في روسيا.. لماذا تُعلَّق المرايا على ارتفاع شاهق؟

حتى مائة عام مضت، كانت المرآة قطعة أثاث باهظة الثمن لا يمكن أن يقتنيها سوى الأسر الثرية
حتى مائة عام مضت، كانت المرآة قطعة أثاث باهظة الثمن لا يمكن أن يقتنيها سوى الأسر الثرية
إذا زرت بيتاً روسياً قديماً فأول ما ستبصره عيناك هو الوضع الغريب للمرايا: معلقة على ارتفاع عالٍ، وتميل يميناً أو يساراً بشكل لافت، حيث كان من الضروري في الماضي أن يطيل الروس رقابهم ويقفوا على أطراف أصابعهم كي يروا صورة انعكاسهم في المرآة، لكن لماذا؟

قطعة أثاث للأثرياء حصراً!

اضافة اعلان

حتى مائة عام مضت، كانت المرآة قطعة أثاث باهظة الثمن لا يمكن أن يقتنيها سوى الأسر الثرية. حيث لم يكن من السهل رؤية المرايا الكبيرة ذات البراويز الضخمة إلا في ممتلكات أو شقق العائلات المترفة.

 

مكان المرآة المناسب: أسفل السقف مباشرة

 

جلب الفلاحون الأثرياء إلى موطنهم: روسيا ما قبل الثورة "la Russie prérévolutionnaire"، مرايا كبيرة ومميزة لأسواق المدينة، بينما كانت الطبقة الأفقر من الشعب راضية عن النماذج الصغيرة منها، حيث تم الاعتناء بهذه المرايا وتزيينها بأقمشة مطرزة وتعليقها بأعلى مستوى ممكن في المنزل، حتى لا يكسرها أحد عن طريق الخطأ. خلال الحقبة السوفيتية، أصبح تصنيع المرايا أمراً أكثر سهولة مما مضى، لكن العديد من المنازل استمرت في تعليق مراياها عالياً كما فعل أجدادها.

 

بالإضافة إلى المرايا، غالباً ما كان الروس يعلقون اللوحات ويؤطرون الصور أسفل السقف مباشرة؛ فكلما كانت أقرب إلى السقف، كلما قل انعكاس الأضواء عليها وندر تجمع الغبار فوقها. في الوقت الحاضر، يمكن رؤية المرايا معلقة بارتفاع شاهق في المتاحف أو المنازل الريفية القديمة.

 

المرايا في عالم الأساطير

قديما، اعتقد عدد من الشعوب أن المرايا ما هي إلا ممرات إلى الحياة الآخرة، بينما ظن الروس أن عدم رؤية أنفسهم بالكامل في المرآة نذير شؤم؛ لذلك تم تعليقها بطريقة تمكنهم من رؤية أنفسهم بشكل كامل. كما كان كسر المرآة أيضاً علامة على مصائب مستقبلية. لذلك كانت المرايا أكثر أماناً عندما تعلق أسفل السقف مباشرة وبعيداً عن متناول اليد.