مهند جويلس
تواصل قائدة المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم ميساء جبارة، تسطير الإنجازات الواحد تلو الآخر في ميادين الكرة، سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، وآخرها الفوز بلقب دوري السيدات السعودي بنسخته الأولى، ومساهمتها الكبيرة في صعود فريق النصر على منصة التتويج بتسجيلها 10 أهداف.
وانتقلت ميساء مع بداية العام الحالي من فومجيت التركي إلى النصر السعودي، لتمثيل النصر “العالمي” في مرحلة الإياب بدوري السيدات السعودي الممتاز، حيث سعى النصر الذي ضم النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو لفريق الرجال، إلى أن يجمع المجد من أطرافه في عام واحد، بالتتويج بلقب السيدات والرجال من خلال ضم الهدافة الأردنية لإيمانهم الكبير بقدراتها التهديفية.
ونشر اللاعب البرتغالي عبر منصاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تتويج سيدات النصر بالبطولة، حيث ظهرت بتلك الصورة اللاعبة ميساء برفقة العلم الأردني، والتي تفتخر بتواجده معها في جميع رحلاتها الاحترافية، لتحقق إنجازا آخر في مسيرتها رغم قصر الفترة التي لعبت بالنادي الذي يلعب فيه أفضل من لمسوا “الساحرة المستديرة” عبر التاريخ.
جبارة التي تبلغ من العمر حاليا 33 عاما، تعد من أقدم اللاعبات الأردنيات اللواتي بدأن ممارسة الكرة على الصعيد المحلي، حيث بدأت مسيرتها مع نادي عمان في العام 2000، حيث كانت تبلغ من العمر 11 عاما فقط، لتكتب بعدها تاريخا مليئا بالعطاء والإنجازات للاعبة كرة محلية، استطاعت كسر الحواجز بقوة ودخول عالم “المائة” بالأهداف والمباريات على الصعيد الدولي.
وتوجت جبارة بالعديد من الألقاب الفردية مع الفرق التي مثلتها، وآخرها الحصول على لقب هدافة دوري المحترفات المحلي في الموسم الكروي 2021، بعد أن سجلت 30 هدفا بألوان قميص عمان من أصل 79 هدفا سجلهم الفريق في 12 مواجهة، ويعد رقما هو الأعلى والأفضل في تاريخ هدافات الكرة على صعيد دوري المحترفات.
وواصلت ميساء خلال الموسم ذاته التألق مع فريق عمان “الذي جمد نشاط الكرة النسوية لاحقا”، بالتتويج ببطولة الأندية الآسيوية للسيدات للمرة الأولى في تاريخ الفرق الأردنية، وكان لها دورا بارزا في الفوز بالبطولة التي أقيمت في مدينة العقبة، بتسجيلها هدفين من أصل 4 أهداف سجلهم فريقها بالبطولة.
ونجحت أيضا بالحصول على جوائز فردية عديدة منها: أفضل هدافة ببطولة غرب آسيا للمنتخبات، علما بأنها اللاعبة الوحيدة التي استطاعت التتويج مع “النشميات” بجميع البطولات الخمس التي تمكن المنتخب الوطني من حصدها بـ “غرب آسيا”، وآخرها العام الماضي، حيث كانت هدافة المنتخب والبطولة برصيد 6 أهداف.
وتمتلك جبارة رقما مميزا في مسيرتها لم يسبقها أحد به على الصعيدين الآسيوي والعربي، إذ سجلت في مسيرتها 125 هدفا، لتحتل المركز السادس على سلم ترتيب هدافات المنتخبات الوطنية بحسب “فيفا” عبر التاريخ، وذلك خلال 125 مباراة دولية تقريبا خاضتها جبارة “بحسب المعلومات شبه المؤكدة” بذلك، وآخرهم “هاتريك” في شباك سورية، و”هاتريك” آخر في مرمى منتخب فلسطين، علما بأنها بدأت مع المنتخب في العام 2005.
وتعد ميساء صاحبة أول هدف لـ “النشميات” في نهائيات كأس آسيا للمنتخبات النسوية، وذلك بعد تسجيلها هدفا في مرمى الفلبين بافتتاح نسخة العام 2018 التي استضافتها المملكة، ليتم اعتبارها من قبل الوسط الرياضي وقتها ولاحقا أفضل لاعبة كرة محلية عبر التاريخ.
وكان للتجارب الاحترافية التي خاضتها ميساء في مسيرتها الكروية، أثرا كبيرا في تطور مستواها من موسم لآخر رغم تقدمها بالعمر، حيث لعبت مع فريقي جرينبول وثونون إيفيان في فرنسا، ومؤخرا قدمت للسعودية من فريق فومجيت التركي، فيما مثلت فريق أبو ظبي الإماراتي، وفريقي الصداقة وزوق مصبح في لبنان، وتوجت بلقب الدوري مرتين هناك.
ولم تقتصر إنجازات قائدة المنتخب بالحصول على الألقاب الفردية والجماعية في الملاعب والبطولات فقط، بل كانت في إحدى السنوات أفضل رياضية في الأردن، بعد أن واصلت تمثيل المرأة الأردنية محليا وخارجيا بأفضل صورة، من خلال الالتزام والسعي المستمر إلى تطوير الذات وتحقيق الأهداف ذات المستوى العالي.
وتطمح جبارة التي انخرطت مؤخرا في تدريبات المنتخب الوطني، إلى مساعدة فريقها بالوصول لهدفه من خلال المشاركة في التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، حيث ستكون أمام مهمة ليست سهلة في سبيل الوصول التاريخي لأول مرة بالكرة المحلية، وهو أحد الأهداف التي تطمح ميساء إلى تحقيقها مع “النشميات” في مسيرتها الكروية.
اقرأ أيضاً:
اضافة اعلان
