الكرك: معاناة غياب "شبكات التصريف" مستمرة

مياه أمطار متجمعة بإحد شوارع مدينة الكرك خلال المنخفض الأخير-(الغد)
مياه أمطار متجمعة بإحد شوارع مدينة الكرك خلال المنخفض الأخير-(الغد)
هشال العضايلة

يشكل التساقط الغزير لمياه الأمطار الذي ينتظره الجميع، معاناة متكررة للعديد من السكان بمحافظة الكرك، نتيجة تشكل البرك والتجمعات المائية في الشوارع الرئيسة والفرعية والمواقع القريبة من المناطق السكنية التي تفتقد لشبكات تصريف مياه الأمطار.

وحتى مع تواجد شبكة لتصريف مياه الأمطار لبعض مناطق الكرك، فانها متواضعة وعادة ما تكون مغلقة بالأتربة والحجارة وبقايا النفايات ما يجعلها غير قادرة على تصريف مياه الأمطار خاصة خلال الهطل الغزير. هذه المعاناة تكررت بشكل واضح خلال المنخفض الجوي الأخير، والذي تسبب بارتفاع منسوب المياه بالعديد من الشوارع لغياب عمليات التصريف، وتحولت مناطق عدة إلى تجمعات مائية، الأمر الذي أثار استياء مواطنين أكدوا ان التجمعات المائية ليس فقط تعيق حركتهم بل ايضاً تلحق الضرر بالبنية التحتية للشوارع وتؤثر سلبا على اساسات المنازل القريبة منها. وتسبب تساقط الامطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة وخصوصا في مناطق الأغوار الجنوبية والعينا إلى إغلاق الطريق الرئيس الواصل بين الأغوار الجنوبية ومدينة الكرك والأغوار الجنوبية ومدينة العقبة لعدة ساعات، بسبب عدم وجود عبارات تصريف المياه على امتداد الطريق. وشكا سكان ومزارعون بالأغوار الجنوبية من تعطل مصالحهم لفترة طويلة بعد ان توقفت حركة السير في مناطق مختلفة، وخصوصا في مناطق عسال، التي شهدت تشكلا للسيول، جرفت معها الصخور والأتربة وكميات من الطين باتجاه البحر الميت متسببة بإغلاق الطريق العام. وفي كل موسم تتجدد المطالبات وقبل موسم الأمطار، بضرورة استحداث شبكات لتصريف مياه الأمطار وإجراء عمليات صيانة لتلك الموجودة منذ فترة طويلة، إلا إن تلك المطالبات تذهب مع أول تساقط للأمطار يتبعها التجهيز لمعاناة متجددة. يقول احمد النواصرة من سكان الأغوار الجنوبية إن غياب شبكات تصريف مياه الأمطار في العديد من المناطق وخصوصا تلك التي تشهد تساقطا غزيرا للأمطار وتشكلا للسيول، يجدد معاناة السكان سنويا، لاسيما أثناء تعطل حركة التنقل بشكل كامل بسبب إغلاق الطرقات. وبين أنه في كل عام تلتفت الأجهزة المعنية إلى مشكلة غياب عبارات تصريف مياه الأمطار عقب حدوث سيول متدفقة بكميات كبيرة على الطرق، مشيرا إلى أن العامين الماضيين تسببت السيول المتدفقة من أعالي الجبال بتجريف للطرق والمزارع العائدة للمواطنين وخصوصا في مناطق عسال وغور الصافي والحديثة، ولم يعقب ذلك إتخاذ أي إجراء لمنع تكرار ما يحدث كل عام. ويتساءل المواطن أيمن الضمور من سكان بلدة الثنية عن عدم الإستجابة لشكاوى المواطنين المستمرة منذ سنوات، حول غياب شبكات تصريف مياه الامطار، والتي غالبا ما تتسبب بمعاناة للسكان في المناطق القريبة من تشكل البرك والتجمعات الميائية والتي تعيق حركة السير بشكل كبير. وبين الضمور، أن منطقة مدخل مدينة الكرك من الجهة الشرقية، أصبحت تشكل معاناة للمواطنين والسائقين بسبب إنسداد شبكة تصريف المياه منذ سنوات، رغم مطالبات السكان بالمنطقة بالعمل على معالجة المشكلة، حرصا على سلامة السكان المجاورين، لافتا الى ان مساحة المنطقة التي تعاني من تجمع مياه الأمطار تمتد على مسافة طويلة ولأكثر من 2 كيلو متر. وأضاف انه مع كل تساقط للأمطار تتشكل البرك في الشوارع غير المخدومة بشبكة تصريف للمياه، ما يلحق الأضرار بالعديد من المنازل القريبة منها من تلك الشوارع، وهي في اغلبها عقارات تجارية. وأكد احمد الصرايرة من بلدة مؤتة ان مياه الأمطار المتجمعة، تتسبب بتصدع المنازل لتسرب كميات كبيرة منها إلى أساساتها، بالإضافة الى الحاق اضرار في بنية الشوارع والأرصفة، مشددا على ضرورة ايجاد حل لمشكلة تشكل تجمعات المياه في مناطق المحافظة، لانها تسبب ازعاجا وخطرا على الأهالي. ودعا البلديات إلى ضرورة تنفيذ شبكة لتصريف مياه الأمطار في كل منطقة تتجمع فيها المياه، كونه الحل الوحيد لتجنب الكوارث التي تسببها البرك، وهذا أيضا سيوفر على البلدية إنفاق مخصصات لإصلاح متكرر لبنية الشوارع، ناهيك عن إمكانية تقديم الأهالي شكاوى بحق البلديات للتعويض بسبب الخسائر والضرر جراء تبعات تلك التجمعات والبرك. ويرى أن تشكل البرك، زاد بعد عمليات فتح شوارع جديدة، والتي تسببت بانخفاض مستوى مناطق عن أخرى، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة تسوية لأطراف الشوارع. من جهته، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة أن كوادر البلدية قامت قبل بداية موسم الأمطار بعمل كافة الاستعدادات في مناطق إختصاصها من أجل منع أي آثار سلبية لتساقط الأمطار وخصوصا تنظيف مجاري المياه والعبارات حرصا على سلامة المواطنين. وأكد أن كوادر البلدية في قسم التنفيذ اتخذت كافة الاستعدادات لموسم الشتاء المقبل من خلال تنظيف العبارات وقنوات تصريف المياه في كافة مناطق البلدية، وأماكن تجمع المياه، مشددا على أن البلدية تطلب من المواطنين في كافة المناطق عدم القاء النفايات والأنقاض بشكل عشوائي في العبارات ومناهل تصريف المياه، لأن غالبية العبارات وقنوات التصريف تغلق بسبب القاء النفايات، ما يغلقها ويمنع تصريف المياه. وبين أن هناك مناطق تتجمع فيها المياه ويتواجد فيها شبكة لتصريف المياه، إلا إنها تغلق بسبب وجود نفايات متراكمة يتم القاؤها من قبل بعض السكان وأصحاب محال تجارية مجاورة وتتجمع في شبكة التصريف وتغلقها.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان