سیارة تحمل مسافرین بین الأردن وسوریة ولبنان، وتعمل على نقل كمیات مسموح بدخولها من البضائع إلى المملكة دون أن تخضع للجمارك. وحسب أرقام غرفة تجارة الرمثا، فإن اقتصاد اللواء كان یعتمد سابقا بنسبة 90 % منه على التجارة البینیة مع سوریة، حیث یعمل أكثر من 1500 بحار على نقل البضائع من درعا إلى الرمثا، یضاف إليهم أكثر من 2500 محل متخصص بالبضائع السوریة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان