تفاصيل تدفع أندية المحترفين للتهافت على المحترف الأفريقي

خالد الخطاطبة عمان- لفتت ظاهرة تهافت وإقبال أندية كرة القدم المحلية، على التعاقد مع محترفين أفارقة، انتباه متابعي البطولات المحلية، خاصة وأن المواسم الماضية شهدت تواجد أعداد كبيرة من المحترفين من مختلف الدول الأفريقية في أندية المحترفين والدرجة الأولى. وبات اللاعب الأفريقي حاليا الوجهة المفضلة لأندية المحترفين، التي كثفت في الأيام الأخيرة مفاوضاتها مع عدد من المحترفين الأفارقة، استعدادا للموسم الكروي الجديد 2022 الذي ينطلق الشهر المقبل، باقامة بطولة درع الاتحاد. وتكشف أندية في مختلف الدرجات، أن سر الإقبال على التعاقد مع المحترف الأفريقي يعود لأسباب مختلفة، أبرزها تواضع قيمة متطلباته المالية، مقارنة بالمحترف القادم من دولة عربية أو أوروبية، وهو ما يتناسب مع إمكانات الأندية المالية التي تعاني فقرا مدقعا انعكس على أنشطتها وفعالياتها الرياضية. ويرى مسؤولون في الأندية، أن أسباب التوجه للمدرسة الأفريقية في استقطاب المحترفين الأجانب، تعود لرغبة الأندية في الاعتماد على القوة البدنية خلال المباريات، وهي صفة يتمتع بها اللاعب الأفريقي، فيما ذهب البعض الآخر للكشف عن نقطة لا يعلمها إلا القليل، تتمثل في أن مفاوضة لاعبين أفارقة والتعاقد معهم، يأتي تحت باب “السمسرة ” عند البعض الذين يرون في السوق الأفريقي فرصة للحصول على مبالغ مالية “من تحت الطاولة “. ويقول رئيس نادي الصريح عمر العجلوني، الذي يتجه في كل موسم للتعاقد مع لاعبين أفارقة من السنغال وجنوب افريقيا ونيجيريا وساحل العاج، أن تفضيله المحترف الأفريقي يأتي تحت بند التكلفة المالية الأقل.

العجلوني رئيس ناد “مشاكس” يتجاهل “البرستيج” ويلفت الأنظار بعفويته – فيديو

وأضاف، في تصريح لـ “الغد “: “قيمة المبلغ المرصود للتعاقد مع محترف أفريقي، تقل كثيرا عن التعاقد مع لاعبين من جنسيات أخرى، وهذا ما لمسناه عن تجربة “، لافتا إلى أن اللاعب الأفريقي من الممكن أيضا أن تتعاقد معه لمواسم عدة، وبالتالي إمكانية تسويقه في حال ظهر بمستوى متميز. واعترف العجلوني أن عددا من تعاقدات الأندية المحلية مع اللاعبين الأفارقة، لا تحقق الغرض المطلوب، في ظل تواضع مستويات العديد من هؤلاء المحترفين الذين احترفوا في أندية محلية سرعان ما غادروها لتدني مستوياتهم وضعف مردودهم الفني. وكشف رئيس نادي الصريح عن نقطة مهمة، تتمثل في أن ذهاب أندية محلية نحو السوق الأفريقي خلال فترة التعاقدات، يأتي لسهولة “السمسرة ” على اللاعب، وبالتالي الحصول على مبلغ مالي “من تحت الطاولة “، وهي ظاهرة موجودة للأسف عند البعض. المدير الإداري الحالي لفريق النادي الفيصلي ماهر طعمة، أكد أن اللاعب الأفريقي المتميز لا يأتي إلى الأردن، لأن طلباته المالية تفوق إمكانات أنديتنا. وأضاف: “اللاعبون الأفارقة الذين يأتون للاحتراف في الأندية الأردنية، لا يتمتعون بمستويات فنية لافتة في الغالب، ومطالبهم المالية تتلاءم مع إمكانات الأندية، ما دفع الفرق الأردنية للتهافت على اللاعب الأفريقي الذي في الغالب لا يقدم مردودا ماديا مقبولا “. وقال: “اللاعب الأفريقي الذي يحضر للاحتراف في الأردن مثل “البطيخة “، لا يمكنك الحكم على تأثيره إلا خلال المباريات والموسم، فعدد من المحترفين يقدمون مستوى جيدا، فيما البعض الآخر لا يمت للاحتراف بصلة، ويظهر كالحمل الوديع في المباريات، بل إن اللاعب المحلي يفوقه مستوى بشكل واضح “. المدير الفني لفريق معان لكرة القدم ديان صالح، أشار إلى أن تواضع قيمة المتطلبات المالية للمحترف الأفريقي، جعله مطلبا للأندية المحلية التي تعيش أزمات مالية كبيرة تؤثر على تعاقداتها وتحركاتها. وأضاف: “عدد كبير من المحترفين الأفارقة الذين يلعبون في الأندية المحلية، لا يقدمون الإضافة المطلوبة، بل إن الأندية تذهب للتعاقد مع محترفين أفارقة للقول فقط إنها تعاقدت مع محترفين أجانب، وهو أمر شكلي بعيدا عن الفوائد الفنية “. وأكد صالح أن الحديث عن الاحتراف، يتطلب موارد مالية كبيرة لدى الأندية، وهو ما لم يتحقق في الكرة الأردنية، ما يعني أننا ما نزال بعيدين عن الاحتراف بمعناه الحقيقي. المدرب أسامة قاسم، أكد أن التوجه لاستقطاب لاعبين محترفين من افريقيا، بات سمة ظاهرة في الكرة الأردنية، وهو ما شاهدناه في المواسم الماضية، وما نلمسه حاليا، استعدادا للموسم الكروي الجديد 2022. وأشار قاسم إلى أن الطلبات المالية المتواضعة للمحترف الافريقي، جعلت الأندية المحلية تسعى لاستقطابه، رافضا في الوقت نفسه فكرة التعاقد مع محترف أقل مستوى من اللاعب المحلي. وكيل أعمال اللاعبين سامر الحوراني، أشار إلى أن اللاعب الافريقي الذي يتقاضى في بلاده راتبا شهريا يصل إلى 200 دولار، يجد نفسه منتصرا عندما يحترف في فريق أردني يمنحه 2000 دولار شهريا. وقال: “الأندية الأردنية ليس لديها خيار سوى اللاعب الأفريقي، لتواضع متطلباته المالية التي تتناسب مع الأندية “. وأضاف: “على الأندية الأردنية أن تستثمر في اللاعب الأفريقي، من خلال استقطاب لاعبين شباب والتعاقد معهم لمدة 3 سنوات، ثم تقوم بتسويقهم للاستفادة ماديا، وهو ما حصل، على سبيل المثال، مع الفيصلي الذي استثمر في المحترف ديالو، كما كان بإمكان الوحدات الاستثمار في المحترف السنغالي الحاج مالك “.اضافة اعلان