"نحن نستثمر الفرص".. مشروع يعرف الشباب بفرص العمل بـ"قلب المحافظة"

جانب من المحاضرات التوعوية - (من المصدر)
جانب من المحاضرات التوعوية - (من المصدر)

يبحث شباب عن فرص عمل تكون قريبة ووسط المحافظة التي يعيشون فيها، خصوصا أن ذلك يساهم في توفير مصاريف التنقل للعاصمة عمان تحديدا إن كانت الرواتب منخفضة. لذلك يحتاج الشباب لآفاق جديدة تعرفهم بتلك الفرص عبر المبادرات المجتمعية في أماكن اقامتهم، كما في مشروع "نحن نستثمر الفرص" الذي ينظم فعالياته في محافظة البلقاء مؤخراً.

اضافة اعلان


وتعتبر محافظة البلقاء من المناطق القريبة من العاصمة عمان، وهناك نسبة كبيرة من الشباب ممن يقدمون على العمل في العاصمة، من دون ان يكونوا على دراية ببعض فرص العمل القريبة من أماكن سكنهم، والتي توفر في المصاريف ولا تحتاج الى الانتقال من محافظة إلى أخرى في سبيل البحث عن فرصة عمل.


وبسبب ازدهار حركة النشاط التجاري والمصنعي في المحافظة، ارتأت الجمعية الألمانية لتعليم الكبار وضمن برنامج التنمية والتمكين المجتمعي المدعوم منها، أن تطلق برنامج "نحن نستثمر الفرص"، بدءا من ضواحي مدينة السلط، خاصة بوجود مدينة صناعية على مقربة كبيرة منهم، ولكن تبين أن نسبة كبيرة من الشباب والفتيات ليسوا على علم بالكم الهائل من فرص العمل التي يمكن أن تتوفر لهم.


ميسرة برنامج التنمية والتمكين المجتمعي المدعوم من الجمعية الألمانية لتعليم الكبار DVV International فاطمة العلوان، والمشرفة على تطبيق المشروع في مركز تنمية عيرا ويرقا، تبين أن خطة المركز التدريبية بمواضيعها المختلفة في إطار السعي المستمر لتنمية الموارد البشرية في المجتمع المحلي ضمن نطاق الاختصاص وبما يُساهم في تحقيق رؤية المركز التنموي وخطته الشاملة للنهوض بالمجتمع وإحداث التغيير المُستهدف.


وتبين العلوان أن الضغوط الاقتصادية تمثل أهم المعوقات في حياة الفرد والمجتمع المحلي، وانطلاقا من عمق الإحساس بالمسؤولية وضرورة التميُّز في طرح برامج توعوية وتعليمية وتدريبية تهتم بسد احتياج مجتمعي حقيقي، ومن هنا، دأب فريق عمل مشروع التنمية والتمكين المجتمعي بمقترح لتوفير برامج تعليمية وتدريبية متنوعة تهتم بالتنمية الاقتصادية، والتي من شأنها أن تُساهم في خدمة المجتمع المحلي بمشاريع وبرامج يتم تنفيذها من قبل المركز بهدف تمكين الفئة المستهدفة من اكتساب مهارات حياتية تساعدهم على ثقافة ومهارات العمل لمواجهة التحديات الاقتصادية المستمرة.


كل هذه المحاضرات التوعوية في سبيل تنمية قدرات الشباب وفتح مجالات الوظائف في المجتمع المحلي أمامهم، تأتي ضمن مشروع التنمية والتمكين المجتمعي الذي تتبناه الجمعية الألمانية لتعليم الكبار، وبالتعاون مع الجهات الجهات الرسمية المختصة، وفق العلوان، التي توضح ماهية البرنامج بأنه "مشروع تعليمي تدريبي مجتمعي يهدف إلى رفع مهارات الفئة المستهدفة لتمكينهم من الالتحاق بسوق العمل، وتحفيز المشاركة المجتمعية في الحياة العامة".


ذات المشروع، ساهم في خلق فرص إنتاجية للنساء في القرى والمحافظات، وتعليم الحرف اليدوية ومشاريع إنتاجية منزلية لتمكينهن اقتصاديا في مجتمعاتهن الصغيرة. كما أن هذا البرنامج التدريبي ومبادرة "نحن نستثمر الفرص" يساعد على سد الفجوة بين احتياجات المجتمع وموارده المتاحة، ويعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بالتحديات والحلول المتاحة، وبالتالي الانخراط المجتمعي الواعي في التنمية.


