معان: مترشحون يتسابقون على كسب تأييد "الأصوات الحائرة"

جانب من انتخابات سابقة في معان - (الغد)
جانب من انتخابات سابقة في معان - (الغد)

حسين كريشان

معان - تحتدم المنافسة في السباق بين مترشحي معان لرئاسة البلدية وعضوية المجالس البلدية أو مجالس المحافظات (اللامركزية)، في مسعى منهم للوصول إلى الناخبين، وذلك عن طريق استراتيجيات وترتيبات ومفاتيح سرية ومغلقة للعامة، تهدف الى كسب وتأييد ما يسمى بـ"الأصوات الحائرة والمترددة"، باعتبارها "بيضة القبان" في كل استحقاق انتخابي، والحاسمة للمعركة الانتخابية.

اضافة اعلان


ومع قرب إجراء هذه الانتخابات في الثاني والعشرين من آذار (مارس) المقبل، انصب اهتمام المترشحين وأنصارهم في مدينة معان، على تكثيف جهودهم وتحركاتهم، لاستقطاب وجذب أكبر قدر من الأصوات الانتخابية المتوقعة لصالحهم، بخاصة تلك التي لم تحسم قرارها بعد، حول الشخصية أو الكتلة الانتخابية التي ستختارها يوم الاقتراع، وذلك بالتواصل المعمق مع أصحابها في المنازل والتجمعات السكنية، بينما بعض هذه اللقاءات، تجري بصورة سرية.


ويوجد نحو أكثر من 5 آلاف و700 ناخب من "الأصوات الحائرة والمترددة" في المدينة، لم تستقر على اختيار مترشح معين، أو لم يكن لها مترشح يمثلها أساسا، أكان رئيسا أو أعضاء مجالس بلدية أو (اللامركزية)، وما تزال حائرة في اختيار مترشحها حتى الآن، لهذا تشتعل المنافسة بين المترشحين لكسب تأييدهم، قد تؤدي لحدوث مفاجآت في حسم نتيجة الانتخابات، وفق ما يتوقعه مراقبون للمشهد الانتخابي في معان.


وأشاروا الى أن غالبية المترشحين، بدأوا يراهنون على جذب الأصوات "الحائرة والطيارة"، بعد الانتهاء من مرحلة نسج وعقد التحالفات العشائرية الكبرى التي يرجح بأن يكون لها دور رئيس في الحسم وقلب الموازين تماما، على اعتبار بأنها ليست مضمونة لأي مترشح، ما يجعل المترشح الأوفر حظا، والأكثر جمعا لهذه الأصوات الحائرة.


وقالوا إن التجمعات العشائرية التي لم يترشح عنها أحد، سيكون لها تأثير قوي وكبير، ويرجح بأن يكون الحسم في إفراز الأكثر حظوة في تشكيلة الناجحين، إلى رئاسة البلدية وأعضاء البلدية ومجالس المحافظات، وفق المؤشرات الحالية، خصوصا أن هذه التجمعات ذات ثقل عشائري، وتشهد إقبالا كبيرا على التصويت، وستكون بمنزلة البيضة التي سترجح كفة القبان في الانتخابات.


ويتنافس 3 مترشحين لرئاسة بلدية معان الكبرى، ينطلقون من ثلاث قواعد وتحالفات عشائرية كبيرة، سبق لها وأن كانت هي من يحدد رئيس البلدية وأغلبية أعضاء المجلس البلدي، وينضم إليها ناخبون من مختلف العشائر والتجمعات السكانية في المدينة تتقاسم المنافسة على رئاسة البلدية، و36 لعضويتها، من بينهم 7 نساء، و6 مترشحين لـ"اللامركزية".


ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في سجلات انتخابات بلدية معان 25795 ألفا، بينهم 12493 ألفا من الذكور و13302 ألف من الإناث.


ويشير محمد عساف، إلى أن بعض المترشحين بدأ يراهن على كسب أصوات الناخبين الحائرة والمترددة، عن طريق سباق التسلح بهذه الأصوات، الذي بدأ يظهر واضحا وجليا فيما بينهم لحصدها، عبر زيارات خفية لمنازل الأهالي والتجمعات السكنية، وهو أمر أشعل العملية الانتخابية في المدينة، لما تشكله هذه الأصوات لهم من التعزيز والقوة، وتبعدهم عن هاجس الخوف من الإخفاق، بخاصة وأن تجمعات عشائرية ذات حضور وثقل لم يترشح منها أحد، وبالتالي سيكون المترشح الأوفر حظا، ويمكن أن يحظى بنصيب الأسد من هذه الأصوات.


ويرى محمود عليان، أن من يعرفون بـ"المفاتيح الانتخابية"، بدأوا باتخاذ خطوات متسارعة لإقناع الناخبين وتعبئتهم على نحو فردي عبر زيارات لمنازل الأهالي، بهدف كسب تأييدهم، مع عدم إغفال ترتيب لقاءات في دواوين العشائر التي يستقبل أغلبها الكتل الانتخابية، لمواجهة الصعوبات بإقناع الناخبين بمصداقية العمل، والتعامل مع القضايا الرئيسية التي تعاني منها مدينة معان، كقضية البطالة وارتفاع أعداد المتعطلين عن العمل الذين ربط معظمهم حل هذه القضايا بالمشاركة في الانتخابات البلدية، لكسب وتأييد أصوات عدد كبير من الأهالي.


ويقول أحمد أبو صالح، إن أجواء المنافسة الشديدة تجعل من عملية التوقع بالغة الصعوبة، نظرا لأن المترشحين ينطلقون من قواعد وتحالفات عشائرية كبيرة، لكن بعضهم أصبح يراهن على الوصول لكسب مزيد من دعم وتأييد ما يعرف بـ"الأصوات الحائرة والمترددة"، في ظل وجود آلاف الناخبين الذين لا يعرفون لمن سيصوتون، عبر تكثيف جولاتهم وتحركاتهم، لتحويل بوصلة الناخبين باتجاههم، وجذب أكبر عدد ممكن من الأصوات لتمكن المترشح من الوصول لهدفه.

إقرأ المزيد :