الخطيب: كاريكاتير "أبو العريف" محمل بتناقضات يعيشها المواطن

جانب من رسومات الفنان محمد الخطيب - (الغد)
جانب من رسومات الفنان محمد الخطيب - (الغد)

منى أبو صبح

عمان- تعكس رسومات الكاريكاتير محمد حسن الخطيب الشهيرة بـ "أبو العريف" الفهم العميق للأحداث، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فهي قادرة على اختزال الحدث الكبير بخطوط بسيطة ذكية تعبر باقتدار عن كل ما يجري.

اضافة اعلان

ويذهب الخطيب إلى أن "أبو العريف" "شخصية جدلية، فهو ليس بطلا، لكنه يعكس التناقض الذي يعيشه المواطن أحيانا"، مؤكدا أن أبو العريف بطل في بعض الأحيان وسلبي في أحيان أخرى.
وعن توجهه إلى رسم الكاريكاتير يؤكد الخطيب أن هذا الفن كان موهبته بالأساس، مضيفا "فليس من السهولة أن يعرف الفرد كيف يصنع الفكرة، التي تعد هي رأس الكاريكاتير، وتتولد من الوعي وكم الثقافة بكل المجالات التي يمتلكها الرسام".
ويرى أن فنان الكاريكاتير يجب أن يكون مثقفا ويتمتع بحدس قوي، ويعبر عن قضايا أمته إلى جانب أن تكون فكرته قوية وخطوطه تعبر بوضوح عن الموضوع المطروح.
ويميل الخطيب لرسم الكاريكاتير منذ الصغر، فقد كان اهتمامه وتعلقه بهذا الفن في مرحلة مبكرة من عمره، وخاصة رسومات ناجي العلي، عدا عن التشجيع الكبير والمتواصل الذي كان يجده ممن حوله عندما كان يرسم لوحة كاريكاتيرية.
ويرى أن هدف الكاريكاتير أرقى وأعمق من أن يكون فقط للإضحاك، فهو مثل أي فن آخر ينقل لحظة أو حدثا معينا ويوثقه، موضحا أنه يختلف عن التجريد بالومضة السريعة التي يوصلها للمتلقي، وغالبا ما تكون رسومات الكاريكاتير ساخرة ومبكية.
ويعتقد الخطيب أن الكاريكاتير المباشر ناجح أكثر من الرمزي، كونه يحاور كافة الشرائح الثقافية، كما أن المغزى الذي يحمله واضح، منوها إلى أن التعليق على الكاريكاتير يعتمد على الفكرة المرسومة، فقد تحتاج اللوحة تعليقا ولا تفهم بغيره، وأحيانا لا تحتاج له، لأن ما فيها يفي ويرشد المتلقي للفكرة المطروحة.
ويجسد الخطيب برسوماته الكاريكاتورية هموم شعبه الفلسطيني وما وصلت إليه القضية الفلسطينية، ومنها كاريكاتير "كامل التراب الوطني الفلسطيني"، وكذلك الكاريكاتير الذي يشبه طاولة المفاوضات بلعبة "طاولة الزهر" على خريطة فلسطين، إلى جانب كاريكاتير "اتفاق أميركي إيراني".
ويبين الخطيب أن نجاح الكاريكاتير يعتمد على الفكرة وقوة الخطوط وانسيابها، فهي تبرهن على الموهبة الفذة، إلى جانب الطريقة الإخراجية للمفردات، مشيرا إلى أن الرسام ممثل ومصور ومخرج، وهو من يصنع أبطال لوحته وأدوارهم، وهو من يضع كادر الصورة ويلتقطها بجدارة لتخرج لوحة فنية رائعة راقية، مثل أعمال رسام الكاريكاتير الراحل ناجي العلي الذي تأثر به جميع رسامي الكاريكاتير.
وينقل أبو العريف برسوماته القضايا العربية، وفي مقدمتها فلسطين فهي أساس كل قضية للعرب، كونها قضية العرب والمسلمين الأولى.
ويجد الخطيب نفسه في الكاريكاتير السياسي، كما ويرسم في المجلات الأخرى وبمجملها رسومات قوية ومعبرة، وانتشرت على مواقع الكترونية وعبر الإنترنت، مواقع الإنترنت مثل موقع سواليف وصحيفة ناشرون الإلكترونية، موضحا أنه "ما من رسم اجتماعي أو اقتصادي إلا ومرتبط بالسياسة".
ومن بين الكاريكاتيرات التي لها وقع كبير على المتلقي كاريكاتير؛ ارتفاع الأسعار، وإعلان شراء الأسلحة داخل مجلس النواب، وتغيير الوزارات وغيرها العديد.
ويستوحي الرسام عناصر ومقومات لوحته من الأحداث اليومية، ومن الأخبار عبر الفضائيات أو الصحف أو البيئة المحلية التي يعيشها كونه يؤمن أن فن الكاريكاتير له عميق الأثر، إن كان رائده فنانا ذو بصيرة وهدف وانتماء لأمته، وكان مثقفا واعيا ذا تفكير ناقد وثاقب.
ويأمل الخطيب من خلال رسوماته أن تصل رسالته إلى العالم بأسره، بعد غيابه عن رسم الكاريكاتير لفترة زمنية ليست بالقصيرة.

[email protected]