طاقة الشباب في المنطقة العربية: كي لا نضيعها

 اذهب إلى أي مدينة عربية، وتجول في الشارع الرئيسي وسترى بالتأكيد أن شيئا واحدا يجلب انتباهك!: معظم الأشخاص الذين تراهم هم من الشباب. ستكون تلك ملاحظة عابرة، ولكنها تكشف عن السمة المميزة للمجتمعات العربية. أكثر من 60 ٪ من الناس في المنطقة العربية المتوسطية تحت سن 30 سنة. وبحلول عام 2020 قد يصل عدد الشباب في المنطقة إلى 100 مليون نسمة.اضافة اعلان
"ما أعظم هذه الإمكانيات!" سيجول في ذهنك. "كم من الطاقة والذكاء والحماس تتوفر في كل هؤلاء الشباب! المستقبل هو قطعاً لهم".
لكن هناك أيضا الجانب المظلم. تقول الإحصاءات إن الدول العربية هي الأعلى في العالم في بطالة الشباب. خريجو الجامعات لا يجدون وظائف. 30 مليون شاب على الأقل  يعملون في وظائف غير رسمية وذات نوعية رديئة لكسب الكفاف من الأجور. في المتوسط امرأة واحدة من كل أربع نساء تمارس العمل، وهو أدنى معدل في العالم. الاستثمار في التعليم يستنزف الميزانيات الوطنية دون عوائد كثيرة.
من الواضح، أنه إذا لم يحدث أي تغيير ولم تقترح أية حلول، ستضيع هذه الطاقة الإيجابية، وستكون النتائج هي الفقر والإقصاء وعدم الاستقرار، وهذا لن يؤثر على هذه المنطقة فقط ولكن سيؤثر أيضا على أوروبا. لذلك، علينا أن نفكر كيف يمكننا التأكد من تحقيق هذه الطاقة الشبابية والاستفادة منها؟
يمكن للأردن، الذي لم يتأذ من حالة عدم الاستقرار التي يمر بها جيرانه، أن يلعب دورا في استقرار المنطقة العربية المتوسطية من خلال تعزيز الاعتدال والشراكة. حتى لو أنه ما يزال هناك المزيد للمضي فيه، إلا أن النموذج الأردني للإصلاح التدريجي والشامل قد يبدو للبلدان الأخرى مثالا جيدا وجذابا للاقتداء به.
ولذلك ليس من المستغرب أن يستضيف الأردن عددا من وزراء التعليم والعمل من المنطقة ومن الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون هنا من 25 الى27 أيلول. سيحضرون هم، وعشرات من الخبراء وكبار المسؤولين، تلبية لدعوة من مؤسسة التدريب الأوروبية لمناقشة التحديات وخيارات السياسة العامة لمعالجة قضايا تشغيل الشباب. يدرك المسؤولون رفيعو المستوى الذين سيجتمعون قريبا هنا جيدا أنه لا توجد عصا سحرية ولا حل سريعا للمشكلة، لكنهم يؤمنون بقوة أن جزءا من الحل يكمن في التعليم والتدريب.
الشباب العربي بحاجة إلى مهارات ذات صلة بالوظائف والحياة في مجتمع حديث. يجب تعزيز إمكانية تشغيل الشباب. ويجب أن تترجم مكاسب المرأة في التعليم إلى نجاح في سوق العمل. يجب أن تنطوي السياسات التعليمية على الانفتاح وعلى التعاون مع المجتمع المدني والشركاء الاجتماعيين. ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك؟ هذا ما نأمل معرفته في المؤتمر. هناك شيء واحد مؤكد: معالجة مثلث المدرسة –المجتمع- العمل أمر حاسم لنجاح التحولات الديمقراطية.
لقد استعرض الاتحاد الأوروبي الشراكة من أجل الديمقراطية والازدهار المشترك مع جيرانه في الجنوب. نحن على استعداد لمساعدة البلدان التي قررت المضي قدما على طريق المزيد من تعميق الديمقراطية، وقمنا أيضا بتخصيص زيادة كبيرة في الأموال لدعم هذه الإصلاحات.
*سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة الأردنية الهاشمية