الشلبي.. هداف الجليل في الزمن الجميل والمدرب الحالم بالكثير بـ"المحترفين"

أحمد الشلبي المدير الفني لفريق الجليل لكرة القدم - (من المصدر)
أحمد الشلبي المدير الفني لفريق الجليل لكرة القدم - (من المصدر)

 يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. زاوية "من الصفر" تقف في جديد محطاتها، عند
أحمد الشلبي نجم "شمالي" لمع هدافا بارعا في أرض الجليل، وشاركه رحلة البحث عن الذات في مختلف الدرجات، ويتولى الآن قيادة مركبه الفني رغم  الأمواج العاتية، إلى بر الآمان في دوري المحترفين لكرة القدم، ونسرد العديد من محطاته عبر ذكريات كروية في الملاعب المحلية، حين دافع عن قميص الجليل لاعبا خلال الفترة 94-2011، وتسلح بالشهادات والتجارب التدريبية وتواجد في العديد من الأجهزة الفنية للفريق "الأم"، حتى استلم مهمة المدير الفني في مسابقات المحترفين قبل أيام.

اضافة اعلان


المدارس والعربي

تحدث هداف الجليل بالزمن الجميل والمدير الفني للفريق حاليا أحمد الشلبي عن حكايته مع كرة القدم، موضحا : "أدرك والدي رحمه الله بموهبتي وتعلقي بالكرة منذ الصغر، وهو الذي كان يتابعني في أدق التفاصيل، من الحارات ومدارس الوكالة، وكان الراحل يرافقني إلى دوريات المدارس، وشده كلمات الاطراء والثناء لتقديمي إلى النادي العربي، وفيه صقلت موهبتي على يد المدربين مصطفى اللوباني وصلاح السكران".


وتابع: تدرجت من فئة إلى فئة حتى وصلت إلى فريق تحت 19 سنة، وتم ترفيعي برفقة عدد من اللاعبين، اذكر منهم كل من ساهر الحجاوي، رأفت الفاهوم وعبدالله الأنجادي إلى صفوف الفريق الأول، تحت قيادة العراقي الراحل علي كاظم، وشاركناه التدريبات والتحضيرات والمباريات الودية، وتحديدا بالعام 93-94 وانا مازلت ابن 18 ربيعا".


 في الجليل لمعت

ويشير الشلبي إلى أنه وجد نفسه في صفوف الجليل وهو خارج البلاد، مبينا : "بعد انتهاء موسمي الأول مع العربي، اضطررت للسفر لزيارة أقاربي في فلسطين، لكن في هذا الوقت كانت المفاوضات تجري بين الجليل ووالدي للعب في صفوفه، حيث كان الفريق يتأهل لأول مرة إلى مصاف أندية الكبار-الممتاز سابقا-، وتحررت من صفوف العربي وفق الطريقة التقليدية حين كان اللاعب لا يتحرر إلا بموافقة النادي بكتاب رسمي إلى اتحاد الكرة".


وأضاف : "والتحقت بفريق الجليل خلال مرحلة الإياب، وشاركته رحلة البحث عن البقاء بين الكبار، وإن قدمنا عروضا مميزة خاصة أمام الأندية الكبار، إلا أن الفريق عاد ادراجه إلى مصاف أندية "المظاليم"، واذكر أن أول مباراة رسمية لي في الجليل، خضناها أمام الرمثا، وشاركت بديلا في المباراة التي سجلت فيها هدف الفريق الوحيد، في المباراة التي خسرناها بنتيجة 1-4".


وتابع : " لعبت للجليل أغلب الفترات الممتدة من 1995-2011، وهو الموسم الأخير الذي اعتزلت فيه الكرة، وشاركته رحلة الهبوط والعودة من الدرجة الثانية إلى الأولى ثم المحترفين، وخضت موسما مع شباب الأردن الذي اعرت له موسم 2004، بعد عروضي المميزة مع الجليل وتسجيل أغلب أهدافه، حيث حزت على ثقة مدرب الفريق عيسى الترك، برفقة مهند المحارمة، ولعبت إلى جانب أسماء كبيرة، لاسيما جمال الوحيدي، عصام أبو طوق، ساهر حجاوي، فادي لافي، محمود عبدالله، وغيرهم لكنني عدت بعدها إلى بيتي الجليل".


