التواصل الافتراضي يعيق توليد الأفكار الإبداعية

عمان- أشارت دراسة نشرت في مجلة alNature" (2022)" للباحث برك وزملائه، الى السلبيات من مؤتمرات الفيديو والجلسات النقاشية عن بعد مقارنة بالورشات الاعتيادية، وبخاصة تلك التي تم اللجوء إليها في أوقات جائحة كورونا.
عجل انتشار مرض "كوفيد 19" من التحول إلى العمل عن بعد، وهي عملية بدأت منذ عقد من الزمن واستمرت حتى الآن. وجاء ذلك التحول من خلال تطبيع فكرة العمل من المنزل على نطاق واسع، لدرجة أن نسبة 75 % من الموظفين الأميركيين المشاركين في استطلاع أجري العام 2021، أبلغوا في واقع الأمر عن تفضيلهم الشخصي للعمل عن بعد، ولو ليوم واحد في الأسبوع على الأقل.
وهناك دراسات تقدر بأنه بعد انتهاء الجائحة، سيكون ما نسبته 20 % من إجمالي أيام العمل في الولايات المتحدة من المنزل. ولكن مجموعة من العلماء، في هذا البحث المنشور، قرروا النظر فيما يترتب على ابتعاد الأفراد عن التفاعل وجها لوجه، وتأثير ذلك سلبا على قدرة الابتكار عندهم، باعتبار أن أساس عملية الابتكار هو التوليد المشترك للأفكار بغرض تحقيق إنجازات تجارية وعلمية.
وفي دراسة مختبرية، وتجربة ميدانية شملت خمس دول (في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا)، أثبت العلماء أن مؤتمرات الفيديو تعيق إنتاج الأفكار الإبداعية. وعلى النقيض من ذلك، فحين تعلق الأمر باختيار الفكرة التي تحاول المجموعة تحقيقها، لم يتوصل العلماء إلى أي دليل يقول إن المجموعات التي أجرت لقاءاتها عبر الفيديو كانت أقل فاعلية من المجموعات التي حضر فيها الأشخاص الاجتماعات بأنفسهم، وقابلوا بعضهم وجها لوجه (بل وأشارت الأدلة المبدئية إلى أن اجتماعات الفيديو ربما تكون أكثر فعالية).
وبعيدا عن النظريات السابقة التي تركز على أن التكنولوجيا الشفوية والمكتوبة تحجم من التفاعلات المتزامنة، ومن المدى الذي يمكن أن يصل إليه تبادل المعلومات، فقد وجد العلماء أيضا أن التأثيرات التي تناولتها دراستهم كانت مدفوعة باختلافات في الطبيعة المادية لمؤتمرات الفيديو مقارنة بالتفاعلات وجها لوجه.
وعلى وجه التحديد، استعان العلماء بنظرة العين وقياس الاسترجاع والتحليلات الدلالية الكامنة، لتوضيح أن سبب كون مؤتمرات الفيديو تعيق توليد الأفكار هو أنها تركز على التواصل على الشاشة، ما يؤدي إلى تحجيم التركيز الإدراكي. ومن ثم، تشير نتائج هذا البحث المنشور إلى أن التفاعل الافتراضي يحمل بين طياته تكلفة إدراكية على حساب توليد الأفكار الإبداعية.
لذا يجب إعادة التفكير في ورشات التعليم عن بعد التي أدت لفترة الى نشر المعلومات، ولكنها ليست الأسلوب الأمثل للتفاعل بين الحضور والمشاركين.

اضافة اعلان

الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/وزارة الصحة