مؤخرا، عقدت المبادرة ورشة دعت فيها الشباب والفتيات وكل من يرغب بالحصول على فرصة عمل قريبة من مسكنه، للحضور وتعلم البحث والتحري عن فرص العمل المناسبة والقريبة في ذات الوقت، إذ تعاني نسبة كبيرة من الشباب من عدم قدرتهم على الالتحاق بسوق العمل في المناطق البعيدة، لما لها من تكلفة مادية تفوق قدرتهم، من حيث التنقل ومنهم من يضطر إلى السكن بعيدا عن الأهل وهذا يستنزف طاقتهم المادية والمعنوية في ذات الوقت.


وتقول العلوان "نحن نستثمر الفرص" نظم لقاء يبحث دور مدينة السلط الصناعية بتحقيق مكتسبات التنمية في المجتمع المحلي والقرى المجاورة، حيث تحدث مدير مدينة السلط الصناعية محمود طملية عن أهمية دور المدن الصناعية الأردنية بشكل عام، في تحقيق مكاسب التنمية المتمثلة بالحد من مشكلتي الفقر والبطالة من خلال فرص العمل التي تستحدثها الاستثمارات الصناعية للشباب الأردني الباحث عن العمل.


وأكد طملية على أهمية الشراكة بين المدن الصناعية وفعاليات المجتمع المحلي والاستثمارات الصناعية العاملة لتلبية احتياجات المصانع من العمالة الاردنية المدربة في مختلف التخصصات، حيث بين أن هناك ما يقارب 30 شركة صناعية بحجم استثمار 30 مليون دينار ستوفر في مراحل تشغيلها قرابة 750 فرصة عمل، مضيفا أن إدارة المدينة ستعمل وبتنسيق وثيق مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية لإنجاح مشروع المدينة الصناعية وتفعيل دورها بدعم فعاليات المجتمع المحلي.


وما حث الجمعية الألمانية ومشروع التنمية والتمكين المجتمعي على إطلاق مبادرة "نحن نستثمر الفرص" زيادة في نسبة البطالة في القرى والمحافظات التي تعاني من عدم وجود مؤسسات ودوائر رسمية، أو حتى مقرات للوزارات الكبرى في هذه المناطق.


وشارك في هذا الحوار التوعوي مجموعة من أبناء المجتمع المحلي، ممن يحملون شهادات جامعية وتأهيلية عن مدى حاجة المجتمع لمثل هذه اللقاءات لتعريف الشباب الأردني بالفرص المتاحه للعمل في الشركات الصناعية وما هي المهارات اللازمة لدخول سوق العمل في القطاع الصناعي. ووفق العلوان، فان مشروع التنمية والتمكين المجتمعي يُدار من قبل مركز تنمية المجتمع المحلي عيرا ويرقا، والذي يضم خبرات متميزة ذات صلة بمجالات تعليم الكبار، والتي تم اكتسابها من خلال برامج بناء القدرات المؤسسية التي نفذتها الجمعية الألمانية لتعليم الكبار منذ خمس سنوات تقريبا.


وأصبح لدى المركز القدرة على تولي زمام المبادرة الكاملة في حشد التمويل وإدارة المشاريع والمبادرات المجتمعية، كما يُعد المركز بيتا للخبرة يُساهم في نقل المعرفة وتطوير قدرات مراكز أخرى في مجالات التعليم وتنمية المجتمع المحلي، كما انه يتطلع للوصول إلى مصادر تمويلية مستدامة والمحافظة على استدامة الخبرات المتراكمة في مجالات تعليم الكبار.


هذا المشروع ذو أهمية كبرى في حال تم تطبيقه في العديدمن الأماكن ونقل التجربة للمحافظات والقرى النائية البعيدة عن مراكز المحافظات في ذات الوقت، إذ تقول العلوان عن تجربتهم في مشروع التمكين واستثمار الفرص للتوظيف أن العمل جار عبر تنفيذ برامج توعوية وتعليمية وتدريبية مميزة ومتنوعة لسد احتياج مجتمعي حقيقي، وتمكين الفئات المستهدفة من اكتساب مهارات حياتيّة تساعدهم على ثقافة ومهارات العمل لمواجهة التحديات الاقتصادية المستمرة.

 

ويأتي ذلك، وفق العلوان من خلال "رفع الوعي المجتمعي بأهمية التدريب المهني، وتهيئة بيئة قائمة على الحوار وقبول الرأي الآخر والثقة بالقدرات الذاتية، وخلق وإعداد وتنفيذ برامج تدريبية نوعية تراعي احتياجات المجتمع المحلي في ذات الوقت".