القادة في الشرق الأوسط يراقبون الانتخابات الأميركية

العلم الإيراني أمام حاملة للصواريخ - (أرشيفية)
العلم الإيراني أمام حاملة للصواريخ - (أرشيفية)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة تقرير خاص - (الإيكونوميست) 24/10/2020 في دول الشرق الأوسط، تم تأجيل القرارات الكبيرة إلى أن يقرر الناخبون الأميركيون رأيهم في مَن هو الذي سينتخبونه للرئاسة. وتبدو المنطقة بأكملها وكأنها تنتظر. فمن احتمال إجراء مفاوضات نووية إلى تشكيل حكومة لبنانية جديدة، أوقفت إيران وحلفاؤها القرارات الكبيرة إلى أن يتخذ الناخبون الأميركيون قراراتهم الخاصة. ومع ذلك، قد تكون الانتخابات أقل أهمية مما يتوقعه القادة في المنطقة. * * * بيروت - يتندّر سكان الشرق الأوسط أحيانًا بأنهم يستحقون الحصول على حق التصويت في أميركا. فبعد كل شيء، استخدم الرؤساء الأميركيون لعقود من الزمان الحروب والعقوبات وغيرها من المخططات في المنطقة. والشاغل الحالي للبيت الأبيض لا يختلف عن سابقيه. وقد اتسمت الولاية الأولى لدونالد ترامب بالصراع مع إيران، وهو صراع جلب الاغتيالات، وأعمال التخريب وحصاراً اقتصادياً خانقاً على طهران. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، استقر هذا الصراع على فترة توقف مضطربة. وتبدو المنطقة بأكملها وكأنها تنتظر. فمن احتمال إجراء مفاوضات نووية إلى تشكيل حكومة لبنانية جديدة، أوقفت إيران وحلفاؤها القرارات الكبيرة إلى أن يتخذ الناخبون الأميركيون قراراتهم الخاصة. ومع ذلك، قد تكون الانتخابات أقل أهمية مما يتوقعه القادة في المنطقة. تولى الرئيس ترامب منصبه متعهداً بالانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، الموقع في العام 2015، والذي خفف العقوبات الاقتصادية عن طهران مقابل وضع قيود على برنامج إيران النووي. ولكنه لم ينسحب منه رسميًا حتى العام 2018، وانتهى نصف فترة ولايته قبل أن تبدأ العقوبات الاقتصادية المتجددة في الظهور. وبدلاً من التفاوض على صفقة جديدة، قرر قادة إيران الانتظار. إنهم لا يرون الكثير الذي تمكن مناقشته: لم يكن السيد ترامب واضحًا أبداً بشأن مطالبه. وكان وجود رئيس أميركي ذي نزعة حربية يعني وجود خصم مفيد لنظام يزدهر على المشاعر المعادية لأميركا. ومع ذلك، حاولت إيران تجنب المواجهة العلنية مع أميركا، حيث عمدت إلى الاعتماد على الوكلاء بدلاً من ذلك -على الرغم من أن قشرة إنكار الصلة كانت دائماً رقيقة. فالميليشيات العراقية التي تطلق الصواريخ على السفارة الأميركية في بغداد لا تخفي علاقاتها مع إيران. ولكن، حتى هذه الميليشيات أصبحت حريتها مقيدة مؤخراً. بعد أن هدد وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، بإغلاق سفاره بلده في العراق، وافقت الميليشيات على وقف إطلاق النار. وسوف تستمر الهدنة خلال الانتخابات، وربما حتى نهاية العام. بعد ثلاثة أشهر من الانفجار الكارثي الذي وقع في ميناء بيروت في 4 آب (أغسطس)، أصبحت السياسة اللبنانية مشلولة. فقد استقال رئيس الوزراء بعد الانفجار. وفي أيلول (سبتمبر)، طلب الرئيس اللبناني من الدبلوماسي مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، لكن جهوده فشلت بعد أن فرضت أميركا عقوبات على حزب الله، الميليشيا الشيعية والحزب السياسي المدعومين من إيران، وحلفائه. وأصبح سياسيون آخرون يشعرون بالتوتر من الانضمام إلى حكومة يشارك فيها حزب الله (الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الأخيرة). وقد أعيدت إلى السيد أديب ولايته. وأصبح لبنان الآن في حاجة ماسة إلى حكومة جديدة لإنعاش الاقتصاد المتعثر، ولكن يبدو من غير المرجح حدوث ذلك إلا بعد الانتخابات الأميركية. كل هذا يخلق انطباعًا بأن السيد ترامب وضع إيران على الحبال: فهي مخنوقة بسبب العقوبات، وحلفاؤها قلقون بشأن ملاقاة مصير مماثل، ووكلاؤها يتحركون في دائرة تضيق بشكل غير عادي. ولدى الرئيس الأميركي مؤيدون متحمسون في الشرق الأوسط يتوقعون أربعة أعوام أخرى من "الضغط الأقصى" لإعادة تشكيل المنطقة -والذين يخشون أن يؤدي فوز جو بايدن إلى التراجع عن هذا التقدم. ومع ذلك، فإنهم قد يصابون بخيبة أمل. بغض النظر عمن سيفوز في تشرين الثاني (نوفمبر)، فمن المحتمل أن تضطر إيران إلى التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد. فهي لا تستطيع تحمل أربعة أعوام أخرى من العزلة. ومع ذلك، لن يكسب أي من المرشحين الكثير من التنازلات في القضايا غير النووية. ولا يشكل دعم الجماعات المسلحة ورقة مساومة بالنسبة لإيران: إنه ضرورة أيديولوجية، وهو جوهر عقيدتها الأمنية. ويبلغ المرشد الأعلى، علي خامنئي، 81 عاماً من العمر، وهو حريص على ضمان بقاء سياساته المتشددة حينة. وكذلك الأمر بالنسبة لرجال الحرس الثوري الإسلامي القاسي الذين يهيمنون بشكل متزايد على السياسة الإيرانية. وفي أماكن أخرى أيضًا، قد تكون الانتخابات أقل أهمية بكثير مما تعتقده إيران وخصومها. يريد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، كبح جماح الميليشيات، لكنه يخشى أن يؤدي التحرك بسرعة كبيرة في هذا الاتجاه إلى إراقة الدماء. ولن يغير الضغط من واشنطن حساباته. وبينما ينزلق لبنان أعمق في الفقر وعدم الاستقرار، فإن حزب الله (مثل الفصائل الأخرى) سوف يزداد قوة، وسوف يملؤون الفراغ الذي خلفته دولة فاشلة. مع كل شيء، ما تزال أميركا تلوح في الأفق في الشرق الأوسط. لكن المنطقة لها سياساتها الخاصة أيضًا. *نشر هذا التقرير تحت عنوان: Leaders in the Middle East are watching the polls in Americaاضافة اعلان