عودة أبو تايه وحمد الجازي توسدا بندقيتيهما حتى رفعا مع الأمير فيصل راية الثورة بدمشق

الشيخان عودة أبو تايه وحمد بن جازي -(من المصدر)
الشيخان عودة أبو تايه وحمد بن جازي -(من المصدر)

حسين كريشان

معان - يسجل معانيون وخاصة أبناء وأحفاد زعماء عشائريين شاركوا بالثورة العربية الكبرى أروع المواقف والانتصارات العظيمة والتضحيات الجسام التي حققها آباؤهم وأجدادهم من خلال الثورة، التي قادها الشريف الحسين بن علي ليعبر عن أماني العرب بالحرية والاستقلال والتخلص من التخلف والتبعية التي كانت الأمة تعيشها آنذاك.اضافة اعلان
ويستذكر هؤلاء حالة الصمود التي سطرها مقاتلو أبناء محافظتهم مع أحرار الأمة العربية وسيرتهم العطرة التي تشكل تاريخا مجيدا ناصعا وصفحة عز في تاريخ الأشراف العرب وقادتها المخلصين، في ثورة غيرت وجه التاريخ وأعادت للأمة الأمل بقدرة العرب على دحر الأجنبي.
ويؤكدون أن أبطال تلك الثورة الذين اعتلت أصواتهم أرجاء المكان مهللين مكبرين، كانوا مقبلين غير مدبرين يرنون إلى تحقيق النصر أو نيل الشهادة.
وتقول الخمسينية صلفا أبو تايه حفيدة الشيخ عوده أبو تايه أحد أبرز من شاركوا بالثورة العربية الكبرى، إن جدها الشيخ عودة سارع إلى معسكر الأمير فيصل ومعه بعض رجال قبيلة الحويطات، للتباحث مع الأمير فيصل في كيفية توسيع الحركة الثورية ومدها، وسرعان ما تم الاتفاق بعد أن تعهد عودة بقيادة رجال قبيلته والانضمام إلى صفوف الثورة.
وأشارت إلى أن جدها أسهم مع الأمير فيصل بن الحسين بالقتال الدائر بين جيش الثورة والجيش العثماني/ الأتراك العام 1917؛ حيث كانت له مساهمة فاعلة في معارك الثورة، لافتة الى أن الشيخ عودة صاحب عقيدة يؤمن بها إيمانا راسخا لا يتزعزع، وذلك من خلال قوله: "في جسدي اثنان وعشرون جرحا أعزها عليّ الجروح الأخيرة، التي كانت من أجل عز العرب، ولن أبخل على أمتي وقومي بما تبقى من سليم في جسدي والله على ما أقول شهيد"، إلى جانب اعتزازه بهوية البداوة التي يرى فيها انتماء للعروبة وعصمة من الضياع.
ويقول الدكتور عبدالله الدراوشة "كان الشيخ عودة أبو تاية زعيم قبيلة الحويطات وأشهر فرسان العرب في العصر الحديث، وأول من لبى دعوة الأمير فيصل، لينتظم تحت لواء الثورة وأسهم في أعمالها"، مشيرا الى أن عودة بقي يقاتل حتى تحررت الأردن بكاملها، وانتقل إلى حوران وشارك في تحريرها وظل يتوسد بندقيته حتى رفعت الراية العربية في دمشق بدخولها مع الأمير فيصل وجيشه العربي الشمالي.
ويتحدث المؤرخ محمود عبيدات عن الدور النضالي للشيخ عودة أبو تايه قائلا "إنه الشخص الوحيد من زعماء العشائر الذي كانت السلطات التركية تطارده، والشخص الوحيد من زعماء القبائل الذي كان يرفض قرارات الإدارة التركية، والشخص الوحيد الذي كان يرى نفسه أنه أعلى بكثير من الوالي العثماني، الذي كان موجودا لأنه ابن هذا الشعب الحريص على أهله وبلده".
وقال الشيخ فايز الجازي، إنه يفتخر اليوم مثل غالبية أبناء الوطن بوالده الشيخ المجاهد حمد بن الجازي الذي يمثل قصة تضحية وعطاء، ويعد من الرجال الذين صنعوا النصر في ثورة حققت عزة العرب وتحررهم، عندما انضم لشرف صفوف الثورة العربية الكبرى، التي أبلى في معاركها أحسن البلاء حتى دخل مع الأمير فيصل إلى دمشق.
وأشار الجازي إلى أن الشيخ حمد يعد أحد أقطاب الثورة العربية الكبرى ومن رجالات الأردن الكبار، الذي كان رمزا وطنيا وزعيما عشائريا يوظف العشائرية لمصلحة الوطن والأمة، بانتصاره للحركات الوطنية والعربية وأهمها النهضة العربية، بقيادة الشريف الحسين بن علي.
ويرى الخمسيني عبدالله الجازي أن الشيخ المجاهد حمد وغيرهم من الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم البطولات، مشيرا الى أن الشيخ حمد الذي يعد شيخ مشايخ الحويطات كانت له بصمات واضحة في الثورة العربية الكبرى كغيره من شيوخ العشائر الذين عاهدوا الشريف الحسين بن علي في رفع الظلم والطغيان.
وأضاف أنه من الرجال الذين حملوا عبء التنوير، ورسالة التضحية، والهم الوطني والقومي، وأسهموا في التحولات الكبرى التي شهدتها البلاد منذ مطلع القرن العشرين، ونضالهم من أجل استقلال الأمة خدمة لمشروع الوحدة والاتحاد والتحرير.
كما ويشير المؤرخ محمود عبيدات إلى أن الشيخ حمد كان زعيما عشائريا استطاع توظيف العشيرة لمصلحة الوطن، عندما أقسم يمينا لأن تبقى بندقيته مشرعة حتى تتحرر بلاد الشام من الحكم العثماني الطوراني، وتنتصر الثورة العربية الكبرى على أعداء العروبة، لافتا الى أن الشيخ حمد شارك في معارك الطفيلة الثلاث ومحافظة معان وموقعة غدير الحج، ويعد أحد أبرز قادتها وهو من أهم ركائزها الداعمين والمؤسسين للدولة الأردنية.