سد وادي العرب.. طبيعة ساحرة تحاصرها طرق ضيقة ومتهالكة

figuur-i
figuur-i

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - شهدت منطقة سد وادي العرب في لواء الغور الشمالي مؤخرا، حركة سياحية نشطة، خصوصا بعد أن رفعت الحكومة اجراءات العزل وسمحت للمواطنين بالتنقل بين المحافظات، لا سيما وان منطقة سد وادي العرب تتميز بطبيعة ساحرة جعلت منها وجهة سياحية للكثير من المتنزهين.اضافة اعلان
وتعتبر منطقة سد وادي العرب نقطة جذب للباحثين عن الراحة والاستجمام وسط أجواء من الطبيعة الخلابة، رغم ما تعانيه الشوارع الموصلة إليها من التصدعات والانهيارات الترابية ونقص في الخدمات الأساسية والبنية التحتية، مما يجعل منها بيئة طاردة للسياحة الداخلية.
وطالب سكان في اللواء، بضرورة معالجة مشاكل الطرق المتراكمة منذ سنوات عديدة من اجل توفر بيئة صالحة ومناسبة للحركة السياحية التي يمكن أن توفر فرص عمل للشباب الذين يعانون من الفقر، مؤكدين ان الاهتمام بالخدمات العامة سينعكس إيجابيا على الوضع الاقتصادي في المنطقة.
وقالوا إن أغلب الشباب باللواء يعانون من البطالة، ويعتمدون على العمل بمشاريع صغيرة مؤقتة تخدم الزوار لتوفير دخل يمكنهم من توفير بعض من المستلزمات لأسرهم.
وأكد الشاب محمد شاتي، ان منطقة سد وادي العرب من المناطق التي تتمتع بالمناظر الخلابة، وتوفر الأعشاب البرية التي تعالج العديد من الأمراض، بالإضافة إلى انها تعتبر بيئة لأنواع مختلفة من الطيور المهاجرة والنادرة، التي تسر المتنزهين، مشيرين إلى أن هناك اقبالا واضحا وارتفاعا بعدد المتنزهين.
وطالب شاتي، من الجهات المعنية بايلاء المنطقة مزيدا من الاهتمام، من خلال العمل على جذب المستثمرين لاقامة المطاعم والفنادق والاستراحات وحديقة العاب، للتخفيف من مشاكل الغرق في المسطحات المائية.
وتفتقر المناطق المرتفعة والقريبة من السد إلى أدنى مقومات السلامة العامة، نتيجة خلوها من الإشارات التحذيرية أو الحواجز المعدنية لحماية الزوار ومرتادي المنطقة من أخطار السقوط والتدهور، ناهيك عن الشوارع المتهالكة والمدمرة غير الصالحة لمسير الزوار والمركبات.
وأكد المواطن محمد التلاوي، ان منطقة سد وادي العرب من المناطق السياحية التي تدير عجلة الاقتصاد في الأغوار، وخصوصا أن أهالي اللواء يعتمدون على تسويق المنتوجات الزراعية للمتنزهين إضافة إلى تسويق المنتوجات اليدوية المصنوعة من ورق الموز والنخيل، ناهيك عن حركة الأسواق وارتفاع مبيعاتها. وأشار إلى أن غياب الاهتمام بالخدمات العامة في تلك المنطقة، سيعمل على ابعاد المتنزهين عن اللواء، مما سيخلق ذلك العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بين سكان اللواء.
وكان الهدف الرئيس من انشاء سد وادي العرب هو تعزيز المصادر المائية المتوفرة، وسحب المياه إلى المحافظات الأخرى، وتنمية البيئة المحيطة، والمساهمة في درء خطر الفيضانات المتكررة والتي يشهدها اللواء كل عام، إضافة إلى دعم القطاع الزراعي في اللواء والمناطق المحيطة بمياه الري.
ويحرص المواطن سعد الدلكي كل أسبوع على زيارة سد وادي العرب، إذ يتميز بحسبه باطلالة جميلة، وجذابة تعمل على نقل المواطن من أجواء الروتين اليومي إلى عالم الطبيعة الساحرة، وخصوصا ان السد مطل على الاراضي الفلسطينية، ناهيك عن توفر بعض الأعشاب التي تستخدم كأكلات شعبية وطبية والتي فقدت في الأونة الأخيرة.
لكن الدلكي، قال إن الشوارع الواصلة، إلى ذلك المكان بحاجة إلى الصيانة والتعبيد، مشيرا إلى أن الشوارع عبارة عن حفر تتجمع بها المياه في فصل الشتاء، ناهيك عن فيضان مياه الصرف الصحي في بعض الأحيان جراء اعتماد المجاورين على حفر امتصاصية.
وطالب الجهات المعنية بضرورة توفير متطلبات السلامة العامة، وخصوصا الحواجز المعدنية في المناطق القريبة من السد والشوارع الضيقة، وخصوصا انها منحدرة وتتجاوز ارتفاعاتها مئات الامتار مما يعرض الأطفال والعائلات للاخطار.
وطالب العديد من أهالي اللواء بإدراج السد من ضمن مشاريع المناطق التنموية، كونه يتمتع بمقومات تجعله نقطة جذب ومحط اهتمام لتطوير التنمية باللواء، بالإضافة إلى ضرورة تطوير البنية التحتية المحيطة بالسد لتنشيط الحركة السياحية.
وأشار المواطن علي التلاوي، إلى أن الموقع المطل على السد يفتقر للحواجز المعدنية والإشارات التحذيرية، مشيرا إلى أن بعض الاستراحات قريبة جدا من الشارع الرئيسي، ما يعرض الزوار والأطفال للأخطار، وتدهور المركبات في الأودية السحيقة في حال انحرافها عن الطريق.
وأشار الى وقوع العديد من حوادث الغرق بالسد وسقوط الكثير من السيارات، جراء عدم وجود أي من الإشارات التحذيرية في المنطقة.
كما طالب بتوفير نقطة دفاع مدني ثابتة في المنطقة، لتعمل على ارشاد الزوار، وخصوصا الذين يأتون من خارج اللواء لتفادي حوادث الغرق بينهم.
من جانبه أكد رئيس بلدية معاذ بن جبل المهندس ساري العبادي، ان البلدية ستعمل على تعبيد الشوارع الواصلة الى منطقة سد وادي العرب، لتسهيل حركة المتنزهين وتخفيف من الاضرار التي تلحق بمركابتهم الخاصة، مشيرا إلى أن منطقة سد وادي العرب تتمتع بجمالية كبيرة وخصوصا انها مطلة على الأراضي الفلسطينية. وأكد العبادي ضرورة الاهتمام بها سياحيا، من خلال الترويج لها عن طريق وزارة السياحة، مشيرا الى ان البلدية ستعمل على ايلاء المنطقة مزيدا من الاهتمام، من خلال التعاون مع الجهات المعنية.