يقول جو مونز، مؤسس شركة باكيدين والرئيس التنفيذي لها: "نعمل في الشركة أربعة أيام في الأسبوع لأن ذلك يجعل موظفينا أكثر حماسًا.
كما أن ذلك يمنحنا جاذبية كبيرة في تعيين الموظفين الجدد والقدرة على الاحتفاظ بالعاملين بالفعل".
وتُصنع شركة باكيدين، التي يوجد مقرها في باسينغستوك في مقاطعة هامبشاير البريطانية، مجموعات من الخبز المنزلي وخلطات الكعك.
وشهدت مبيعات الشركة ارتفاعًا كبيرًا خلال فترة الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا.
ومنذ إطلاق الشركة في عام 2013، قرر جو أن يعمل الـ 40 موظفا بالشركة أربعة أيام في الأسبوع.
كان جو يعمل في شركة "آي بي إم" العملاقة للكمبيوتر في ذلك الوقت ويدير الشركة في نهاية الأسبوع.
يقول جو: "عندما كنت أعمل في شركة آي بي إم، ضغطت بالفعل ساعات العمل الخاصة بي إلى أربعة أيام في الأسبوع.
لذلك لم أكن أعمل في يوم الجمعة من كل أسبوع، وبالتالي كان بإمكاني العمل في باكيدين، الذي كان مشروعي المفضل في ذلك الوقت".
ويضيف: "كان هذا هو عملي الخاص، لذلك كان يمكنني أن أفعل ما أحب. واغتنمت هذه الفرصة لبدء العمل أربعة أيام في الأسبوع. لذلك فإننا نعمل في المعتاد من يوم الاثنين إلى يوم الخميس، ثم يحصل الجميع على إجازة لمدة ثلاثة أيام".
ونظرًا لأنه لا يزال هناك بعض الأعمال التي يجب القيام بها في يوم الجمعة من كل أسبوع، مثل التعامل مع استفسارات العملاء، يتطوع بعض موظفي الشركة للعمل يوم الجمعة. ويحصلون على يوم عطلتهم الثالث في وقت آخر من الأسبوع.
ويعمل موظفو باكيدين لمدة تسع ساعات ونصف الساعة في الأيام الأربعة التي يقضونها في العمل.
ويشير جو إلى أنهم بهذه الطريقة ينجزون قدرا أكبر من العمل مما لو كانوا يعملون لخمسة أيام في الأسبوع.
ويقول: "عندما نكون معًا، نجد أننا أكثر إنتاجية. إننا ننجز أكثر بهذه الطريقة، لأننا لا نشعر بالتعب، ونستمتع بالعطلة ليوم ثالث وهو يوم الجمعة".
وهناك فوائد أخرى للعمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع. تعمل شركة باكيدين في صناعة المواد الغذائية، التي يكون معدل رحيل العمال فيها مرتفعا للغاية.
ويعني هذا أن الشركات العاملة في هذا القطاع غالبًا ما يكون لديها عدد قليل من الموظفين. وبالتالي يتعين على المديرين قضاء فترات طويلة من الوقت في العمل على جذب الموظفين الجدد وإجراء مقابلات شخصية معهم.
يقول جو: "كل عام، يترك حوالي 30 في المئة من الموظفين في صناعة الأغذية وظائفهم.
لكن معدل رحيل الموظفين في شركة باكيدين يقل عن خمسة في المئة سنويا. لذلك، فإن العمل أربعة أيام في الأسبوع يعد وسيلة ممتازة للاحتفاظ بالموظفين وكسب ولائهم للشركة".
وبدأت العديد من الشركات والبلدان في تجربة العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع، بدلاً من خمسة أيام، لأن ذلك يقلل من خطر "الاحتراق النفسي" لدى الموظفين ويحسن التوازن بين العمل والحياة.
وتتبع شركة "يونيليفر" البريطانية نفس نظام العمل في مكاتبها ومصانعها في نيوزيلندا. وطبقت الحكومة الوطنية في آيسلندا ومجلس مدينة العاصمة ريكيافيك نظام العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع على 2500 موظف في القطاع العام.
يقول جو إن أكبر ميزة للعمل لأربعة أيام في الأسبوع لأصحاب الشركات الناشئة هي أنها تمثل نقطة جذب كبيرة للغاية عندما تعلن الشركة لأول مرة عن حاجتها لموظفين.
ويضيف: "عندما تبدأ نشاطًا تجاريًا، وعندما لا يكون بإمكانك أن تدفع الرواتب العالية التي تدفعها الشركات الكبرى، فيمكنك التحكم تماما في ساعات العمل وتحديدها بشكل يجذب العاملين الجدد".
ويتابع: "أهم نقطة في ذلك هي القدرة على تقديم شيء فريد ومثير للاهتمام للموظفين الجدد.
وعلاوة على ذلك، وبمجرد تكوين فريق للعمل، فإن ذلك يمنحهم شيئًا قيمًا حقًا قد لا يكون مرتبطًا بالنواحي المالية".
