كيف أصبح أطفال غزّة "ضحايا إسرائيليين"!!!

"طوفان الأقصى".. يفضح مزاعم مصداقية الإعلام الغربي

MIT-Fighting-Misinformation_0
"طوفان الأقصى".. يفضح مزاعم مصداقية الإعلام الغربي
ما أن بدأ "طوفان الأقصى" بإغراق الاحتلال الإسرائيلي بسلسلة إخفاقات متتالية وواضحة في صفوفه الاستخباراتية والعسكرية، حتى باشر من طرفه بالرد بهستيريا لـ"يحفظ ماء وجهه" عبر قتل المدنيين العزّل والأطفال في قطاع غزة، بالإضافة إلى خلق روايات كاذبة ومفبركة ونشرها في الإعلام الغربي لكسب التأييد والتعاطف. اضافة اعلان

وبعد يوم واحد على نشر الرواية الزائفة، تنكسر صورة الإعلام الغربي التي كانت تتجلى للأذهان بأنها ذات الحرية والمصداقية والتفاني في الإتقان والمهنية وذروة السبق الصحفي، خصوصاُ بعد أحداث غزة منذ 7 من اكتوبر، والتي أظهرت بشكل واضح وملموس جراء تحيّزها وأخطائها المتتالية أنها ليست سوى آلة حرب وسياسة في أيدي أرباب الحرب والسياسة الغربية والصهيونية.

ولطالما يستخدم الإعلام الغربي خدعة مصداقيته "المطلقة" في قضايا الشؤون الداخلية والخاصة بشعوبها، ليخلق صورة الحرية والديموقراطية بأبرز أخباره، وبالتالي لا يشك أي متابع أن الرواية المتعلقة بحرب الاحتلال على غزة تفتقد المصداقية، لأنه يعتمد على مصداقية هذا الإعلام في غير موضع.

وفي رصد لـ"الغد" حول أبرز عناوين الصحف الأجنبية المضللة والمنحازة والخاطئة منها، بدا جليا أن الكثير من الإعلام الغربي انتقل من مهنة نقل المعلومة إلى صناعة الأخبار والصور الزائفة والكاذبة، خصوصاً في العدوان الإسرائيلي على فلسطين وقطاع غزة تحديداً لتصوير الاحتلال أمام العالم في صورة المظلوم المعتدى عليه، وتحقيق مصالح سياسية حسبما يشاع بين عدة محللين واعلاميين. 

"ليبراسيون" الفرنسية

نقلت ليبراسيون أحداث من الـ 7 من أكتوبر على أولى صفحاتها بصور بصرية (كاريكاتير) لأطفال قتلى و مذعورين تقصفهم حركة حماس، بعنوان كاريكاتور  حول الحرب بين حماس وإسرائيل، ليس لدى "صحيفة ليبيراسيون" أي كلمات.

وغضت الطرف عن أية رواية أخرى، والتي هي جرائم الاحتلال الاسرائيلي المستمرة لعقود، وصورتها بأنها هجمات بربرية ولم تنوه بأن ما هي إلا رد فعل المقاومة الفلسطينية على الجرائم المستمرة.





صحيفة الإندبندنت البريطانية

في تقرير أعدته الصحفية بيل ترو بعنوان " كفار عزة تفوح منها رائحة الموت" بعد جولتها لموقع حفل بعسقلان وبتنسيق من حكومة الاحتلال، وقامت بذكر قطع حماس لرؤوس الأطفال نقلا عن الرائد بالجيش الإسرائيلي ديفيد بن تسهيون.

وسرعان ما تراجعت ترو في تغريدة لها قائلة: "أردت فقط توضيح أنني لم أغرّد عن قطع رؤوس 40 طفلاً، لقد غردت بأن وسائل الإعلام الأجنبية قيل لها أنه تم قطع رؤوس النساء والأطفال ولكن لم يتم عرض الجثث علينا، وكان هذا ردي على التقارير التي انتشرت حول الأطفال الأربعين، أدركت أن الطريقة التي كتبت بها تغريدتي كانت قصيرة جدًا بحيث لا تشرح السياق الكامل، لذا حذفتها يشير العنوان الرئيسي لقصتي إلى مقتل أطفال صغار".




وذات الخبر الخاطئ، ردده الرئيس الأميركي جو بايدن (ثم تراجعت إدارته واعترفت بأن الخبر خاطىء)، وكذلك تناقلته صحيفة "التايمز" و"الدايلي ميل" وركزت فيه على الادعاء بمقتل أطفال إسرائيليين على يد حركة حماس، أكثر مما ركزت على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية بأن إسرائيل قتلت 447 طفلًا في غزة، حتى تاريخ نشر الخبر الزائف.

سي أن أن

اعتذرت مراسلة شبكة "سي إن إن" سارة سيدنر عن ترويجها ونشرها الرواية التي تبناها الجيش الإسرائيلي والرئيس الأمريكي حول مشاهد مزعومة لجثث "أطفال مقطوعة الرأس" في مستوطنة كفار عزة.

وكتبت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "بالأمس، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنهم يؤكدون أن حماس قطعت رؤوس الأطفال، لكن اليوم تقول السلطات الإسرائيلية إنها لا تستطيع تأكيد المعلومات المتعلقة بالأطفال المقطوعة الرأس. يجب أن أكون أكثر حذراً في ما يتعلق بالصياغة في المستقبل.. وأنا أعتذر".





صحفية "التايمز" البريطانية

نشرت قبل يومين مقال لها على صفحتها الأولى بعنوان "إسرائيل تعرض مشاهد لأطفال مصابين" متحايلة على القارئ بوضعها صورة دامية لأطفال غزة، حيث كل من يرى العنوان يتراءى إلى ذهنه أنه هؤلاء اطفال إسرائيليين. 




دليل تحيز العالم الغربي للاحتلال الإسرائيلي

كان الدليل القاطع على تحيز الإعلام الغربي للاحتلال الاسرائيلي بنشر شبكة من المراسلين لديها، ودون وجود يذكر لأي مراسل صحفي في غزة حتى تكتمل صورة الخبر، بالإضافة إلى استخدام لغة أحادية الجانب أي وصف  الجنود الإسرائيليين باسم “قوات الدفاع الإسرائيلية”، في حين يشار إلى المقاومة الفلسطينية باسم "الإرهابيين".

التمدد بـ"التحيز" طال مواقع التواصل الاجتماعي

بالنظر إلى خوارزميات كلا من تطبيق الفيسبوك والانستغرام المملوكان لـ"ميتا"، تظهر سياسة التضيق التي تستخدمها في حجب المنشورات لداعمي القضية الفلسطينية فعالة أكثر من الجانب الاسرائيلي.

وأخفت الهاشتاجات المتعلقة بحماس و"طوفان الأقصى" من البحث، بينما لا زالت هاشتاغات الطرف الآخر من الصراع.

وبشكل مكرر يتم حظر أو حذف حسابات فلسطينية لأسباب غامضة، بينما بعض الحسابات المؤيدة لإسرائيل تستخدم خطابًا عدائيًا ومحرضًا دون عقاب ولا يحدث لها شيء.