المجتمع الدولي يقف عاجزا عن وقف حرب الاحتلال المستعرة ضد قطاع غزة

نحو نكبة ثالثة.. الإبادة أو التهجير

عائلة في غزة تتلقى العلاج بعد تعرض منزلها لقصف من طيران الاحتلال - (وكالات)
عائلة في غزة تتلقى العلاج بعد تعرض منزلها لقصف من طيران الاحتلال - (وكالات)

ما يزال المجتمع الدولي يقف عاجزا عن وقف الحرب الإسرائيلية المستعرة ضد قطاع غزة للأسبوع الثاني على التوالي، مثلما لا يملك أيضا خطة لمنع مخطط تهجير الفلسطينيين من وطنهم الذي يدفع إليه الاحتلال بقوة، مما يفسر حجم المجازر المهولة التي ارتكبها في شمال القطاع المحاصر وتحذير سكانه بترك منازلهم ونزوحهم منه، ومن ثم إبادة 50 عائلة فلسطينية منهم، وذلك في إطار سياسة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني.

اضافة اعلان


ومن الواضح أن الاحتلال قد أدخل مخطط التهجير القسري لأكثر من مليون فلسطيني في غزة ضمن بنك أهدافه من وراء عدوانه على القطاع، مما يجعل الاحتمالات مفتوحة بما فيها العملية البرية التي تلوح عن قرب، في ظل خشية الاحتلال من الإقدام عليها لتبعاتها السلبية وخطورة فتح جبهات أخرى، مقابل الدعوة لاستبدالها باستمرار الحصار الشامل حول القطاع لإنهاكه ودفعه للاستسلام وفق المنظور الصهيوني.


ولا ينم ذلك عن "تعقل" الاحتلال، فما تزال أصوات المتطرفين تتزايد للمطالبة بشن حرب برية ضارية ضد قطاع غزة، وفي مقدمتها أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية، إلا أن حصار غزة قد يجده بعض الساسة الإسرائيليين بديلا عن الغزو البري للقطاع، عبر مواصلة منع الإمداد بالمواد الحياتية الضرورية مثل الغذاء والدواء والمياه من أجل الدفع لإنهياره واستسلامه، في إطار سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية.


إلا أن صمود سكان غزة وثبات المقاومة الفلسطينية قد تقلب المعادلة لدى حكومة الاحتلال اليمينية التي لم تكشف من "بنك الأهداف" سوى هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وضرب "حماس" في غزة، مما يبدو أنها لا تملك خطة للأيام التالية للاجتياح البري المزمع إلى قطاع غزة، في حال اللجوء إليه، وهو ما تخشاه الإدارة الأميركية، بحسب شبكة الأخبار "بلومبرج" الأميركية. 


في حين يواصل جيش الاحتلال قصف غزة بالقنابل والصواريخ، مما أدى لارتفاع عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ونزوح الآلاف من الفلسطينيين وإجبارهم على ترك منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، حيث لجأ ثلثاهم إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة.


ولجأ أكثر من 270 ألف فلسطيني، أي ثلثي النازحين، إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في القطاع، مما يؤدي إلى عواقب إنسانية مدمرة.


وتسببت جرائم الاحتلال في إبادة 50 عائلة فلسطينية بالكامل، بينما بلغ عدد ضحايا العدوان على غزة حتى اللحظة أكثر من ألفي شهيد من بينهم 614 طفلا و370 سيدة، إلى جانب إصابة 7696 فلسطينيا بجراح مختلفة منهم 2000 طفل و1400 سيدة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.


وطالب الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، بوقف فوري لجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، مبينا أن جرائم الاحتلال أدت الى إبادة 50 عائلة فلسطينية داخل منازلها وخلال نزوحهم القسري وهذه المجازر راح ضحيتها 500 شهيد من أفرادها.


وأكد أن الاحتلال يمعن في استهداف وقتل الكوادر الطبية والإسعافية الفلسطينية خلال مهامها الإنسانية في إخلاء ضحايا العدوان، مما أدى الى استشهاد 15 كادرا طبيا وإصابة 27 آخرين.


وأفاد بأن استهداف الاحتلال المركز على سيارات الإسعاف أدى الى تدمير 23 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة والتسبب في إضعاف القدرة الإسعافية في الميدان، مبينا أن إمعان الاحتلال في استهداف المستشفيات والمرافق الصحية يشكل تهديدا لحياة المرضى والجرحى والتي أسفرت عن إلحاق الضرر بـ15 مرفقا صحيا وخروج العديد منها عن الخدمة.


وأشار القدرة إلى أن هجمات الاحتلال أدت إلى إخلاء مستشفى للأطفال شرق غزة ونقل المرضى والطواقم إلى مستشفى آخر للأطفال وذلك بعد استهدافه بقنابل الفسفور وهو المستشفى الثاني الذي يخرج عن الخدمة بعد مستشفى بيت حانون بسبب الاستهداف الإسرائيلي.


وأوضح أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية ووحدات الإسعاف يشكل اعتداء سافرا على القوانين والمواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حماية الطواقم الطبية ومرافقها في أوقات النزاعات والحروب.
وأشار إلى اشتداد عدوان الاحتلال والاستهداف المركز والمتكرر للأحياء السكنية وقطع الطرق المؤدية للمستشفيات، مما شكل تحديا كبيرا أمام طواقم الإسعاف والدفاع المدني في إخلاء ضحايا العدوان ومايزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض.


وحذر القدرة من التبعات الخطيرة لوقف إمدادات الكهرباء على آلاف المرضى والجرحى، حيث أن وقود المولدات الكهربائية في المستشفيات شارف على النفاد، مشيرا إلى أن آلاف الفلسطينيين المشردين من بيوتهم يتوسدون ساحات المستشفيات أمام الأعداد الهائلة من الجرحى الذين تضيق بهم ممرات المستشفيات مما بشكل ضغطا مركبا على المنظومة الصحية الهشة.


وقال القدرة، إن "وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر جراء استنزاف قدراتها الدوائية والوقود وإشغال تام لأسرة الأقسام والعنايات المركزة وغرف العمليات وتؤكد أن القادم أسوأ"، مطالبا بالعمل الفوري لفتح ممر آمن لضمان وصول الامدادات الطبية والوقود والوفود والأسرة وسيارات الإسعاف والسماح بمغادرة مئات الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.


وعلى نفس الصعيد؛ أشار مكتب "اليونيسف" في الشرق الأوسط إلى وجود الكثير من الأطفال بين ضحايا القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وأن مليون شخص في القطاع لا مكان يحميهم من القصف الإسرائيلي.


وقالت المنظمة في بيان لها: "إننا نشعر بالهلع إزاء ما يحدث في قطاع غزة، حيث يوجد العديد من الأطفال بين الضحايا، بينما يوجد مليون شخص ليس لديهم أماكن آمنة للاحتماء، وهذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف العنف فورا"، وفق قولها.


من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع الإنساني في غزة مع ارتفاع عدد الإصابات، والنقص الحاد في الإمدادات الطبية، بالتزامن مع تصريح "الأونروا" الذي قالت فيه إن "غزة تتحول بسرعة إلى حفرة من الجحيم وهي على وشك الانهيار".

 

اقرأ المزيد : 

منصات رقمية عربية لمجابهة انحياز الإعلام