"يلا غزة" يفتتح أفلام "كرامة" لحقوق الإنسان

ملصق المهرجان-(من المصدر)
ملصق المهرجان-(من المصدر)

بشكل استثنائي تفاعلي مخصص (أساسا) لفلسطين وآلام شعبها ونضالاتهم وتطلعاتهم في الضفة والقطاع، تنطلق عند الساعة السابعة من مساء يوم غد، في المركز الثقافي الملكي، فعاليات الدورة 14 (دورة فلسطين) من مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، وتتواصل حتى 12 من الشهر الحالي.

اضافة اعلان


تقول مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة "في قلب الموت الذي يستهدف أجساد الأطفال الغضة وأمهاتهم، وتحت دوي القنابل المجرمة والصواريخ الغادرة، لنعلن موقف صناع الأفلام مما يجري فوق أرض غزة، ولنكشف وهن المنظومة الأخلاقية العالمية وفاشيتها، متبنية في وهنها هذا، وإدارتها الظهر لأنات الضحايا، تعارضا واضحا ومفضوحا مع مواقف شعوبها وشعوب الأرض قاطبة، أعلنوها صادحة مطالبين بوقف القتل ومنتصرين للمظلومين".


من هنا تأتي، بحسب دروزة، قيمة إقامة هذه الدورة "لا بل والإصرار عليها"، لتستدرك قائلة "إن غزة، وهي تواجه جريمة مكتملة الأركان، بشعة، مركبة، مصحوبة بمؤامرة إبادة جماعية، ومسنودة بعنصرية استعمارية فوقية، لهي تعيد توجيه بوصلة القيم الإنسانية في عالم امتهن احتكار أدوار الضحية ومفهوم حقوق الإنسان".


دروزة تخلص إلى القول: "إنه التزام "كرامة" من قلب عمّان العاصمة الأردنية الأبية، وسنواصل من خلال منصة "كرامة" حول العالم، العمل مع زملائنا وأصدقائنا في مجال سينما أفلام حقوق الإنسان، الذين يتعرضون في مجتمعاتهم الغربية لحملة إقصاء وتكميم كل صوت يقف مع، أو يتضامن مع الجرح الفلسطيني النازف".


من جهته، يوضح المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب "أن تراجيديا القتل الإجرامي لكل ما هو فلسطيني، تجعل أي تظاهرة سينمائية، أو إبداعية ضئيلة أمام قدسية الإنسان"، مضيفا: "بعد 14 عاما من انطلاقة كرامة، عشنا فيها تحولات مفصلية في عالمنا العربي من حروب وويلات وقهر، ها نحن نقف مكسورين أمام غزة، ومندهشين أمام براعة الفلسطيني في الخروج من تحت الركام متمسكا بإنسانيته، ومدافعا عن حقه في الحياة. ها نحن نقف نافرين من بشاعة الوجوه التي كشفت عن قتامة عنصرية ازدواجية معايير حقوق الإنسان. نقف أمام طهارة الدم الفلسطيني الذي تدفق ليرد الروح إلى ريشة محارب ابن الأرض المباد في الأميركتين، ويحاكي حلم مناضل من أصول إفريقية ينتفض الفوقية البيضاء التي ما تزال تخنقه، وإقدام محارب فيتنامي، وعزم ثائر تشيلي، وتحررية أممي كوبي".


يقول الخطيب: "ها نحن، مستمدين مشروعيتنا من جمهورنا ومن مفردات رسالتنا، نستجمع قوانا ونشحن إرادتنا، متبنين دورة خاصة تحمل اسم فلسطين، فنحن في "كرامة" لطالما امتهنا الفعل السينمائي للدفاع عن الإنسان، رغم الألم، ورغم سؤالنا عن جدوى فعلنا".


الفيلم الوثائقي الطويل "يلا غزة" (2023) من إخراج الفرنسي رولاند روينر، يتناول مختلف نواحي حياة الغزيين تحت الحصار الممتد منذ العام 2007، تنطلق فعاليات الدورة الاستثنائية بالمبنى والمعنى، وفي جعبتها، إضافة لفيلم الافتتاح، أكثر من 70 فيلما روائيا ووثائقيا وتحريكيا قصيرا وطويلا، وبمشاركة 25 ضيفا من السينمائيين والخبراء الحقوقيين القادمين من دول عربية وأجنبية عديدة.


روينر يعرض له ضمن فعاليات هذه الدورة، فيلم آخر بنكهة فلسطينية، هو فيلم "المدرعة وشجرة الزيتون".


الندوات المصاحبة، وورش العمل، تعالج، جميعها، سبل تعزيز مقاطعة السردية الصهيونية/ الإسرائيلية وداعميها سينمائيا، وتمكين صناع الأفلام لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وداعموه في حق الشعب الفلسطيني.


ومن بين الأفلام السبعين، يتناول 30 فيلما مختلف نواحي القضية الفلسطينية من منظور حقوق الإنسان، منها أفلام جرى عرضها في دورات سابقة لمهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان".


ومن الأفلام الدائرة في فلك القضية الفلسطينية، والإنسان الفلسطيني، والمرأة الفلسطينية: الفيلم النرويجي "البرج" (2018) لمخرجه ماتس غرورد، الذي يعالج حكاية لجوء فلسطيني من مخيم برج البراجنة في لبنان، ويروي قصة النكبة وكيف سحقت الآلة العسكرية القرى الفلسطينية وأمعنت في التطهير العرقي، علما أن وزارة التربية والتعليم الفرنسية منعت، بعد السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عرض الفيلم في مدارس المرحلة الإعدادية في فرنسا في محاولة لإخفاء الحقيقة، وها نحن اليوم نعيد عرض الفيلم بحضور المخرج الذي جاء من النرويج خصيصا للقاء الجمهور الأردني لنقول لا للرقابة والمنع على رواية فلسطين.


ونظرا للظروف الاستثنائية لهذه الدورة، ستقتصر جوائز ريشة كرامة على جائزة الجمهور وجائزة "أنهار/ الشبكة العربية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان"، لأفضل فيلم عن القضية الفلسطينية.