معركة رفح.. مناورة سياسية لنتنياهو أم هروب إلى الأمام؟

مدينة رفح مكتظة بالنازحين
مدينة رفح مكتظة بالنازحين

"ما بعد رفح؟".. سؤال يطارد الاحتلال ورئيس حكومته المتطرف بنيامين نتنياهو الذي يسعى للخروج من أزمته عبر الهرب إلى الأمام، محاولا صناعة أهداف جديدة بغية إطالة أمد الحرب ليضمن بقاءه على رأس الحكومة أطول فترة ممكنة. 

اضافة اعلان


في المقابل ثمة سيناريوهات عديدة ومبهمة يواجهها الغزيون في حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي تمارس عليهم من قبل الاحتلال الصهيوني بهدف دفعهم نحو خيار التهجير الطوعي.


وفي هذا الصدد، يرى خبراء عسكريون أن ما هو قادم أسوأ مما سبق من مجازر وحشية بحجة تصفية حركة المقاومة الإسلامية حماس، واستعادة أسرى الاحتلال، وتدمير منظومة الأنفاق الدفاعية التي تتحصن فيها المقاومة.


ورغم الخسائر العسكرية التي تكبدها الاحتلال من قوى بشرية وآليات، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الفادحة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل حربه الشعواء على الغزيين للهروب من أزمته السياسية.


ويؤكد اللواء المتقاعد عبدالله الحسنات أن هناك أهدافا إستراتيجية يسعى نتنياهو إلى تحقيقها من خلال إطالة أمد الحرب هي (الميناء، وقناة بن غوريون، والتهجير الطوعي)، فيما يرى خبير الإستراتيجيات الدفاعية اللواء المتقاعد مأمون نوار أن الاحتلال عندما وضع خطة للحرب لم يضع سيناريو للانسحاب، واكتشف استحالة تحقيق أهدافه العسكرية ما يعني أن عملية الانسحاب أصبحت غير مرتبطة بزمن معين، لكي يهرب نتنياهو من أزمته السياسية.


ويرى الحسنات أن الاحتلال على وشك الدخول في معركة عسكرية في رفح، وبالتالي سيغلق كل المعابر، وسيترك النجاة للغزيين باتجاه الميناء الذي سيتم إنشاؤه، وهناك سيجري تهجير الغزيين، تحت ذريعة عمليات الإغاثة، إلى جزيرة تبعد خمسة كيلو مترات عن الساحل، موضحا أن الميناء سيكون عبارة عن قاعدة عسكرية أميركية في البحر المتوسط لمواجهة روسيا والصين، وكذلك لإحكام السيطرة على كميات الغاز الطبيعي الموجود في ساحل غزة تمهيدا لاستخراجه.


كما يسعى الاحتلال، من خلال تفريغ شمال القطاع، إلى الاستحواذ على مساحات واسعة من أراضي شمال القطاع لتأمين قناة بن غوريون القريبة من ملتقى وادي غزة مع البحر، موضحا أن مساعي الاحتلال تهدف إلى تهجير جميع الغزيين باستثناء نصف مليون فقط منهم يتم إسكانهم في مدينة منزوعة السلاح وخالية من كافة أشكال المقاومة.


أما اللواء أبو نوار فيؤكد أن الحرب على غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بحلول سياسية مثل باقي الحروب في العالم، وهي ليست استثناء، مشيرا إلى أن الحرب في فلسطين عموما لن تنتهي طالما أن هناك احتلالا ومقاومة.


وأشار إلى أن الاحتلال يقوم بتنفيذ عمليات عسكرية من عدة محاور، ومن ثم الانسحاب إلى منطقة غلاف غزة، وهو لم يحقق أيا من أهدافه العسكرية سوى إنشاء منطقة عازلة سترتبط بالميناء الذي تصل مسافته إلى 8 كيلومترات، تمهيدا للتهجير الطوعي، ولهذا ستربط دخول المساعدات عبر الميناء، كذلك فإن هذا الميناء سيكون تحت السيطرة الأميركية الصهيونية، مشيرا إلى أن محاولة اقتحام رفح سيكبد الاحتلال مزيدا من الخسائر، وكذلك سيكون هناك خوف على حياة الأسرى خاصة بعد تكثيف عمليات القصف الجوي والمدفعي.


وأشار إلى أن الاحتلال لن يحقق أي مكاسب من خلال المعارك، سواء في رفح أو في أي من مناطق غزة سوى قتل المدنيين وتكبد المزيد من الخسائر العسكرية، ومواصلة حرب الإبادة والتجويع.


بدوره يرى العميد المتقاعد حسن أبو زيد، أن الهدف الرئيسي للاحتلال هو التهجير الطوعي، والذي يرجح تحقيقه بعد الحرب على رفح، باتجاه سيناء وليس فقط عبر الميناء، كما تبحث إسرائيل وأميركا عن سلطة جديدة لإدارة غزة وإبعاد حركة حماس، وهذه من أهداف وسيناريوهات ما بعد معركة رفح.


وأضاف أن نتنياهو يعتقد أن قادة حماس موجودون حاليا في رفح، وبالتالي عليه أن يعمل على إنهاء المقاومة، لكن تحقيق ذلك يبدو محالا، إلا أن الحرب ستكون موصولة بحرب الإبادة والتجويع، وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة الأميركية، فهي تريد خطة عسكرية لاقتحام رفح من دون الإضرار بالمدنيين، لكن هذا الأمر صعب ومستحيل.


وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يتردد بشن معركة على رفح حتى الآن وذلك لحين الحصول على تغطية سياسية وتأييد أميركي، لكنه في النهاية سيشن المعركة بصرف النظر عن الموقف الأميركي أو العالمي.


كما يصدر تصميم نتنياهو على حرب رفح تحت أي ظرف ومهما كانت النتائج، من بحثه عن تحقيق أي إنجاز يقنع به الصهاينة لأنه يدرك مصيره في حال توقف الحرب دون هذا الإنجاز المتمثل بالقضاء على حماس، ويريد أن يخرج ولو بشيء قليل من ماء الوجه، خاصة أن هناك تغيرا طفيفا في الموقف الأميركي بسبب الضغط العالمي لثني أميركا عن مواصلة سياسة إرضاء إسرائيل على حساب الآخرين.

 

اقرأ المزيد : 

الدويري: مقدمات معركة رفح بدأت وسيكون عنوانها المجازر