تغريد السعايدة
عمان- يُضرب المثل القائل "أصابعك بإيدك مش كلهم واحد"، في الاختلاف بين الناس في قدراتهم وطِباعهم وله صيغ عدة في مجتمعاتنا العربية قد تختلف باختلاف اللهجات، مثل "أصابعك مش زي بعضهن"، و"أصابعك في إيدك منه واحد" و"أصابعك في إيدك منه سوا".
وبحسب الروايات والدراسات في الأمثال الشعبية، فقد جاء في ذكر القصة أن امرأة اختلفت مع زوجها وتطور الخلاف البسيط ليصبح بعد ذلك قضية ومشكلة "عويصة"، ولقد سمع القاصي والداني بحكاية الزوجين، وتطوع الكثير من وجوه الخير للإصلاح وإعادة مركبة الزواج إلى سكتها.
إلا أن الزوجين أصرا على الفراق وكانت الزوجة أكثر "إلحاحاً" على طلب الطلاق وتم لهما ما طلبا وافترقا بعد ذلك.
عادت المرأة إلى بيت والدها وفي ظنها أنها ارتاحت من هذا الزوج، وستتزوج أفضل منه مع مرور بعض الوقت، وبدأ الخُطاب الكثيرون بالتوارد إلى بيت أهلها لخطبتها وبدأت "تتدلل" في القبول والرفض، ورفضت الكثيرين منهم الواحد تلو الآخر.
وكان سبب رفضها الخاطبين لها أنها تظن أن جميع الرجال الذين تقدموا لها يشبهون زوجها الأول، حتى أنها أصبحت تعمل مقارنة بينهم فوجدت أن زوجها الأول أفضل من معظم من تقدم لخطبتها.
وهنا، كان والدها يراقب ويتابع حياة ابنته وهو مشفق عليها وعلى حالها الذي يسوء يوماً بعد يوم، حتى واجهها ذات يوم وقال لها "يا ابنتي انظري إلى أصابع يدك الواحدة هل هي متشابهة؟!، يا ابنتي إن أصابع يديك ما كلها واحدة".
ومن هذه المقولة الأبوية جاء المثل السابق الذي بات يُضرب في اختلاف الناس وطباعهم وقدراتهم.
