الموسيقى كفعل انتقامي.. شاكيرا أنموذجاً

شاكيرا
شاكيرا

سارة زايد- بعد 12 عاماً من الحب الذي لم يعرف عمراً أو حدوداً، أعلن الثنائي: المغنية الكولومبية شاكيرا ونجم كرة القدم الإسباني السابق جيرارد بيكيه انفصالهما؛ بسبب إقدام الأخير على خيانة شريكته، بحسب ما صرح مصدر مقرب من الطرفين. في حديث أجرته مجلة Elle مع ملكة الموسيقى اللاتينية، ذكرت شاكيرا أنها ظلت متحفظة بشأن الجانب العاطفي المتعثر من حياتها، مضيفة: بعد افتراقنا أنا وبيكيه بقيت صامتة أحاول هضم ما جرى، كنت أملك انطباعاً بأن ما نعيشه هو مجرد كابوس، لكنه كان حقيقة، وما هو حقيقي جداً، خيبة أملي من رؤية شيء مقدس، متمثل بأسرتي وحبي، يتهاوى.

اضافة اعلان

 

بصوت هافت.. شاكيرا ترثي حبها

قبيل أيام من نهاية العام الماضي، أصدرت شاكيراً أغنية باللغة الإسبانية بعنوان: "Monotonía” أي "روتيني"، حيث حاولت أن تسدل الستار عما تشعر به بعد تجربتي الخيانة والانفصال.

 

امرأة هشة وجريحة

في الفيديو الخاص بأغنية "روتيني"، نرى شاكيرا تتسوق في أحد المحال التجارية، وبدت عليها علامات الخيبة والانكسار، وفجأةً.. تصاب المغنية بعيار ناري يطلقه حبيبها ليستقر في قلبها، فنراه ممزقاً مكلوماً يترك فراغاً كبيراً في صدرها. تحمل شاكيرا هذا القلب بيدين داميتين، تمشي وحيدة في شوارع مفعمة بالحياة، بعكس دنياها المعتمة، وبعيون أضناها البكاء تغني: "أحبك لكني أحب نفسي أكثر"، "كنت أركض من أجل شخص لم يمشِ من أجلي"، "هذا الحب لم يمت، لكنه أصيب بالهذيان". مع نهاية الأغنية، تقوم شاكيرا بتخبئة قلبها المهترئ لتضعه في خزانة محكمة الإغلاق، فتقدم لنا نصاً ختامياً مفتوحاً لا نعرف فحواه: هل أعادت قلبها إلى صدرها بحيث يكفل التئامه؟

 

شاكيرا تصفع بيكيه بأغنية جديدة

بصورة الـFemme Fatale، أي المرأة الجبارة، كما يُحِب أن يسميها جمهورها الوفي، أطلت شاكيرا قبل عدة أيام بأغنيتها الجديدة بالتعاون مع الدي جي الأرجنتيني Bizarrap، بصورة تناقض تماماً ما ظهرت عليه من ضيق وإنهاك في أغنيتها السابقة "روتيني"، لتقدم لشريكها السابق بيكيه انتقاماً عنيفاً على طبق بارد! قصفٌ كلامي لا يرحم يطاله هو وعائلته وحبيبته الجديدة، بل يمتد ليخدش رجولته ومبادئه. في إحدى المقاطع تغني شاكيراً: رأيتَ نفسك صغيرا على مقاسي فأردت الارتباط بفتاة من مستواك. وتكمل: غادرتَ وتركتني أضحية لأمك جارتي وللصحافة على الباب، رأيتَ نفسك عالقاً في ظلي، فاخترت الاكتفاء بشخص من مستواك. وفي المقطع الأخير، أو ما أسماه محبو بيكيه بـ"مقطع المعايرة"، وهو الأقسى، تغني النجمة الكولومبية: لقد استبدلت سيارة الـ Ferrari بالـ Twingo وساعة الـ Rolex بالـ Casio، تضيع كل وقتك بالتمارين في النادي الرياضي، لكن لا تنسى، عليك أن تمرن عقلك أيضاً. أغنية لا تترك شيئاً للصدفة أو مساحةً للاحتمالات، هي هدية مصممة على قياس بيكيه، يستقبلها مكرهاً، كما يرى جمهور المغنية!

 

شاكيراً لم تنتقم وحدها هذا الأسبوع!

بالنسبة للمغنية الشابة مايلي سايرس، لا يتمثل الثأر في أغانيها بالذم والهزء من الآخر، بل تعتمد سايروس نمطاً مغايراً لتخمد نار قلبها، كأن تظهر أكثر صلابةً وتروٍ مما كانت عليه عندما افترقت عن زوجها الممثل الأميركي ليام هيمسورث، بعد علاقة شرسة ومتلاطمة، مدّ وجزر استمر أكثر من 10 أعوام. نجمة البوب روك أصدرت الخميس الماضي أغنية بعنوان: "Flowers"، بالتزامن مع عيد ميلاد زوجها السابق هيمسورث، وهو ما لم يأت بمحض الصدفة وفقاً لمن يعرف مايلي حق المعرفة. الأغنية هي ترنيمة لحب الذات والصفح عنها، تقول كلماتها: يمكنني شراء الزهور لنفسي، أن أكتب اسمي على رمال الشاطىء، بإمكاني أن أتحدث مع نفسي وأرقص مع نفسي، يمكنني أن أُحبني أفضل مما تستطيع أنت.

 

موسوعة من أغاني الانتقام العربية

تمثل أغاني الانتقام العربية بداية صرخة ألمنا، فهي التي أنقذتنا من الانكسار والغرق ومخالب العشق الزائف، لكن يبقى السؤال: هل كتبت هذه الأغاني بمحض الصدفة؟، هل أحب المغني كلماتها فقرر أن يغنيها فحسب أم أنها لامست وهن روحه؟ بخلاف ما نراه من شفافية في أخذ القصاص من الجناة عبر الموسيقى الأجنبية، نادراً ما يُصرح الفنان العربي عن القصة الكامنة وراء اختياره أغانٍ بكلمات "ثأرية"، في مجتمع يعتبر أن التعرض للخداع والخيانة رديفا للضعف ونقص في الرجولة /الأنوثة على حد سواء، فيفضل الفنان العربي أن يبقي نفسه خارج إطار أغنيته، باستثناء صوته، ليترك لنا مساحة التأويل، فنُفصِّلها على مقاس مشاعرنا وحجم أوجاعنا، لنصبح نحن أبطالها ومالكيها لا أحد سوانا.

 

الانتقام.. ثيمة الأغاني العربية أيضاً!