مادبا: البلاط الأملس أمام المحال.. مشاة يشتكون والبلدية تتوعد

سياح يسيرون في شارع مادبا السياحي-(أرشيفية)
سياح يسيرون في شارع مادبا السياحي-(أرشيفية)

مادبا- رغم خطورتها على المشاة، وتسببها بحوادث انزلاق مؤذية، إلا أن عددا من المحال التجارية في مدينة مادبا، لا تتوانى عن تغيير ارضية الأرصفة الخشنة التي توفر مسيرا آمنا للمشاة أمام محالهم، بأخرى ملونة وبلاط ملمسه ناعم، سعيا للفت انتباه الزبائن وجذبهم بديكور تلك الأرصفة غير المطابقة للمواصفات والشروط الفنية.

اضافة اعلان

 

  ذلك الأمر، وبعد أن كثر الحديث في المدينة عن تسببه بحالات انزلاق لمشاة وتعرضهم للأذى، بات العديد من المشاة يتجنبون السير من أمام المحال التجارية التي لجأت تبليط الأرصفة. 


المواطن عدي النهار يعتبر أن أصحاب المحال التجارية الذين يضعون البلاط الناعم، مستهترون بسلامة المشاة ويعرضونهم لخطر الانزلاق وربما حدوث إصابات، متطرقا إلى حادثة وقعت مؤخرا عندما سقط أحد الزبائن أرضا أثناء خروجه من محل تجاري، وبالرغم من أنه لم يصب بأي أذى، إلا أن الموقف تسبب له بإحراج كبير.


ودعا النهار، أصحاب المحال إلى الحفاظ على المال العام وعدم العبث بالطرقات والتوجه إلى البلدية قبل تنفيذ أي تغيير حتى يكون مطابقا للمواصفات المطلوبة التي تتعلق بالسلامة العامة.


أما المواطن مسعود حسن، فأكد أنه بات يسير على الشارع لا الرصيف في حال شاهد ما وصفها بـ"دلالات الخطورة"، وهي الديكور الملون، مشددا على أن الأمر خطير وقد يسبب كسورا لمن يتعرض للانزلاق. وعبر عن رفضه لقيام أي محل تجاري بمحاولة لفت انتباه الزبائن وجذبهم بطريقة تشكل خطورة على سلامتهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود العديد من الطرق التي يمكن استغلالها بشكل آمن ومجد في آن.


وطالب حسن الجهات المختصة، بفرض رقابة مشددة على ذلك السلوك، ومنع أصحاب المحال من اللجوء إليه، إلا إذا توفرت فيه عناصر السلامة العامة.


المواطنة آلاء الشوابكة، أبدت استياءها من استبدال أصحاب المحال لأرضيات وبلاط الرصيف، وتصف هذا الأمر بأنه "مرفوض جملة وتفصيلاً، لأن الرصيف ملك للجميع"، مشيرة كذلك إلى أن "هناك نوعيات من الأرضيات الجميلة والملونة تسبب انزلاق المواطنين، وخاصة في فصل الشتاء عندما تكون هذه الأرضيات مبللة بمياه الأمطار".


ووفق المواطنة رحاب محمد، فإن "البلدية لا تستخدم نوعيات عشوائية في بلاط الأرصفة وإنما تختار هذه الأنواع بعد دراسة الأمر من نواحي عدة أبرزها الموقع والشكل العام"، مضيفة، "كل نوعية بلاط لها استخدام أو مكان معين، والبلدية عندما تستخدم أي نوعية معينة تكون على دراية بأنها الأنسب".


اصحاب محال تجارية دافعوا عن قيامهم بتبليط الارصفة أمام محالهم، بان الهدف تجميل الرصيف الذي يكون احيانا متهالك ولا يصلح للسير عليه.  وقالوا بعد ان طلبوا عدم نشر اسمائهم، إن تبليط الرصيف خدمة مجانية يقدمها صاحب المحل، وهم لا يقصدون بأن يكون هذا البلاط سببا بحدوث حالات انزلاق للمشاة.  


بدوره، أكد رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف محمود الرواجيح لـ"الغد"، أن "الأرصفة والطرقات ملك عام ولا يجوز لأي مواطن التعدي عليها، وأن إزالة أصحاب المحال التجارية للأرصفة والبلاط الذي تضعه البلدية واستبداله بأرصفة ملونة دون الحصول على موافقة خطية من البلدية، أمر غير قانوني ومخالف لقوانين الأرصفة والطرق"، موضحاً، أن "استبدال الأرصفة الموجودة في الشوارع، بأخرى  من نوعيات مختلفة، لا تتناسب مع شروط البلدية، أمر يعيق المارة ويتسبب في انزلاقهم، ما يشكل عبئا على البلدية ويؤثر على صورتها أمام المواطنين".


وأضاف، أن "البلدية تنظم جولات ميدانية دورية لتفقد الطرق والأرصفة والتعديات عليها، وتقوم بتنبيه أصحاب المحال التجارية والمواطنين بضرورة التراجع عن تغيير نوعية البلاط إذا كان مخالفا لأنظمة وقوانين البلدية، وفي حال عدم التجاوب معها تقوم بتحرير إخطار بالإزالة"، لافتا إلى أن "المشكلة الرئيسية هي أن أغلب الذين يتعدون على القوانين يستغلون أيام الإجازات الرسمية والأعياد لتنفيذ هذه الإجراءات دون الرجوع إلى البلدية للحصول على الموافقة".


ووفق الرواجيح، فإن "كوادر البلدية تتوجه إلى المكان لفحص نوعية البلاط المستخدم، وإذا كان مناسبًا أم لا، وفي حال كان الضرر كبيرًا فإن البلدية تقوم بإخطار صاحب التعدي بضرورة الإزالة، وإذا كان البلاط ناعماً فإن البلدية تعمل على تخشينه حتى لا يُحدث أي انزلاق للمارة".


وقال الرواجيح، إن "البلدية تسمح للمواطنين بتغيير الأرصفة في بعض الحالات، خاصة إذا كان من الإسفلت والبلاط القديم، لكن وفق شروط محددة، أبرزها أن تكون نوعية البلاط مقبولة، وألا تسبب انزلاقات للمارة، ويشترط عدم بناء أي درج أو إنشاء قد يحدث إعاقة في الشارع، وأن يكون العمل بإشراف البلدية"، داعيا بهذا الخصوص، "أصحاب المحال التجارية إلى مراجعة البلدية قبل تغيير نوعية البلاط، وأخذ موافقة خطية بالسماح لهم باستبدال الأرصفة القديمة، وعدم بناء أي منشآت على الرصيف تعيق حركة المارة".

 

اقرأ أيضا:

 بلدية جرينة بعد الفصل.. تطلعات منشودة بجلب خدمات مفقودة