أمطار خريفية ترجح تحسن الموسم الحالي

أمطار سابقة على أحد شوارع العاصمة-(أرشيفية)
أمطار سابقة على أحد شوارع العاصمة-(أرشيفية)
إيمان الفارس عمان- شهدت مناطق متعددة من المملكة أول من أمس أمطارا خريفية محلية أنعشت آمال مواطنين باستهلال موسم شتوي، ربما يقلب موازين توقعات بأن يتسم الموسم الجديد بأمطار متواضعة كسابقه. وتزامن هطل الأمطار في وقت تعاني فيه السدود من تدن كبير في منسوبها، والذي بلغ 66 مليون متر مكعب حتى نهاية الموسم الشتوي الماضي، معادلا ما نسبته 20 % من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 336 مليونا، فيما لم تتماثل ملامح أول هطولات مع الفترة ذاتها من الموسم المطري الماضي 2020 – 2021، حيث كانت أول هطولات مطرية حينها في مطلع تشرين الأول (أكتوبر). ودخل الأردن مطلع الموسم الصيفي للعام الحالي، بمخزون مائي في السدود من الموسم الشتوي 2020 – 2021، يقل بـ 80 مليون متر مكعب مقارنة بالموسم الذي سبقه، وفق أرقام سلطة وادي الأردن. وفي حين كسرت ملامح الهطل المطري معالم الجمود الجوي وارتفاع درجات الحرارة في بلد يصنف ثاني أفقر دولة بالمياه على مستوى العالم، إلا أنه لا يعوّل علميا على تلك الأمطار في التنبؤ بمدى جودة الموسم المطري، أو تقييم جودته من عدمها. ويعاظم انعكاسات عدم تسجيل أعوام مطرية، خاصة في حال لم يتصف الموسم الشتوي الحالي بالـ "ماطر"، من مخاطر تضخم الأزمة المائية في المملكة، فيما تعول وزارة المياه والري - سلطة وادي الأردن على هطولات مطرية خريفية، لدورها المهم ومساهمتها المباشرة في منح "هامش أريحية"، على المياه المسالة لمختلف الزراعات في وادي الأردن. وكانت "وادي الأردن" أبدت قلقها إزاء بداية تأخر هطولات مطرية خريفية تشهدها المملكة حاليا، مشيرة إلى أن هذا التأخير، سيزيد من تحديات الضغط على مصادر المياه المتوفرة والشحيحة وتلبية الطلب اللازم خلال الموسم الصيفي. وينعكس أي تأخر في الهطل المطري يشهده الموسم الشتوي، على التأثير سلبا بزيادة الضغط على قطاع المياه، حيث إنه كلما كان موسم الهطل المطري مبكرا، قلت الكميات المزودة من مياه الري للمزارعين، كما أنه كلما امتدت الفترة الزمنية لتأخر الهطل المطري، ارتفعت الأعباء على مصادر قطاع المياه. ورغم تأخر الهطل المطري خلال هذا الموسم الذي يبدأ عادةً من منتصف شهر أيلول (سبتمبر)، فإن تأخر الهطل المطري لموسم 2021 ليس بجديد ولا يعتبر حدثا استثنائيا، كما ان تأخر بداية الهطل المطري خلال الموسم المطري لا يعتبر مؤشرا على اداء الموسم. وتأثرت المملكة أمس بحالة من عدم الاستقرار الجوي، أدت إلى ظهور الغيوم على ارتفاعات مختلفة مع سقوط زخات خفيفة من المطر خلال ساعات متباعدة. ويعتمد تحسين أوضاع مخازين السدود على تحسن الجريان السطحي للمياه من خلال استمرارية هطل الأمطار المتزامن مع انخفاض درجات الحرارة. وأشارت دائرة الأرصاد الجوية إلى عدم إمكانية إسقاط تأثير الأمطار الحالية على أداء الموسم المطري وجودته، في ضوء اعتبارها أمطارا خريفية خلال فترة انتقالية بين الصيف والشتاء. وعادة ما يكون تأثير الأمطار الجيد على المياه الجوفية واضحا، في حال استمرار الهطل لتغذية الطبقات الجوفية العميقة من الأرض، في حين يكون تأثير تلك الأمطار محدودا على تلك المياه عند انحباس الأمطار. ويعد شهرا أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) من كل عام "فترة انتقالية" من الموسم الصيفي إلى الشتوي، حيث تمر فيه عادة كتل رطبة نسبيا وباردة ويكون مركزها من المناطق الشمالية والغربية عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفيما لا يعول على هذه الأمطار علميا في تقييم جودة أداء الموسم المطري من عدمها خلال الوقت الراهن، بات موعد بداية الموسم المطري متغيرا، وفق التغيرات المناخية التي أثرت على الطقس بشكل عام في مناحي العالم كافة. وكان تقرير المياه والهشاشة؛ الصادر مؤخرا عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، تناول بشكل موسع بند انعكاس تأثيرات تغير المناخ على المياه والسكان، مرجحا أن يكون حجم تلك التأثيرات في جميع دول المنطقة عاليا، رغم اختلاف التغييرات والآثار. وأوضح التقرير أن التغييرات المتوقعة الرئيسية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحرارة، وتناقص هطول الأمطار، وهطول الأمطار المتطرفة، وسط تنبؤات بأن تشمل تأثيرات الجولة الثانية زيادة وتيرة وحالات الجفاف، والفيضانات، وتسرب مياه البحر إلى طبقات المياه الجوفية الساحلية مع ارتفاع مستويات سطح البحار.

إقرأ المزيد:

اضافة اعلان