الصفدي: حماية المدنيين أولوية ونعمل على آليات لتحقيقها

دخان يتصاعد من قصف الطيران الحكومي السوري لدرعا في جنوب سورية -(أ ف ب)
دخان يتصاعد من قصف الطيران الحكومي السوري لدرعا في جنوب سورية -(أ ف ب)

نيويورك - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي استمرار الجهود والاتصالات الأردنية المستهدفة وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وتوفير الحماية للشعب السوري الشقيق وتأمين المساعدات له على أرضه. اضافة اعلان
‎وشدد الصفدي خلال لقائه في نيويورك أمس الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء الشعب السوري، لافتا إلى أن الأردن مستمر في تقديم كل ما يستطيع للأشقاء لكن على الآخرين تحمل مسؤولياتهم أيضا.
‎وبحث الطرفان المستجدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية حيث أكد الصفدي الموقف الأردني الثابت في أن زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 يشكلان شرط تحقيق السلام الشامل والدائم.
كما ناقش الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) واتفقا على ضرورة توفير الدعم اللازم للوكالة لتمكينها من الاستمرار بالقيام بمهامهم وفق تكليفها الأممي.
وفي تصريحات صحفية بعد اللقاء قال الصفدي إنه أجرى محادثات مكثفة ومعمقة مع غوتيرس ركزت على التطورات في سورية حيث "وضعت الأمين العام في صورة الجهود التي تقوم بها المملكة مع جميع الأطراف لوقف النار وضمان حماية المدنيين، وضمان تقديم كل الدعم الممكن لهم في بلدهم وعلى أرضهم".
وأشار إلى أن "الوضع صعب، والأردن مستمر ببذل كل ما هو متاح من جهد والتشاور مع جميع الأطراف القادرة والمؤثرة من أجل وقف اطلاق النار"، لافتا إلى أن الأردن طرف في اتفاقية خفض التصعيد في الجنوب السوري وبذل جهودا مكثفة للحفاظ على وقف إطلاق النار هناك.
وأوضح أن "الأمور تطورت بصورة لم نكن نرغب بها ونحن الآن في وضع لا نملك إلا الاستمرار في العمل مع كل الأطراف من أجل وقف النار وحماية المدنيين وتقديم الدعم والإسناد للمدنيين في بلادهم.. هذه أولوية، ونعتقد أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه أزمة الجنوب السوري، بما في ذلك توفير الحماية اللازمة لأشقائنا السوريين".
وقال "الأردن يقف مع أشقائه، وقدم وسيبقى يقدم كل ما نستطيع من دعم وإسناد لهم. وتعلمون أن هناك 1.3 مليون سوري في الأردن، ونشاركهم لقمة العيش ونشاركهم والمدارس والمستشفيات، مشيرا الى أننا سنعمل الآن مع الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات اللازمة للسوريين في الجنوب السوري على أرضهم".
 وأضاف، "نريد ان يعمل الجميع معنا ويتحملوا مسؤوليتهم، وان لا نصل الى مرحلة نجد ان الوضع يتفاقم من دون تحرك دولي فاعل، لافتا الى أن "الاردن تحمل بما فيه الكفاية بكل صدر رحب لكن على الاخرين تحمل مسؤولياتهم ايضا، ونعتقد أن معالجة الازمة الانسانية ممكنة في سورية وبالتالي يجب أن يكون التركيز على معالجتها في سورية، لكن يجب على من تسبب بهذه الأزمة أن يتحمل مسؤليتها".
وردا على سؤال حول لقائه مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في الرابع من الشهر المقبل قال، إن "الاتصالات الأردنية الروسية مستمرة ولَم تتوقف وما نريده هو وقف القتال، وبعد ذلك ان نتوصل لآلية تضمن التزام ما كنا اتفقنا عليه في بخصوص خفض التصعيد حماية للمدنيين وحفاظا على وحدة سورية وتماسكها، والتقدم نحو حل سياسي للأزمة وفق ما يقبله الشعب السوري".
‎وأكد أن "لا حل عسكريا للأزمة السورية، كلنا متفقون على ذلك، وإذا كان هذا هو الوضع،  فلنوقف القتال ولنتعامل مع الحقائق".
وعن عدم فتح الحدود للاجئين من سورية قال الصفدي، إن هناك 1.3 مليون سوري في الأردن الذي وصل إلى طاقته الاستيعابية في ما يتعلق باللاجئين وتحمل الكثير وحده"، موضحا "قبل أن نتحدث عن تهجير السوريين من أرضهم علينا أن نتحدث عن حماية السوريين في ارضهم، وعن آليات دولية لتأمين الحماية وتأمين الإعانة اهم على أرضهم".
