يشكل البحث عن أدوية جديدة لعلاج أنواع مختلفة من السرطان هاجسا للعلماء، ولكن يبدو أن الأدوية المستعملة في علاج بعض الأمراض تعطي حافزا للعلماء في هذا المجال ومنها أدوية السكري، التي قد تفيد في علاج أنواع معينة من السرطان التي لها علاقة بالأيض والهضم.
يقول الباحثون في جامعة كيس ويسترن ريسيرف: "إن فئة من أدوية مرض السكري المستخدمة لعلاج مرض السكري من النوع 2 قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (CRC). الأدوية، التي تسمى منبهات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالجلوكاجون، أو GLP-1 RAs، هي أدوية تعطى عن طريق الحقن لخفض نسبة السكر في الدم، وتحسين حساسية الأنسولين، ويمكن أن تساعد في إدارة الوزن. وقد تم مؤخرًا استخدام هذه الفئة من الأدوية دواء لإنقاص الوزن.
ونشرت نتائج الدراسة الأسبوع الحالي، في مجلة JAMA Oncology.
وقال الباحث المشارك ناثان بيرجر، الأستاذ في جامعة كيس ويسترن ريزيرف: "تظهر نتائجنا بوضوح أن GLP-1 RAs أكثر فعالية بشكل ملحوظ من الأدوية المضادة للسكري الشائعة، مثل الميتفورمين أو الأنسولين، في منع تطور سرطاني القولون والمستقيم".
وأضاف رونغ شو، الباحث الرئيسي المشارك والأستاذ في كلية الطب: "على حد علمنا، هذا هو أول مؤشر على أن فئة الأدوية الشائعة لإنقاص الوزن ومكافحة مرض السكري تقلل من حدوث CRC، مقارنة بالعوامل المضادة للسكري".
أظهرت هذه الدراسة أن GLP-1 RAs، والتي ثبت أيضًا أنها تقلل معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية، تنتج تأثيرات وقائية ضد CRC - الذي يعتبر سرطانًا مرتبطًا بالسمنة - بغض النظر عما إذا كان المريض يعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
مستقبل GLP-1 هو مستقبل مقترن بالبروتين G (GPCR) والذي، عندما يرتبط بمركب GLP-1، ينشط مسارات الإشارات التي تنظم إفراز الأنسولين، واستقلاب الغلوكوز، وتحد من الجوع. يتم إطلاق GLP-1 بواسطة الخلايا L في الأمعاء استجابةً لوجود العناصر الغذائية.
نظرًا لدور الأمعاء في إطلاق GLP-1، افترض الباحثون في Case Western، أنه إضافة إلى كون GLP-1 RAs فعالًا ضد مرض السكري ودواء لإنقاص الوزن، فإنه قد يكون أيضًا وقائيًا ضد تطور CRC.
ولإجراء دراستهم بأثر رجعي، استخدم الباحثون قاعدة بيانات وطنية تحتوي على أكثر من 100 مليون سجل صحي إلكتروني (EHRs). أجرى الفريق دراسته على بيانات أكثر من 1.2 مليون مريض تم علاجهم بأدوية السكري بين العامين 2005 و2019. ثم قام فريق Case Western بمقارنة معدلات الإصابة بسرطاني القولون والمستقيم لدى المرضى الذين عولجوا بـ GLP-1 RAs مع أولئك الذين تم علاجهم بوسائل أخرى.
من بين أكثر من 22.527 مريض تم علاجهم بالأنسولين، تم الإبلاغ عن 167 حالة من حالات CRC، في حين كشفت مجموعة متطابقة مكونة من 22.527 مريض عولجوا بـ GLP-1 RAs عن 94 حالة فقط من CRC - وهو معدل حدوث أقل بنسبة 44 بالمائة.
وبالمثل، أظهرت مجموعات متطابقة مكونة من 18.518 مريض عولجوا إما بالميتفورمين مقابل GLP-1 RAs انخفاضًا بنسبة 25 بالمائة في تطور CRC بين مجموعة GLP-1 RA.
وشملت قيود الدراسة الإرباكات المحتملة غير المقاسة أو غير المنضبطة، والاختيار الذاتي، والسببية العكسية، وغيرها من التحيزات المتأصلة في الدراسات الرصدية.
وأشار فريق البحث إلى أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في التأثيرات على المرضى الذين خضعوا لعلاجات سابقة مضادة للسكري، والآليات الأساسية، والتأثيرات التفاضلية المحتملة داخل GLP-1RAs، وتأثيرات GLP-1RAs على السرطانات الأخرى المرتبطة بالسمنة.
* الصيدلي إبراهيم علي أبورمان
وزارة الصحة
اقرأ أيضاً:
أطعمة يجب تناولها وأخرى يجب تجنبها في وجبة الفطور لمرضى السكري
