الإمساك وعلاقته بالبواسير

الإمساك وعلاقته بالبواسير
الإمساك وعلاقته بالبواسير

 

عمان-الغد- يعتبر الإمساك من أكثر المشاكل الشائعة في وقتنا الحاضر، وتقف أساليب الحياة الحديثة من حيث النظام الغذائي السريع المتبع وقلة الحركة على رأس الأسباب المؤدية للإصابة بالإمساك، ولم تعد الإصابة به مقتصرة على فئة بعينها بل إنه شمل جميع الفئات..، من جهة أخرى فإن الإمساك لا يعد مرضا بعينه، وإنما هو عرض لمرض آخر شأنه شأن الحمى.

اضافة اعلان

وللتعرف أكثر على أهم النقاط في موضوع الإمساك وعلاقته بالبواسير، نبدأ أولا بتعريف الإمساك.

تعريف الإمساك

بشكل عام فإن الإمساك الذي قد يقود إلى البواسير هو عبارة عن مرض وخلل في وظيفة الأمعاء الغليظة، بحيث لا تستطيع هذه الأمعاء التخلص من الفضلات وتصريف البراز بشكل طبيعي أو منتظم، فيمر البراز بحالته الصلبة مصحوبا بالضيق والألم عند التبرز.

ويعد الإنسان مصابا بالإمساك إذا لم يفرغ البراز في المعدل لأكثر من يومين أو ثلاثة، حيث يتراوح معدل الإخراج الطبيعي بين 21 إلى 23 مرة في الأسبوع الواحد تقريبا، وتتزايد إصابة الإنسان بالإمساك عند التقدم في السن، وخاصة بعد سن الستين.

الأسباب المؤدية للإصابة بالإمساك

يعود السبب المباشر للإمساك إلى عدم وجود نسبة كافية من الماء في البراز، وتتعدد العوامل المسببة للإمساك ومنها:

أولا: أسباب عضوية وتتمثل في ضيق أو انسداد في القولون وأنبوبه (بسبب الإصابة بالأورام الحميدة أو الخبيثة)، البواسير، ضيق في الأمعاء، اعتلال في الشرج أو المستقيم، وغيرها من الأسباب.

ثانيا: الأسباب الوظيفية وتتمثل في:

•     الإمساك بسبب العادات الغذائية غير الصحية مثل قلة شرب السوائل خاصة الماء، والإقلال من تناول الطعام الذي يحتوي على الألياف.. وغيرها.

•     الإمساك بسبب قلة الحركة والخمول، إذ يؤدي الخمول الزائد إلى كسل في حركة الأمعاء وبالتالي حدوث الإمساك.

•     الإمساك بسبب التأثيرات الجانبية لبعض العقاقير، إذ يسبب تناول بعض أنواع الأدوية إلى الإمساك مثل: بعض مضادات الحموضة، بعض مخففات السعال المحتوية على الكوديين...

•     الإمساك بسبب ضعف القولون العضلي، وغالبا ما يصيب هذا النوع كبار السن، والمرضى الملازمين للفراش.

•     إمساك بسبب القلق والتوتر النفسي.

•     الإمساك الذي يصيب الحوامل في الأشهر الأخيرة من الحمل، أو عند ارتفاع درجات حرارة المريض.

مضاعفات الإمساك

سبق أن ذكرنا أن الإمساك لا يعد مرضا بعينه، ولكن طول فترة الإمساك وعدم القيام  بمعالجته منذ البداية يؤدي إلى مضاعفات أخرى أهمها:

1.    ارتفاع الضغط الداخلي للجوف (البطن)، وبالتالي يمكن أن يسبب البواسير، دوالي الصفن (في الخصية) عند الذكور، الصداع. 

2.    مضاعفات بسبب تخريش (جرح طفيف) الغشاء المخاطي للشرج أو المستقيم، ويمكن أن تسبب أيضا: البواسير، تشققات شرجية، سقوط أو فتق الشرج (المستقيم).

3.    مضاعفات بسبب سوء معالجة الإمساك، إذ يؤدي الاستعمال المتكرر للأدوية المحرضة والملينات إلى نقص مستوى البوتاسيوم في الدم وتلف نهايات الأعصاب في القولون.

4.    مضاعفات بسبب العوامل النفسية مثل العصبية والغضب المستمر.

العلاج

بما أن الإمساك والبواسير عادة ما يكونان مرتبطين بشكل كبير وقد يحدثان في وقت واحد، وبما أن كثرة الضغط عند التبرز يمكن أن يمهد الطريق لحدوث البواسير، لذلك فإن علاج الإمساك في حالة وجود البواسير يختلف عن الإمساك المجرد؛ فقد يشفى المصاب بالبواسير بعد علاج الإمساك، وفيما يلي أهم طرق علاج الإمساك بوجود البواسير:

•     تناول الأغذية المحتوية على الألياف، فيجب تناول الفواكه والخضراوات والقمح باستمرار.

•     شرب كمية كافية من السوائل يوميا، وتناول السوائل الدافئة في الصباح الباكر على معدة فارغة يساعد على التبرز. 

•     ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة تلك التمارين المحركة لعضلات المعدة والحجاب الحاجز في الأمعاء، مثل رياضة المشي السريع أو نط الحبل أو ركوب الدراجة.

•     تحديد موعد محدد لتفريغ الأمعاء، والاستجابة للرغبة في التبرز وعدم كبحها أو تأجيلها.

•     استعمال أنواع من العقاقير الملينة أو المسهلة التي تنشط حركة الأمعاء الغليظة، لكن يجب استخدام هذه الملينات والمسهلات بحذر وباستشارة طبية، لأن الإكثار من استعمالها يؤدي إلى خروج الأملاح النافعة من الجسم، وثأثيرات أخرى ضارة.

•     في بعض الحالات المتقدمة لا يفيد في العلاج إلا الجراحة، حيث يتم قطع الوريد ذي الصمامات التالفة (الذي يكون متدليا في الحالات المتقدمة) وربطه من طرفيه، وبعدها يقوم المريض بعمل مغاطس للمساعدة في التئام مكان الجراحة.

وختاما نؤكد على أهمية تجنب الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالبواسير، كما يجب علاج الإمساك لأنه أساس مشكلة البواسير.