وزاد: "وشاركت مع فريق الجليل جميع المنافسات في مختلف الدرجات سواء بالثانية أو الأولى أو المحترفين، وسجلت خلال رحلتي مع الجليل 82 هدفا، في مبارياته بمختلف الدرجات، وحصلت على لقب هداف دوري الدرجة الأولى مرتين، وسجلت 10 أهداف في كل موسم، ما جعلني حديث المتابعين، وتلقيت على إثره الكثير من العروض المحلية، إلا انني فضلت وقتها شباب الأردن".


وأردف قائلا : "ولعل اللافت في رحلتي مع الجليل، أنني سجلت في جميع الملاعب المحلية، من شمالها إلى جنوبها، وإلى غربها وشرقها، سواء ملاعب العشب الطبيعي أوالترتان وحتى الترابية، ولعل من أجمل مبارياتي في الجليل خلال مواسمي الطويلة، كانت أمام البقعة، في المباراة التي سجلت فيها "هاتريك"، وصنعت هدفا في المباراة التي انتهت لصالحنا 4-1، وأمام سحاب على ملعب القويسمة، وفزنا وقتها بنتيجة 2-1، سجلت فيها هدفي الفريق".


وحول عدم وصوله إلى صفوف المنتخبات الوطنية، رغم تألقه وموهبته التهديفية، أجاب الشلبي :" أجد أن النظام السابق في قيد وتحرير اللاعبين، وقف معضلة أمام أبرز مواهب مدينة إربد، حيث كان اللاعب لا يخرج من النادي لا بموافقة الأخير، قبل تطبيق الاحتراف الذي وصلت فيه إلى آخر مشواري الكروي، لكنني وبشهادة أحد الصحفيين المعروفين، أن الخبير العربي ومدرب النشامى الأسبق الراحل محمود الجوهري، كان كثير السؤال عني خاصة بعد تتويجي بلقب هداف دوري الدرجة الاولى، إلا أنني لم أحظ بشرف الاستدعاء الرسمي وكنت تواقا أن أن اقدم واجبي في صفوف منتخب الوطن".


 التدريب شغف

ويروي الشلبي قصته مع التدريب، والتي جاءت في أولوياته واهتماماته بعد اعتزال الكرة، قائلا : "ترجلت عن صهوة العطاء للجليل في موسم 2011، وكنت وقتها قائدا للفريق، ودار حديث مع المسؤولين في النادي وقتها، عن مستقبلي بعد اعتزال الكرة، وأنني أطمح دخول التدريب، وكانت الوعود لي بأنه بعد خوض الدورات والحصول على الشهادات التدريبية، سيتم تعييني في الجهاز الفني للفريق الأول".


وأضاف: "وتباعا حصلت على الدورات الآسيوية المتخصصة في تدريب كرة القدم (A،B،C)، وبعدها تسلمت القيادة الفنية للفئات العمرية بالنادي، وخضت تجارب مع أندية الدرجات الأدنى، حيث قدت فريق حوارة للصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية، وكدت أن أكررها مع سحم والنعيمة، إلا أن الحظ عاندنا في الأدوار النهائية، وبعدها تواجدت للجهاز الفني للفريق الأول، إلى جانب المدير الفني محمد العبابنة موسم 2014 في منافسات المحترفين، وكانت لي تجربة في قيادة فريق الجليل في دوري المظاليم، الا أن المدة لم تطل رغم استلامي زمام الأمور وقيادة تحضيرات الفريق وتحقيق نتائج ايجابية مقرونة بالأداء الجيد، وكذلك خلال 5 أسابيع من عمر الدوري، إلا أن خسارة وحيدة أمام الطرة ابعدتني عن مهمتي الفنية ولا أعرف الأسباب لليوم".


