حكمة ملك وجنون رئيس!!

كتبت غير مرة عن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأنه اصلاحي وحقق لبلاده الكثير من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مملكته منذ توليه العرش عام 2000.اضافة اعلان
وأشرت غير مرة الى دعوة الملك البحريني الى الحوار الوطني، عندما اندلعت المظاهرات الاحتجاجية في البحرين، والذي كان من المفروض ان يرعاه ابنه وولي عهده الاصلاحي الامير سلمان بن حمد. وطلبنا من المعارضة السياسية ان تتجاوب مع دعوة الملك للحوار الوطني حتى يساعدوه امام بعض المتشددين من أهل الحكم الذين يتحفظون على إصلاحات الملك السياسية ويعارضونها.
ولكن المعارضة البحرينية تشددت واستمعت الى مرجعياتها الدينية المرتبطة بمرجعياتها الدينية في قم، ووضعت شروطا للقبول بدعوة الملك للحوار، وتحولت المظاهرات المطالبة بالاصلاح الى اضطرابات اخذت منحى طائفيا هدد باندلاع عنف طائفي ليس في البحرين فقط بل في دول الجوار، الامر الذي جعل السعودية ودول مجلس التعاون تتدخل لمساعدة السلطات البحرينية التي تشددت خوفا على النظام والبلد ولتنهي بالقوة الاحتجاجات والمظاهرات، ففرضت الاحكام العرفية وتم اعتقال المئات من المعارضين السياسيين وغير السياسيين. ولأن الكلمة الاولى اصبحت في ظل حالة الطوارئ هي للأمن وللحلول الامنية، فلا شك ان هناك الكثير من التجاوزات قد حصلت والتي وصفها ولي عهد البحرين بـ "الأخطاء".
ولم تعد هناك أي اشارة لموضوع الحوار الوطني. وعندما كنا نسأل مسؤولين بحرانيين عن امكانيات العودة لدعوة الملك للحوار، كانوا يقولون لنا "لقد ضيعت المعارضة الفرصة التي منحها إياها الملك للحوار من دون شروط مسبقة، لذلك لا أمل بعودة الحوار قريبا.
ولاحظنا خلال الفترة الماضية ابتعاد ولي العهد الامير سلمان بن حمد عن الصورة، ولم نعد نسمع له صوتا بعد فرض حالة الطوارئ واستخدام القوة لقمع المتظاهرين، والعنف الذي بدأ بعد احداث ميدان اللؤلؤة يأخذ منحى طائفيا.
ولم نسمع صوتا لولي العهد الاصلاحي الا قبل أيام قليلة حين صرح في لندن معترفا بأنه كانت هناك أخطاء من الطرفين،يقصد الحكم والمعارضة .
   وبعد هذا التصريح استمعنا الى خطاب العاهل البحريني الاسبوع الماضي الذي أعلن فيه عن قراره برفع حالة الطوارئ من البلاد ودعوته مجددا الى الحوار الوطني الشامل من دون شروط مسبقة.
وأعتقد أن إعادة العاهل البحريني لدعوته للحوار الوطني تؤكد إيمان الملك  بالاصلاح وبتحقيق هذا الاصلاح ويجب على المعارضة السياسية في البحرين ان تستغل هذه الدعوة لتعود الى ساحة العمل السياسي وتعود لتنشط بعيدا عن تشدد بعض رموزها الدينية التي تغذي المناحي الطائفية للمطالب الاصلاحية.
وما شهدناه من عودة للتظاهرات في بعض قرى البحرين بعد رفع حالة الطوارئ ودعوة الملك للحوار الوطني، أمر ليس في مصلحة البحرين وليس في مصلحة المعارضة، خصوصا ان بعض قواها رحبت بدعوة الملك للحوار.
وأعتقد أنه اذا أتبع العاهل البحريني دعوته للحوار بإصدار قرار بالعفو العام عن المعتقلين واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وعودة الذين فصلوا من اعمالهم الى وظائفهم؛ فإن هذا سيعزز انطلاق مسيرة الحوار الوطني الشامل والمصالحة، وسيكون هذا القرار دليلا جديدا على حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولن يقال ان رفع حالة الطوارئ والدعوة للحوار جاء بهدف "استعادة سباق الجائزة الكبرى للسيارات -الفورميلا " الذي تأجل بسبب الاضطرابات التي شهدتها البحرين.
جنون رئيس
 هل يعتقد الرئيس اليمني أنه حين يقصف أحياء عاصمة بلاده بالمدفعية والصواريخ وقذائف الدبابات، سيحافظ على كرسي حكمه او على نفسه من الاطاحة به. وكيف سيقبل هذا الرئيس ان يحكم بلادا مارس فيها من الاجرام والقتل ما لم يمارسه رئيس سابق لليمن وغير اليمن؟ حتى ولو انتصر هذا الرئيس على شعبه "غير السعيد بوجوده" وعلى معارضيه وأعدائه بقوة السلاح وبالقتل. كيف سيقبل ان يحكم شعبا مثل الشعب اليمني الذي لاينسى الانتقام والثأر ممن قتل ابناءه فما بالك بمن قصف بيوتهم ودمر أحياءهم؛ كيف سيعيش مطمئنا على حياته بعد ان يقتل المئات والآلاف من ابناء القبائل، هل وصلت حالة التمسك بكرسي الحكم عند الرئيس الى هذا الحد من الاجرام والجنون؟
 هل معقول ان يقصف هذا الرئيس أحياء عاصمة بلاده، وهي التي لم تقصف حتى في أشرس حروبها السابقة؟
لا أعتقد ان شعب اليمن سيسكت له عن هذا الاجرام، وشاهدنا اول ردود الثار والانتقام، جاءته بعد ايام قليلة من بدئه الحرب الاهلية في بلاده، بمحاولة قتله (بقصف او باطلاق الرصاص المباشر عليه) يوم الجمعة الماضي، والتي جعلته يصاب بجراح لا أحد يعلم مداها سوى مساعديه من "جوقة الكذابين" الذين قالوا ان رئيسهم بخير ولم يصب، وانه سيظهر خلال ساعات على التلفزيون.
ولكنه لم يظهر، واذيعت كلمة صوتية مسجلة له بدا فيها منهك القوى.
الرئيس الذي اتهمناه بالحنكة السياسية والدهاء يبدو انه اصابه الجنون "جنون الحكم والسلطة"، وهذا الجنون يجعله والقذافي سواء. كلاهما سيشهدان مصيرا أسود على يد شعبيهما.