‎وشدد على أنه "لا يجب أن يتحمل الأردن وحده مسؤولية الأزمة في الجنوب وأولئك الذين يضغطون على الأردن أود أن أسال ماذا قدم الاخرون مقارنة بما قدم الأردن"، مشيرا إلى أن "الأردنيين فتحوا قلوبهم وبيوتهم للاجئين ونفعل ذلك واجبا تجاه الأشقاء، لكن لا يجب أن يتحمل الأردن وحده هذه المسؤولية، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم في إطار خطة شاملة".
وقال، الحدود الآن مغلقة والتحركات التي رأيناها في الداخل السوري هي شرقا وغربا داخل الاراضي السورية وتستطيع الأمم المتحدة أن تعمل من الداخل السوري لحماية وتأمين السوريين، ونحن معهم نقدم كل الدعم والاسناد لهم.
وردا على سؤال حول اتصالات الأردن بالمعارضة السورية بين الصفدي أن "الأردن يتواصل مع الجميع وفي النهاية نحن نقبل بأي حل يقبله السوريون. هذه بلدهم وهي قضيتهم. نحن نساعد في تخفيف المعاناة والأزمة واتصالاتنا مع الجميع هدفها أن نصل إلى نتيجة تؤدي إلى وقف النار وحماية السوريين وضمان ان لا يكونوا في وضع يشهدون المزيد من المعاناة وقد عانوا كفاية".
وأشار إلى أن هناك "اتصالات بين المعارضة والروس والولايات المتحدة ومع الامم المتحدة ومع الدول الاخرى ونحن مستمرون في ذلك".
‎إلى ذلك قال الصفدي إن المحادثات مع غوتيرس تطرقت أيضا إلى القضية الفلسطينية حيث أكد الأردن أنه "لا يمكن الاستمرار بالوضع القائم كما هو، لابد من أفق ينهي هذا الاحتلال ويسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أن "لا سلام ولا استقرار شاملا في المنطقة الا وفق حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. هذا موقف اردني ثابت أكده جلالة الملك عبدالله الثاني خلال محادثاته في واشنطن ويستمر الأردن في العمل من اجل تحقيقه".
‎وحذر الصفدي من أنه "عكس ذلك، وبغياب هذا الحل، فستنزلق المنطقة نحو المزيد من التوتر ونحو المزيد من العنف".
 ميدانيا، قتل العشرات في قصف جوي ومعارك خاضها الجيش السوري النظامي في جنوب غرب سورية، وسط تعهد أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد بـ "استعادة السيطرة على كل شبر من سورية؛ بما فيها على الجنوب الغربي"، بحسب وكالات أنباء عالمية.
وقال المرصد السوري إن "هجوم الجيش السوري في الجنوب الغربي، والمدعوم بضربات جوية وقصف؛ قتل 93 مدنيا منذ 19 يونيو (حزيران)".
وتقع المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في الجنوب الغربي، على طول الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وعلى بعد بضعة كيلومترات فقط من مدينة درعا.
ويتركز القتال على المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من درعا، اذ سيطر الجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه؛ على عدة قرى، لكن الهجوم امتد لمناطق على مشارف المدينة الثلاثاء الماضي، فيما تواردت أنباء عن أن "الجيش السوري سيطر على مدينة الحراك في شمال شرقي درعا وتتقدم إلى وسط المدينة".
إلى ذلك؛ قال التلفزيون الحكومي السوري إن "القوات الجوية استهدفت مسلحين في بصرى الشام بشرق محافظة درعا أول من أمس؛ وإن القوات الحكومية دخلت قريتين في الشمال الشرقي"، مشيرا الى أن 450 مسلحا في منطقة اللجاة التي سيطر عليها الجيش خلال الأسبوع سلموا أنفسهم وأسلحتهم؛ لتسوية أوضاعهم.
وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم في الجنوب الغربي، شرد ما لا يقل عن 45 ألف مدني.
وحثت الأمم المتحدة أول من أمس كلا من روسيا والولايات المتحدة والأردن، على استخدام نفوذها لإنهاء العنف في جنوب غرب سورية حيث يقود الجيش السوري هجوما منذ عشرة أيام ضد المعارضة المسلحة، فيما تقدر السلطات المحلية عدد الفارين من القتال في المحافظة بـ 70 ألف شخص.- (بترا ووكالات)