وأكمل : "كانت النية لدى إدارة النادي التعاقد مع المدرب الوطني أسامة قاسم في بداية الموسم الحالي، على أن أكون ضمن الجهاز الفني، إلا أن الاتفاق لم يتم بسبب ظروف النادي المالية، وتم التعاقد مع جهاز فني بقيادة المدير الفني محمد العبابنة، وتوليت مهمة المدرب العام، ومساعد المدرب أحمد مرعي، ومدرب حراس المرمى زياد النمراوي، ويحسب للمدير الفني العبابنة اجتهاده، وتحمله ظروف النادي المالية الصعبة، وتحفيز اللاعبين وحثهم على الصبر، لكن الأمور لم تجر على ما يرام، مع ازدياد حجم المعاناة المالية، ليفسخ عقده وعدد من اللاعبين بالتراضي، واستلمت المهمة باعتباري ابن النادي في ظروف صعبة ومعقدة".


وعن قدرته وفريقه المعاون في المضي بالجليل نحو بر الأمان والهروب من شبح الهبوط، قال الشلبي: " بالتأكيد التوفيق من الله، وقدت الفريق مديرا فنيا في مباراته أمام مغير السرحان في الجولة 17، وقدمنا أداء مرضيا إلى حد كبير ولكن خسرنا بنتيجة 0-1،  ولدينا 5 مباريات تعني لنا الكثير، لعل اصعبها أمام الفيصلي ثم الحسين إربد، لكن الغريق لا يخشى البلل، والمباريات الثلاث الأخيرة نعتبرها أسهل نوعا ما، لكن هناك أكثر من 5 فرق في دائرة الخطر، واستخدمنا نتائجهم المباشرة، إلا اننا نتطلع إلى الخروج بما نريد، بما يضمن لنا البقاء، لاشك أن السباق مشتعل، لكن سنقاتل من أجل الثبات بين المحترفين والانتهاء من عقدة الهبوط والصعود لأول مرة في تاريخ الجليل".


دردشات

-آن الآوان لفرق المحترفين أن تنتصر لأنفسها، وتكون مصدر قوة لخدمة أنديتها خاصة في تحصيل حقوقها المالية، واجد أن اتحاد الكرة يجب أن يشاركها في النقاش ويستمع لأراءها ومقترحاتها، لعلها تجد في احد الطروحات ما يساعدها في ظل المشكلة المالية المتأصلة لدى أندية المحترفين.


- نفخر بما حققه "النشامى" بحصوله على فضية نهائيات آسيا بالدوحة 2022، كأول إنجاز للكرة الأردنية، لكن الإنجاز يجب البناء عليه، سواء بالتخطيط للمستقبل، وتطوير البنية التحتية ويعم خيره على الأندية باعتبارها شريكة الإنجاز، والأهم الاستثمار بالجيل الذهبي للكرة الأردنية وتتويجه بالتأهل إلى مونديال كأس العالم 2026، خاصة وأن الفرصة سانحة مع رفع عدد المنتخبات ومقاعد آسيا.


- أرفع القبعة احتراما للمدرب الوطني عثمان الحسنات، الذي يعتبر واحدا من أبرز المدربين المحليين في الوقت الحالي، وتميزه في تحليل نهائيات آسيا للرجال وكذلك النهائيات الآسيوية الاولمبية، وبصراحة اعتبره مرجعا تدريبا لي واستفيد منه الكثير.


- برزت العديد من الأسماء على صعيد الكبار والوجوه الواعدة في فريق الجليل، ولكن أجد أن موهبة النمارنة لديه الكثير واعتقد سيكون أحد نجوم الكرة الأردنية في الوقت القريب.


-الحسين إربد يقطف ثمار العمل بروح الفريق إداريا وفنيا ولاعبين، واحترافية مجلس الإدارة وتوفير عنصر الاستقرار المالي، الذي قدمه إلى صدارة الترتيب العام للدوري بأرقام المنافسة، وأجد ان الدوري ما يزال بالملعب والفيصلي ظهر بشكل ثان في الإياب ومنافس عريق وعنيد، إلا أن الوحدات قدم اسوأ مواسمه لأسباب عدم الاستقرار الفني وسوء الاستقطابات في مراكز مؤثرة.

 

اقرأ أيضاً:

الشلبي: مهمة الجليل صعبة مع تغيير في الفريق 3 مرات