الاحتلال يصعد من جديد بقصف غزة للتغطية على أزمته السياسية

قوات الاحتلال تقمع المشاركين في صلاة الجمعة على أرض مهددة بالمصادرة في قرية مسافر يطا.-(وكالات)
قوات الاحتلال تقمع المشاركين في صلاة الجمعة على أرض مهددة بالمصادرة في قرية مسافر يطا.-(وكالات)

نادية سعد الدين

عمان- فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جبهة جديدة من التصعيد الشديد، أمس، بقصف قطاع غزة والتهديد بإشعال فتيل الحرب، في محاولة منها للتغطية على حالة الإرباك وضبابية المشهد الداخلي السياسي لديها، مع إبقاء معركة القدس المحتلة مفتوحة من دون أن تستطيع حسمها بالتهويد حتى الآن.اضافة اعلان
ولم ينل فتح جبهتي القدس- غزة موافقة كامل أعضاء حكومة الاحتلال والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من منطلق أن تصعيد التوتر على حدود غزة، أسوة بما حدث أمس، سيفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ويبعد التهدئة عن الواجهة، ويفتح المشهد أمام احتمالات أكثر سوءا، من شأنها إضعاف مصير الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي الهش.
ويميل المعارضون الإسرائيليون للتصعيد، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلى الاستماع لمطلب الولايات المتحدة بضرورة تجنب التصعيد أثناء زيارة الرئيس الأميركي، "جو بايدن"، المرتقبة للمنطقة منتصف الشهر المقبل، بينما فتح جبهة جديدة بالقطاع لن يسهل المهمة الأميركية في البحث عن فرصة أمام جهود إحياء عملية السلام.
بيد أن حكومة الاحتلال تسارع الخطى لتحقيق أي مكسب سياسي، من خلال طرح مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة، يهدف إلى فصل منطقة حي "المصرارة" عن باب العامود وباقي أحياء المدينة المقدسة، وذلك في إطار سياسة تهويد المدينة والاستيلاء على الأراضي الوقفية الإسلامية والمسيحية بهدف تغيير معالم القدس وضرب الوجود الفلسطيني فيها، وفق حركة "حماس".
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية، القريبة أكثر من أي وقت مضى من حافة التفكك، سعت لتصدير أزمتها الداخلية وإخفاقها حتى الآن في حسم معركة القدس لصالحها، وذلك عبر قيام طائرات الاحتلال العدوانية بشن سلسلة غارات، أمس، على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وطبقا للأنباء الفلسطينية؛ فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع في المنطقة الوسطى من القطاع بأكثر من 8 صواريخ، وقصفت مراكز رصد جنوب شرق مدينة غزة وشمال بيت لاهيا، المطلة على مستوطنة "نتيف هعسرا"، والمنطقة الحدودية لغزة وجباليا، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.
في حين زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال "بدأ باستهداف قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة صوب مدينة عسقلان، فجر أمس، اعترضته القبة الحديدية الإسرائيلية"، وذلك في حادثة الأولى من نوعها منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أيار (مايو) 2021.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي؛ فقد أصدر جيش الاحتلال تعليماته المشددة للمستوطنين في مستوطنة "نتيف هعسرا"، المحاذية لقطاع غزة، بالاختباء وعدم التحرك على الطرق، بعدما رصد إطلاق نار من صوب القطاع تجاه المستوطنة الإسرائيلية.
من جانبه؛ قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن قصف جيش الاحتلال على قطاع غزة، يعد امتدادا للعدوان الذي يستهدف كل الأراضي الفلسطينية في القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، والتي كان آخرها اغتيال ثلاثة شهداء فلسطينيين من مدينة جنين بالضفة الغربية.
وأوضح قاسم، في تصريح أمس، أن الاحتلال يحاول بائساً وفاشلاً عبر العدوان أن يوقف تصاعد الفعل الثوري على امتداد فلسطين، مؤكداً "استمرار المقاومة ضد الاحتلال حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرير والحرية والاستقلال".
وقال إن "المقاومة تشكل الدرع الحامي للشعب الفلسطيني في كل مكان وسيفه الذي يضرب به العدو الصهيوني".
وفي نفس الوقت؛ أعربت حركة "حماس"، عن رفضها للمخطط الاستيطاني الجديد في القدس المحتلة، الذي يهدف إلى فصل منطقة حي "المصرارة" عن باب العامود وباقي أحياء المدينة المقدسة.
واعتبرت الحركة، المخطط بأنه "تهويد وتعد صارخ على الأراضي الوقفية الإسلامية والمسيحية بهدف تغيير معالم القدس وضرب الوجود الفلسطيني فيها".
وأكدت الحركة، أن "محاولات المستوطنين الصهاينة فرض واقع جديد على الأرض لن يغير من واقع عروبة وإسلامية القدس".
ودعت "حماس" جماهير الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله إلى التصدي لهذه المشاريع التهويدية ومقاومتها بكل الوسائل.
وبالمثل؛ أكدت اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية وتطبيق حق العودة، ورفض الحلول الاقتصادية المطروحة كبدائل عن هذه الحقوق.
وشددت اللجنة السياسية، خلال اجتماع عقد بواسطة تقنية (زووم)، بحضور رئيسها صالح ناصر، على مبدأ توحيد جهود العمل الوطني، والمواءمة بين الحركة السياسية والمقاومة الشعبية ميدانيا.
وناقش أعضاء اللجنة، سبل وآليات تنشيطية للأعضاء كل حسب موقعه الجغرافي، لتعزيز العلاقة مع القوى الصديقة وأعضاء البرلمانات العربية والأجنبية لتوفير المساندة والدعم للحق الفلسطيني، عبر الضغط على الحكومات للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، مؤكدين توفير الدعم المطلوب للفلسطينيين المقدسيين وتوحيد المرجعيات ذات العلاقة.
وركز المجتمعون على ضرورة تعزيز المقاومة الشعبية وتوسيع ميادينها، وتفعيل دور القيادة الوطنية المشتركة، وأهمية المواءمة بين الفعل الشعبي الجماهيري على الأرض مع حركة القيادة السياسية في المحافل الدولية الثابتة على مبدأ التمسك بالقدس وحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وحق العودة وحرية الأسرى.