الطب النفسي وعلم النفس.. وجه الشبه والاختلاف بينهما

عملية التشخيص ومنهجية العلاج تختلف تماماً بين التخصصين- (ارشيفية)
عملية التشخيص ومنهجية العلاج تختلف تماماً بين التخصصين- (ارشيفية)
عمان- من الظواهر المنشرة في قطاع علم النفس والإرشاد النفسي، قيام عيادات للطب النفسي بعقد برامج تدريبية للطلبة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، لكن هل هذه مشكلة؟ فالطلبة يحتاجون للتدريب! هنالك اختلاف جوهري في تخصص الطب النفسي، وفي تخصصات علم النفس والإرشاد النفسي، فرغم الالتقاء بين التخصصين في التعامل مع الاضطرابات النفسية، لكن عملية التشخيص ومنهجية العلاج تختلفان تماماً، لذلك يعد قطاع الطب النفسي مفيداً لطلبة علم النفس والإرشاد النفسي بنسبة 15 % فقط، وهي نسبة تخص تشخيص الاضطرابات وعمل دراسة الحالة العقلية الحاضرة، وفهم بعض العلاجات الدوائية لتقدير أثرها على المرضى. لكن لممارسة علم النفس السريري والإرشاد النفسي، فأنت تحتاج لمصادر معرفة وتدريب أخرى، مثل: - دراسة الحالة وتاريخ الحالة المرضية. - تطبيق الاختبارات النفسية وتفسيرها وكتابة التقارير. - فهم الحالة المرضية أو المشكلة السلوكية بناء على تصورات المدارس النفسية (السلوكية، المعرفية، الإنسانية)، وهذا لا يتم تعلمه عادة من الطب النفسي، فهذا مدار المعالجات النفسية غير الدوائية. والنقطة الأخيرة تشكل 60 % من عمل المعالجين والمرشدين النفسانيين. المسألة الأخطر في ما يقوم به الأطباء الجدد أيضاً في مجال علم النفس والإرشاد النفسي، بسماحهم لطلاب بكالوريوس، أو معالجين عديمي الخبرة تقريباً بالعلاج أو بالتدريب، فيقدمون الدورات التدريبية ويقيمونها في عيادات الطب النفسي أو تحت اسمها، هؤلاء المدربون قليلو المهارات سيعلمون الطلاب أخطاء الممارسة لكنهم سيخطئون هذه المرة بثقة. إن تعلم العلاج النفسي يجب أن يتم من خلال معالجين يتمتعون بالكفاءة، وخضعوا للإشراف من قبل معالجين خبراء لتعلم المهارات العلاجية الدقيقة، وسياقات العلاج المختلفة، إضافة لعدم إمكانية تقديم المعالجين للعلاج قبل 3 سنوات من التدريب والممارسة، ورغم ذلك فلا يمكن أيضاً التخصص بالمعالجات للاضطرابات والمشكلات النفسية كافة، فيجب العمل على إتقان فروع علاجية ومنهجيات علاجية يستغرق كل منها وقتاً. بعد كل ما يبذل من جهد في قطاع علم النفس والإرشاد النفسي، أتى أطباء جدد في تخصص الطب النفسي ليس لديهم الخبرة الكافية بعد واللازمة لتخصصهم هم أنفسهم بالطب النفسي، عداك عن قفزهم ليعيثوا الفوضى في قطاع علم النفس والإرشاد النفسي. ولا دليل لما يفعله الأطباء الجدد ولمقصدهم من هكذا تدريبات، إلا أنهم يسعون للكسب المادي فقط، على حساب المتدرب والمريض معا، أو أنهم جاهلون بعمق بما تتطلبه التخصصات النفسية، وهذا بحد ذاته يجعل من الثقة بهم مدار تساؤل كبيرا. د. يوسف مسلّم اختصاصي العلاج النفسياضافة اعلان