بعد تجدد الاشتباكات في السودان.. كيف تتم مراقبة وقف النار؟

1685029673854344900
دخان يتصاعد من موقعين في العاصمة الخرطوم رغم سريان الهدنة بين الجيش والدعم السريع - (وكالات)
السودان- على الرغم من الهدنة التي أعلن عنها، السبت الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الا أن الانتهاكات من قبل الطرفين مستمرة منذ بدء سريانها.اضافة اعلان
فقد تجددت الاشتباكات بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، أمس وأول من أمس، في جنوب الخرطوم وبحري وضواحي أم درمان.
ما دفع العديد من المراقبين إلى التخوف من انهيارها لا سيما أن مصير سابقاتها لم يكن أحسن حالا منها، إذ تعرضت نحو 12 هدنة سابقة لانتهاكات جمة.
وفقا لما نص عليه اتفاق جدة الذي وقع بين ممثلي الجيش والدعم السريع برعاية سعودية أميركية، السبت الماضي، تراقب لجنة "المتابعة والتنسيق" وقف النار هذا، وتضم تلك اللجنة "قيادات من الطرفين المتناحرين، بالإضافة إلى مسؤولين سعوديين وأميركيين".
وتناقش في اجتماعاتها انتهاكات وقف إطلاق النار مع القيادتين العسكريتين.
أما آلية عمل اللجنة فلا تفاصيل شافية عنها، إلا أن بعض المسؤولين الأميركيين كانوا ألمحوا سابقا إلى احتمال استعانتها بالأقمار الصناعية، فقد أشار وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، قبل يومين إلى أن اتفاقية الهدنة ستكون "مدعومة بآلية مراقبة عن بعد، تدعمها الولايات المتحدة".
وإلى جانب المراقبة عن بعد، لا شك أن تلك الآلية ستدرس أيضا الاتهامات المتبادلة التي يتقاذفها الجانبان علنا وعبر بيانات رسمية، للتحقق من الانتهاكات.
ولعل الجواب على هذا السيناريو المحتمل أتى أيضا من قبل بلينكن، الذي أكد أن العقوبات آتية على المخالفين. إذ قال قبل يومين: " إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها، ووسائل أخرى متاحة لنا".
أما بالنسبة للسعودية، فتشي جميع المواقف والبيانات الصادرة عن وزارة خارجيتها، بأنها متمسكة بالحوار والتوافق، من أجل تجنيب السودانيين المأساة، وتسهيل نقل المساعدات وأعمال الإغاثة.
وكانت اشتباكات اندلعت أول من أمس بين طرفي الصراع في عدة مناطق بالعاصمة السودانية، بعد هدوء قصير شهده اليوم الأول من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الاثنين الثلاثاء الماضيين، ما هدد بانهيار وقف إطلاق النار الهادف إلى السماح بوصول المساعدات وتمهيد السبيل لهدنة تدوم لفترة أطول. وفي بيانين صدرا في ساعة متأخرة من مساء اول من أمس، تقاذف الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق.
ففيما أكدت قوات الدعم السريع أنها اضطرت للدفاع عن نفسها ضد الضربات البرية والمدفعية والجوية من الجيش، اتهمها الأخير بشن هجمات على دار سك العملة وقواعده الجوية وعدة مدن غرب العاصمة.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان في أم درمان أن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أسقطت، ونشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الحادث.
إلا أن الجيش أوضح لاحقا أن عطلا أصاب الطائرة. في حين زعمت قوات الدعم السريع أنها أسقطتها.
يذكر أنه منذ 15 نيسان (أبريل) الماضي يدور القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما هدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.-(وكالات)