مشروع ‘‘مكاني‘‘ لـ‘‘اليونيسيف‘‘ يسعى لإيجاد مساحات آمنة وصديقة للطفل

ديما محبوبة

عمان- قامت منظمة اليونيسيف بطرح مشروع "مكاني"، الذي يستهدف عدة مناطق في الأردن، ويسعى لإيجاد مساحات آمنة وصديقة للطفل يتم فيها تقديم خدمات متنوعة للأطفال السوريين والأردنيين وبخاصة الأطفال المستضعفين.اضافة اعلان
ويأتي ذلك ضمن مجالات متنوعة تتضمن ثلاثة محاور أساسية تتمثل في التعليم غير الرسمي ومهارات الحياة والدعم النفسي والاجتماعي.
ويقول مسؤول الإعلام في اليونيسيف، سمير بدران "المنظمة ستنشئ 220 ‭‭‬‬‬مركزا في أنحاء المملكة، ليلجأ لها الطفل، للحصول على ما يحتاج من تغذية وتعليم، وخدمات نفسية واجتماعية".‬‬‬‬
ويوفر "مكاني" منهجا شاملا للطفل يتضمن "أنا آمن، أنا أتعلم، أنا أتواصل"، ويغطي برامج التعليم البديل، وبرامج المهارات والدعم النفسي الاجتماعي.
ويؤكد بدران أن "مكاني" توفر قسما للتوعية المجتمعية مربوطا بخدمات تتوفر داخل المركز؛ إذ يحيل الفتيان والفتيات إلى هيئات تخصصية أخرى كما هو الحال في إحالة الأطفال إلى التعليم الرسمي ومعالجة حماية الطفل والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
ويشير بدران إلى أن "مكاني" يستهدف الفتيان والفتيات من عمر (5-24) عاما. ويؤكد أنها مجموعات مستضعفة ولها احتياجات خاصة وأكثرهم متسربون من المدارس والذين لم يلتحقوا بها بتاتا، ومنهم من لم يلتحقوا بمدارس لعدم وجود أماكن تستوعب أعدادهم.
ويقدم "مكاني" لليافعين واليافعات المنخرطين في سوق العمل والمتأثرين بالنزاعات المسلحة والذين يعانون من خطر إصابتهم بالأذى والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي وأرباب الأسر غير المصحوبين بأسرهم، الدعم النفسي والاجتماعي والتدريب.
ويروي بدران أن اليونيسيف عملت على إشراك الشبكات المحلية كالجهات الحكومية والمانحين والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتيسير الممارسات والتطبيقات لإيصال التغيير المنهجي والمستدام.
ويشدد على أن "مكاني" توفر أماكن لعب ومعالجة نفسية وتعليما آمنا لكل الأطفال والمنتسبين لهذه المراكز مع خبراء في التواصل مع الأطفال ممن عانوا من التهجير والعنف الاجتماعي.
ويؤكد أن "مكاني" جعلت التعليم غير النظامي أو البديل أمرا مهما ومركزا عليه للفتيان والفتيات، وخصوصا أن عدد اللاجئين في عمر المدرسة (224) ألف طفل، وعدد المسجلين منهم في المدارس فقط (129) ألف طفل؛ أي يوجد نحو (95) ألف طفل خارج المدرسة لأسباب عديدة، وتتفاقم هذه الحالة عندما نعرف بأن هنالك (30) ألف أردني خارج المدارس.
ويوفر "مكاني" تعليما بديلا غير نظامي وأساسي يقوم على مناهج مخصصة لليونيسيف بتقديمه للأطفال غير المنتسبين للمدارس وتعليمهم أساسيات العلم وتطوير قدراتهم حتى يتمكنوا من إيجاد حلول مع وزارة التربية والتعليم وضم هؤلاء الأطفال إلى مدارس نظامية ويكونوا قريبين من مستويات الطلاب على المقاعد الدراسية.
ويشير بدران إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المنطقة وتردي العناية لبعض الأطفال في الأردن وخصوصا في المناطق النائية والتي تعد من جيوب الفقر في ازدياد؛ إذ تشير بيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن الأردن لغاية الآن استقبل 655 ألفا و167 لاجئا، أكثر من نصفهم يمثلون شريحة الأطفال التي تقع في الفئة العمرية بين عمر يوم و17 عاما وبنسبة تمثل 51 %. وأن عدد اللاجئين السوريين الذين ينتشرون في المحافظات الأردنية المختلفة خارج مخيمات اللجوء السوري يبلغ 514 ألف لاجئ، فيما هناك قرابة 141 ألفا و118 لاجئا سوريا يعيشون داخل مخيمات اللجوء.
ويشدد بدران على أن يونيسف تدعم حاليا 223 مركزا في المخيمات والمجتمعات تحت اسم "مكاني"، آملين أن توفر لهؤلاء الأطفال وحتى الشباب فرص التعلم، وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، والتدريب على المهارات الحياتية.
وفي العام الماضي، وصلت مراكز "مكاني" لحوالي 187167 طفلا، منهم 96162 فتيات، وقدمت خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، وقدمت دعم التعلم لـ54525 طفلا منهم 27102 فتيات والتدريب على المهارات الحياتية.
ويبين بدران أن اليونيسيف قامت العام الماضي بتشغيل 20 وحدة لـ"مكاني" مسؤولة عن التدريب الداخلي وورش العمل في جميع المحافظات وفي مخيمات الزعتري والأزرق؛ إذ شارك في تقديم هذه الخدمات ما يقارب 360 موظفا للتدريب، وكانت ردود الفعل إيجابية من قبل العاملين في هذه المراكز ومتلقي الدعم من أطفال الأردن والمخيمات.
ويؤكد بدران أن التوعية جزء مهم جدا، ويحاول "مكاني" الوصول إلى نحو 8074 من النساء والرجال مع اختلاف الرسائل حول حماية الطفل والعنف القائم عليهم في المخيمات والمجتمعات المضيفة.
ويؤكد أنه منذ بداية العام، حضر 126394 شخصا من الرجاء والنساء جلسات التوعية حول مواضيع الزواج المبكر، وتربية الأطفال الإيجابية، وإهمال الأطفال، وحماية الأطفال، والتمييز بين الجنسين والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس وعمالة الأطفال. وأجرى أعضاء اللجنة المجتمعية "مكاني" أيضا دورات عن إدارة الغضب، وأهمية التعليم، والرفاه.
وتعاون اليونيسيف مع برنامج الأغذية العالمي لتوزيع وجبات صحية للأطفال في مواقع "مكاني" في الأزرق على ست قرى، ما يعادل 1700 وجبة على فترتين للذكور والإناث.