متلازمة التوأم المتلاشي.. جنين يختفي في الرحم ليترك ندبة بروح أخيه

توأم صورة تعبيرية
توأم صورة تعبيرية

ترجمته عن الفرنسية: سارة زايد- كان الطبيب الفرنسي، كلود إمبرت، من أوائل من تناول موضوع التوأم المتلاشي في كتابه: "كائن واحد تفتقده، هل كان لديك أخ توأم؟".

اضافة اعلان

 

في هذا الكتاب، يقول إمبرت إن حوالي واحد من كل عشرة أجنة كان لديه أخاً توأماً، والذي غالباً ما يختفي أثناء الحمل بسبب الإجهاض التلقائي، ليتم امتصاصه بواسطة الجنين الآخر، وعندما يموت أحد الأجنة، فإن الناجي سيعاني من صدمة هائلة، حيث سيختبر شعوراً بالحنين إلى الماضي، وربما يؤنب نفسه ظناً منه أنه قتل أخيه الجنين، أو لكونه استطاع أن يعيش وينجو عندما لم تتح لتوأمه هذه الفرصة، فيبقى في نفسه خواء عظيم يرافقه مدى الحياة. يشرح إمبرت أن الصلة بين الأجنة التوأم موجودة حتى قبل أن يبدأ القلب في النبض، أي قبل نهاية الأسبوع الثالث، ومنذ اللحظة الأولى التي تحمل بنا أمهاتنا، تصبح تصوراتنا جزءً لا يتجزأ من خلايانا، فنسجل ما يحدث حولنا، وندرك العلاقة بين والدينا ومشاعر أمنا ونحن ننمو في رحمها، ويمكننا أن نشعر بأخينا أو أختنا التوأم ونسمع دقات قلبه/ها، وحينما يتوقف الآخر عن النمو، تُخلَق لدينا صدمة كبيرة سنكافح لفهمها عندما نكبر.

 

تفسير طبي لمتلازمة التوأم المتلاشي

 

 

يختفي أحد الأجنة التوأم من رحم الأم بسبب تشوه أو خلل في المشيمة، ونادراً ما يتأثر الجنين الآخر جسدياً، ولكن هناك أدلة كثيرة على أن التأثير النفسي للناجي هائل ومضاعف؛ فيبدو أن جنيناً عمره بضعة أسابيع قادر على الشعور بوجود توأمه ثم غيابه السريع، كما يمكن للمولود الناجي أن يدرك فقدان أخيه فوراً عند ولادته، ويُعرف هذا الشعور باسم متلازمة التوأم المفقود أو المتلاشي.

 

مشاعر قاسية يختبرها التوأم الناجي

 

إحدى التوأمين الناجيتين تشرح في كتاب "كائن واحد تفتقده، هل كان لديك أخاً توأما؟" شعورها بفقدان أختها التوأم في رحم أمهما قائلة: تستمر الحياة لمن حولي، ولكن ليس من أجلي. سأحتفل قريباً بعيد ميلادي الأربعين، والآن أفهم لماذا كان عيد ميلادي دائماً يوماً صعباً للغاية بالنسبة لي ولعائلتي أيضاً. وتضيف: لكني أريد من عامي الأربعين، أن يكون يوماً جميلاً للاحتفال بنا على حد سواء! ولأول مرة، سأحصل على وشم، نكون فيه، هي وأنا، إلى الأبد على جِلدي!

 

كيف تكتشف الأم المستقبلية فقدان أحد الجنينين؟

 

  • تقوم المرأة بإجراء الموجات فوق الصوتية في بداية حملها، على سبيل المثال حوالي الأسبوع السادس أو السابع من الحمل، لتكتشف توأمين في رحمها.
  • عندما تعود إلى طبيبها بعد بضعة أسابيع لإجراء فحص جديد بالموجات فوق الصوتية يجد الطبيب جنيناً واحداً فقط.
  • في حالات أخرى، تعاني الأم من أعراض مماثلة لأعراض الإجهاض، حيث يتلاشى جنين واحد فقط، ليبقى الثاني في الرحم.

 

 

التوائم المتلاشية تفوق عدد تلك المولودة

 

أكد العلماء أن عدد التوائم التي تم الحمل بها يتجاوز بكثير عدد التوائم التي ولدت، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن واحداً من كل ثمانية أشخاص كان لديه توأماً في رحم أمه، في حين أن واحداً فقط من كل 70 شخصا لديه في النهاية أخ توأم أو أخت توأم عند الولادة.

 

تشمل الأعراض التي يختبرها التوأم الناجي:

 

* الشعور بالقصور وعدم الاكتمال والحاجة إلى العثور على توأمه المفقود. * شعور بالذنب يرافقه قساوة على الذات، حيث يحظر على نفسه النجاح. * الميل إلى الصمت والانسحاب والعزلة. * علاقة إشكالية مع الطعام (فقدان الشهية أو الشره المرضي). * صعوبة في اتخاذ القرارات. * الميل إلى الاكتئاب والوحدة، والخوف من التخلي عنه.

 

تقرير مترجم عن مدونة Claire-grand الفرنسية.