بعد موافقة الحركة.. نتنياهو وقع في فخ حماس

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو
الدوحة - رأى محللون صهاينة امس أن قبول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقترح اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة فاجأ الكيان الصهيوني، ووضع حكومة بنيامين نتنياهو في مأزق.اضافة اعلان
وأوضح محللون أن نتنياهو يريد من ناحية ألا يظهر رافضا لاتفاق يعيد الأسرى الصهاينة من غزة، ومن ناحية أخرى لا يريد إغضاب شركائه في اليمين الذين يرفضون الاتفاق.
وتحت عنوان "عندما يقول السنوار نعم"، في إشارة إلى زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، قال المحلل البارز بصحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنايع "من المرجح أن السنوار يخدعنا، فهو يعلم أن الحكومة الحالية لا تستطيع الموافقة على الاقتراح الذي صاغه".
واعتبر أن إرسال وفد صهيوني لمفاوضات القاهرة مهم لنتنياهو على الجبهة الداخلية، حيث لا يتحمل أن يُنظر إليه على أنه شخص يحبط الاتفاق ويتخلى عن المختطفين، ولا يستطيع أن يُنظر إليه على أنه شخص مستعد للتوصل إلى اتفاق ويخون شركاءه في اليمين.
ووصف برنايع السنوار بأنه " ليس أحمق". وتابع "الاقتراح المضاد الذي صاغه (السنوار) يضع الاحتلال في جولة أخرى من المناقشات الداخلية المثيرة للأعصاب، حيث يموت المختطفون في الأسر، وعائلات لا تعرف مصيرها، وحكومة خائفة ومنقسمة حتى العنق في الشك المتبادل، ونخبة أمنية منهكة وضعيفة".
وأشار برنايع إلى أنه "ربما يكون السنوار مهتما بالوصول إلى المحطة النهائية، أي الاتفاق، لكنه -وبدرجة ليست أقل من ذلك- فهو مستمتع بما يفعله بنا على طول الطريق".
"إسفين" بين إسرائيل وأميركا
من جهته، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، في مقال حمل عنوان "نتنياهو الواقع في فخ نعم لحماس"، إلى أن قبول الحركة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح فاجأ الاحتلال، نظرا للأزمة التي شهدتها المحادثات خلال الأيام القليلة الماضية.
وتحدث أن حماس طالبت مؤخرا بضمانات أميركية في ضوء التصريحات المتكررة لنتنياهو بأنه ينوي إصدار أمر للجيش الصهيوني باجتياح رفح. وأضاف "تداولت مصادر سياسية صهيونية الليلة الماضية أن مصر والولايات المتحدة ربما توصلتا إلى تفاهم خلف ظهر اسرائيل لتحديث الاقتراح المصري الذي قبلته تل أبيب قبل أسبوعين".
ووفقا لهارئيل، فإن هذه الأقاويل إشارة أولية من نتنياهو إلى أنه سيرفض الاقتراح بعد الرد الإيجابي من حماس.
ولفت هارئيل إلى أنه قبل يومين فقط ادعى رئيس الوزراء والمتحدثون باسمه أن وسائل الإعلام الإسرائيلية وجهت إليه اتهامات كاذبة بأنه يحاول تخريب المحادثات في وقت يلقي فيه اللوم على حماس.
وقال "يبدو الآن أنه سيعطي إجابة سلبية مرة أخرى، وسوف يتم تبرير هذه الخطوة بالادعاء بأن الاحتلال يحتاج إلى ضمان هزيمة حماس، والادعاءات المشكوك فيها بوجود خداع أميركي".
واستدرك أنه من الناحية العملية، سيكون السبب الرئيسي هو خوف نتنياهو من انهيار ائتلافه وخسارة قاعدته الانتخابية اليمينية.
وأشار هارئيل إلى أنه في النهاية يبدو أن الوسطاء قاموا بواجباتهم بأمانة ولم ينحازوا إلى أي جانب، وعرضوا على حماس اقتراحا وافق عليه الاحتلال بالفعل، لكنهم أدخلوا عددا صغيرا من التغييرات.
وقال "بمعنى آخر، فإن فرص تحقيق انفراجة في المفاوضات ما تزال منخفضة. ولكن ربما تكون قيادة حماس، من خلال ردها الإيجابي، قد تمكنت من دق إسفين بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وتابع هارئيل "يبقى أن نرى كيف سيرد وزراء حزب الوحدة الوطنية في حكومة الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، على التغيير في موقف حماس وعلى رد فعل نتنياهو السلبي الواضح".-(وكالات)