النجار يفصل القول في خلافة الإنسان بين الوحي والعقل

   عمان-الغد- يناقش المؤلف التونسي د. عبدالمجيد النجار في كتاب "خلافة الإنسان بين الوحي والعقل" الواقع في 141 صفحة قضية العقل والوحي التي شغلت الفكر الإسلامي قديماً وحديثاً، ولا غرابة فإن الدين الإسلامي نفسه بقدر ما جاء يؤسس الحياة على دعائم الوحي، فإنه جاء يعلي من شأن العقل، ويرفع من مقامه، ويجعل منه ظهيراً للوحي في قيادة الحياة.

اضافة اعلان

ومن ثمة نشأ النظر الموازن بينهما، المحدد لدور كل منهما في التعريف بالحق وفي إلزام الإنسان به، وكلما تعرضت الثقافة الإسلامية لتحد ثقافي فكري خارجي قائم على دعائم العقل نشط البحث في هذه القضية، وشهدت دفعاً جديداً واهتماماً بالغاً.

ومحور القضية في القديم والحديث هو المناظرة بين طرفي الثنائية أي الوحي والعقل فيما يختص به كل منهما من مجال في إدراك الحق، وفي قيادة حياة الإنسان وفيما إذا كان بينهما التداخل والتظاهر.

   ورغم إثارة هذه القضية قديما إلا انه في العصر الحديث اختلف المرء عما كان عليه في الماضي من اختلاف وتناقض، حيث وصل المد الثقافي العقلي الغربي إلى المسلمين وهم في ضعف حضاري شامل ما ساعد على نشوء بوادر مخيفة حقاً للإخلال بميزان الثنائية في صالح العقل على حساب الوحي.

ومما ينذر بالخطر في طرح هذه القضية اليوم أنها لا تطرح عن وعي بأبعادها العقدية والمعرفية فيتخذ لها من أسباب النظر ويلتمس لها من معدات الطرح ما ينزلها في منزلتها الحقيقية التي تمنع الزيغ، وما يضعها في سياق التأصيل المنهجي والفلسفي والمعرفي موضعاً يؤدي إلى إصابة الحق فيها بما لا يتناقض مع حقيقة الدين أساساً، ولكنها على العكس من ذلك تطرح بشيء من البساطة والخفة وهو ما يؤدي فيها أحياناً كثيرة إلى أفكار غريبة يظهر فيها بوضوح التعجل والفجاجة.

   وانطلاقاً من إحساس الباحث بجلالة هذا الأمر وأهميته في ذاته، واستشعاراً منه بفداحة الضرر الذي يلحقه بالأمة في حالة الزيغ وحرصاً على تنبيه الشباب الإسلامي خاصة من مزالق السطحية والحفة، ارتأى وجوب إعداد هذا الكتاب محاولاً معالجة هذه القضية المنهجية مبيناً أثرها في مهمة الإنسان الكبرى وهي الخلافة وانعكاسها على الفعل الإنساني.