"رفح" ما تزال تؤجج الخلاف داخل حكومة الحرب اليمينية

المتطرفون يسعون إلى إشعال الصدامات في القدس

متطرفون يهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال - (أرشيفية)
متطرفون يهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال - (أرشيفية)

أعلنت ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، رفضها لقرار حكومة الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه اقتحامات المستوطنين المتطرفين، خلال تظاهرة احتجاجية نظمتها أمس بالقدس المحتلة، للمطالبة بالتراجع عنه تحت طائلة التهديد باقتحامه بالقوة وتنفيذ طقوسهم الدينية الاستفزازية المزعومة مع نهاية شهر رمضان الفضيل.

اضافة اعلان


وتصاعد الخلاف الداخلي بين أوساط الاحتلال السياسية والأمنية وأعضاء "الكنيست" الإسرائيلي حول اجراءات شرطة الاحتلال التي بدأت اعتباراً من يوم أمس ومستمر لمدة 16 يوماً، إزاء خشيتها من تدهور الأوضاع الأمنية في ظل العدوان الحالي ضد قطاع غزة، وفي محاولة لتجنب الاحتقان والغضب الشعبي بالقدس والضفة الغربية.


غير أن ما يسمى "جماعات المعبد" المتطرفة نظمت تظاهرة احتجاجية، أمس، أمام منزل الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" في مستوطنة "كريات أربع" الإسرائيلية في الخليل، احتجاجاً على قرار الإغلاق، وللمطالبة بتجاوز الوزير قرارات الأجهزة الأمنية، وإعطاء الأوامر للشرطة لفتح المسجد أمام الاقتحامات بالقوة.


وعمت موجة من الغضب بين أوساط اليمين المتطرف في الكيان المُحتل، الذي نددوا بتراجع حكومة الاحتلال عن تشجيع اقتحامات المستوطنين في شهر رمضان، رضوخاً لإرادة الفصائل الفلسطينية، محملين مسؤولية القرار للوزير "بن غفير" الذين اتهموه بالتواطؤ مع أجهزة أمن الاحتلال لضمان عدم توسيع جبهة الحرب.


ويُعد هذا الإغلاق الأطول في وجه الجماعات المتطرفة، مقارنة بالسنوات الماضية التي أغلق فيها المسجد الأقصى في وجه الاقتحامات، عشية العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر لمدة 12 يوماً، عام 2023، و13 يوماً عام 2022.


وكان الخلاف قد ظهر بوضوح في تصريحات وإجراءات حكومة الاحتلال حول عمليات تقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، إزاء دعوة المتطرف "بن غفير" لتحويلها لسياسة "صفر فلسطينيين"، مقابل مطالب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لتخفيف الضغط في القدس المحتلة، خوفاً من اشتعال جبهة الضفة الغربية وخروجها عن السيطرة في ظل عدوان الاحتلال ضد غزة.


جاء ذلك بالتزامن مع التنديد الفلسطيني الواسع لتصريح عضو "الكنيست" المتطرف، "ألموغ كوهين"، عن "حزب القوة اليهودية" المتطرف الذي يتزعمه "بن غفير"، الذي دعا فيه رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، لاستهداف النازحين في رفح خلال شهر رمضان وقتلهم وهم جائعون وخائفون.


وأكد في تصريحاته، التي أدلى بها "للقناة 14" الإسرائيلية الموالية للمتطرفين اليهود، بضرورة إعطاء تعليمات لجيش الاحتلال من أجل دخول رفح، و"القضاء على النازحين وتكسير عظامهم".


ويواصل الاحتلال قصف المنازل في رفح فوق رؤوس ساكنيها، مما يثير المخاوف بين أكثر من مليون فلسطيني يحتمون بالملاذ الأخير لهم في جنوب قطاع غزة من تهديد حكومة الحرب بشن هجوم بري واسع تلوح به مراراً.


ونتيجة لجرائم الاحتلال ومجازره الوحشية؛ فقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء عدوانه على قطاع غزة إلى 32490 شهيداً، و74889 مصاباً.


في حين أعلنت قوات الاحتلال حالة الاستنفار وتشديد الاجراءات الأمنية والعسكرية بالضفة الغربية بعد إصابة 3 مستوطنين على الأقل بجروح بليغة، في عملية إطلاق نار فلسطينية على حافلة للمستوطنين، وقعت أمس بالأغوار بالقرب من بلدة العوجا بأريحا.


وعلى الفور؛ سارعت سلطات الاحتلال لإغلاق جسر الملك حسين "معبر الكرامة" أمام حركة المسافرين الفلسطينيين، والشحن، بين الضفة الغربية والأردن، بالتزامن مع تكثيف إجراءات الاحتلال العسكرية في أريحا، والأغوار غرباً.


من جانبها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالعملية التي اعتبرتها عملاً بطولياً نوعياً يأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال، كما تشكل "صفعة للاحتلال ولإجراءاته الأمنية والعسكرية ومحاولاته الفاشلة في وقف موجة العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية".


ودعت الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى تحويل اليوم الجمعة إلى يوم للتصعيد الشامل والاشتباك المفتوح وتصعيد الحراك الشعبي المساند لقطاع غزة من خلال تنظيم طوفان جماهيري حاشد لا يتوقف.


وفي الأثناء؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب وليد لؤي الأسطة (19 عاماً)، من مدينة نابلس، متأثرا بإصابته الحرجة إثر قصف مسيرة الاحتلال على مخيم جنين، وذلك في إطار تصعيد الاحتلال الخطير ضد الضفة الغربية بالتزامن مع عدوانه الهمجّي بحق قطاع غزة.


وفي اليوم الـ174 من العدوان على غزة، تواصل قوات الاحتلال قصفها لمناطق متعددة في شمال غزة ووسطها وجنوبها، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا لتبلغ 32 ألفا و552 شهيدا و74 ألفا و980 مصابا، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة بالقطاع.


يأتي ذلك فيما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها قصفت مع كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بقذائف الهاون تجمعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط مجمع الشفاء بغزة، الذي يحاصره الاحتلال منذ 11 يوما.


من جهتها، قالت حماس إن "المشاهد التي بثت لقتل مدنيين بدم بارد دليل إضافي على حجم الفاشية والإجرام في السلوك الصهيوني"، ودعت لتحرك دولي لوقف "القتل الممنهج لشعبنا ومحاسبة هذا الكيان المارق".

 

اقرأ المزيد : 

المتطرفون يسعون لإشعال الأوضاع بـ"الأقصى"