"القدس.. عهد ووعد" باقة فنية فلكلورية تحاكي الجرح الفلسطيني

جانب من الفعاليات الفنية- (من المصدر)
جانب من الفعاليات الفنية- (من المصدر)

عزيزة علي
عمان- نظم منتدى الرواد الكبار أول من أمس، فعاليات فنية فلكلورية لأسبوع "القدس.. عهد ووعد"، برعاية رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، وذلك بمناسبة ذكرى حرب حزيران عام 1967، ومع تزامن ما يدعى مسيرة الأعلام التي قام بها مؤخرا الاحتلال الصهيوني باقتحامه للمسجد الأقصى الشريف.
اشتمل البرنامج الفني على فقرات فنية قدمتها فرقة "الشبيبة الفلسطينية"، ومعرض تشكيلي، ومعرض تراثي فلسطيني ضم مجموعة من التراث الفلسطيني، من مطرزات وأزياء مثل الثوب الفلسطيني، وقراءات لقصائد شعرية للشاعرة عائشة الرازم.
استهل الحفل بفقرة لفرقة "الشبيبة الفلسطينية"، من مخيم البقعة، حيث قدمت عرضا من الدبكة الفلسطينية التراثية التي تفاعل معها الجمهور، وقد تأسست هذه الفرقة قبل عامين، بهدف الحفاظ على التراث والفلكلور الفلسطينية، كما قال أحد أعضاء الفرقة.
ثم افتتح المعرض بلوحات فنية لتسعة عشر فنانا وفنانة تشكيليين هم: أحمد الشهابي، احسان بندك، إيمان الترمان، رائد قطناني، رفيق اللحام، خلود أبو حجلة، زيد عدنان، سلام كنعان، صالح أبو شندي، صفاء الشريف، طالب دويك، عبد الرؤوف شمعون، عائشة الرازم، علي عمرو، عبد الرحيم واكد، عماد اشتية، عمر بدور، عبد الله النواهضة، فايدة ماتوخ، فادية عابودي، محمد الدغليس، محمد سمارة، محمد هزايمة، محمد ديباجة، منال الحسن، نصر عبد العزيز، وياسر دويك.
وقد عبرت مجموعة من الفنانين المشاركين في هذا المعرض، عن أهمية المشاركة في "أسبوع القدس عهد ووعد"، حيث رأى الفنان محمد هزايمة في مشاركته مع نخبة من الفنانين في هذا الأسبوع شرفا له، مبينا أن ما يميز هذا المعرض هو أنه "مميز بهوية تشعرك بمعنى الوطن وقدسية المكان ورائحة الأصالة".
وعن اللوحات التي شارك بها في المعرض أشار إلى أنه خرج من أطر اللوحات الفنية، اذ امتزجت بحديث الجمهور واللباس الفلسطيني العريق الضارب في التاريخ، فهذا المعرض هو أكبر من صفته الثقافية الفنية، فهو "معرض مقدسي برائحة الوطن".
فيما عبرت الفنانة مرام حسن عن سعادتها للمشاركة في هذا المعرض، الى جانب ثلة من الفنانين الأردنيين والفلسطينيين في "أسبوع القدس عهد ووعد"، مبينة أن هذا المعرض المتميز مفعم بالأهازيج الفلسطينية واللباس الفلسطيني الأصيل، حيث امتزجت أرواح الجمهور بالألوان واللوحات بعمق حبهم للوطن "الأم فلسطين الحبيبة"، وشوقهم الكبير لها بتفاعلهم مع كل لوحة.
وعن لوحة شيرين أبو عاقلة التي حملت عنوان "نحن الأوفياء للوطن والشرفاء"، قال الفنان محمد الدغليس: هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لروح شيرين التي قدمت روحها وحياتها ثمنا لنقل ما يحصل في فلسطين من انتهاكات وقتل وإباحة للدم الفلسطيني، وهذه اللوحة مقدمة لروح الإعلامية المناضلة الراحلة.
من جانبه قال الفنان عبد الرؤوف شمعون إن هذا المعرض الذي يضم أجيالا مختلفين في ثقافتهم وأساليبهم وتقنياتهم، يعبر عن تضامن الفنان الأردني مع الشعب والأرض الفلسطينية، ضد العدوان المتكرر على الشعب وعلى الأرض الفلسطينية.
من جهتها شاركت سميرة زرارة في أسبوع القدس، بعرض التراث الفلسطيني من مطرزات وأثواب فلسطينية، وهي حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع، من جامعة دمشق، ودبلوم الدراسات الفلسطينية، وهي عضو في منتدى الوحدات الثقافي، ومهتمة بالتراث الفلسطيني.
وقالت زرارة: أحرص على المشاركة في هذه الفعالية من أجل أن أقدم المطرزات الفلسطينية، للتأكيد على أن هذا التراث هو تراث فلسطيني، وليس كما يدعي الصهاينة أنه تراثهم، مؤكدة أن جذورنا كنعانية تمتد إلى عنان السماء، لذلك نهتم بتراثنا، لأنه هويتنا الفلسطينية وهو الرصاصة التي نحارب بها الأعداء، كما أن هذه الأثواب هي أثواب الأجداد، وهي الهوية والبندقية.
وأشارت زرارة إلى أن هذه المطرزات التي شغلتها أمهاتنا حبة حبة، بألوانها الزاهية من دماء الشهداء المجبولة بتراث الوطن، ستبقى شاهدة على أن فلسطين كنعانية لنا، وستبقى فلسطين الجراح النازف في خاصرة الأعداء، وسيبقى حريرنا بألوانه الزاهية الشوكة العالقة في حلوق أعدائنا، وسيبقى ثوب جدتي يتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، لنتحدى العالم ونتحدى مقولة ديفيد بن غوريون، رئيس وزراء الصهيوني "إن الكبار يموتون.. والصغار ينسون"، وهذه الأثواب هي دليل على أن الصغار لم ولن ينسوا فلسطين.
وألقت الشاعرة والفنانة التشكيلية عائشة الرازم قصيدة بعنوان "الفلسطيني مَحمود"، التي تفاعل معها الحضور، بوقع الكلمات الملامسة للجرح الفلسطيني.

جانب من الفعاليات الفنية- (من المصدر)
اضافة اعلان