إسرائيل ترفض التوقيع على اتفاق دولي يمنع مهاجمة المناطق السكنية

قطعان من المستوطنين خلال اقتحامهم الخليل أمس بحماية جنود الاحتلال - (وكالات)
قطعان من المستوطنين خلال اقتحامهم الخليل أمس بحماية جنود الاحتلال - (وكالات)

نادية سعد الدين

عمان- ندد الفلسطينيون برفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي التوقيع على اتفاق دولي لمنع ضرب المناطق السكنية، بما يبعدها عن الخضوع للمساءلة عند مهاجمة المدن والبلدات الفلسطينية، وسط تنديد أممّي باعتداءات المستوطنين المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.اضافة اعلان
وامتنع الاحتلال، مع بعض القوى الكبرى في العالم، عن الزام نفسه باتفاقية دولية تشكل "علامة فارقة" في تجنب التفجيرات التي تودي بحياة المدنيين العُزل، وتلحق الضرر بممتلكاتهم، في الوقت الذي تتوعّد فيه المؤسسة الأمنية والعسكرية ألإسرائيلية بشّن حرب ضد قطاع غزة لقمع الغضب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وبالرغم من أن العدوان الإسرائيلي المتواتّر بحق قطاع غزة كان، إلى جانب حروب في أماكن أخرى، وراء فكرة توقيع الاتفاقية الدولية التي تعد الأولى من نوعها، ولكن الاحتلال لم يجد الضغط الكافي الذي يُجبّره على توقيعها والالتزام بمضمونها، وهو أمر يعاكس منظومته القائمة على الحرب والجرائم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وقد اتهمت منظمات حقوقية دولية جيش الاحتلال بارتكاب مجازر دامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في الضفة الغربية حين نفذت عملية السور الواقي في 2002، أو قطاع غزة منذ انسحابه في 2005، حيث نفذ عدوانات عسكرية من حين إلى آخر، خلفت قرابة 4500 شهيد، وإصابة قرابة 25 ألف جريح بسبب القصف العشوائي للمناطق المدنية وإزالة الأبراج السكنية مما شكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبسببها تم تقديم دعاوى قانونية دولية ضد كبار قادة الاحتلال.
وعلى نفس الصعيد؛ جاءت إدانة المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الهجمات العنيفة من المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في البلدة القديمة من الخليل، معتبراً أنها قد تؤجج التوتر، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية العمل ضد المتطرفين والتحدث ضد جميع أعمال العنف والتحريض.
فقد أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح في مدينة الخليل مساء أول من أمس السبت خلال اعتداءات نفذها مستوطنون بقيادة عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، كما هاجم المستوطنون مسجدي "باب الزاوية" و"الصديق" بالمدينة، وحطموا زجاج نوافذهما.
والجمعة الماضي، أغلق الجيش الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، في حين انتشر آلاف المستوطنين داخله وفي محيطه، لتمكين آلاف المستوطنين بالمشاركة باحتفالات ما يسمى "الأعياد اليهودية"، ويوم أمس هاجموا الفلسطينيين وممتلكاتهم.
في حين اقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، ونفذوا الجولات الاستفزازية وأدوا الطقوس التلمودية داخل باحاته، وسط حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبها؛ أكدت حركة "حماس" تمسك الشعب الفلسطيني بمواصلة درب المقاومة والنضال لحين انتزاع الحقوق وإنجاز التحرير والعودة.
ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة مواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته في العدوان والحصار والتهويد والاستيطان، كما دعت الأمة العربية والإسلامية، إلى دعم الصمود ونضاله المشروع في تحرير أرضه وتحقيق العودة إليها.
وبالمثل؛ حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من استمرار اقتحام المتطرفين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، وخطورة أي محاولة لتغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف.
وأكد أن مثل هذه المحاولات ستؤدي إلى تفجير الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وهذا ما تتحمل مسؤوليته الحكومة الإسرائيلية وحدها.
وقال إن تصريحات المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، "بنيامين نتنياهو"، أمام أعضاء مؤتمر (التحالف الجمهوري اليهودي) في الولايات المتحدة، التي قال فيها إن "الفلسطينيين غير معنيين بإحلال السلام، ولا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل"، هي محاولة مكشوفة لخداع الرأي العام العالمي وتضليله، وتكشف نواياه الحقيقية بالتهرب من أي عملية سياسية تقود لانهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف أبو ردينة، أن حكومة نتنياهو التي ستضم ايتمار بن غفير، الذي قاد اعتداءات المستوطنين على المواطنين في مدينة الخليل، مؤشر على ما ستكون عليها المرحلة المقبلة بوجود حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة.
واعتبر أن هذه الحكومة اليمينية ستكون مسؤولة عن تدهور الأوضاع وعدم الاستقرار، لذلك يحاول نتنياهو قلب الحقائق وتشويهها لأنه يعلم ما الذي سينتج عن وجود مثل هذه الحكومة التي تضم عتاة المتطرفين، أمثال بين غفير وسموتريتش.