طرق للتعامل مع "العلاقات المضرة" في الحياة

إسراء الردايدة

عمان- يعاني الجميع من وجود علاقات ليست لها أي جدوى ومليئة بالسم ومضرة بأشكال مختلفة، وتنغص الحياة، وتجعل من أيامنا صعبة ومريرة.اضافة اعلان
ومن هذه العلاقات الرئيس في العمل، إذ يكون ذا كلام معسول في لحظة، وفي أخرى ينقلب إلى شخص عصبي شكاك مثير للمشاكل وكثير النقد، أو صديق وحتى قريب، يطلب منك تغيير خططك لتتوافق مع خططه، وحتى زوج أو زوجة، لا يمدنا بالدعم، ويحط من معنوياتنا. وهنا يسهل تحديد هذه العلاقات السامة، ولكن ليس من السهل التخلص منها، والأمر المهم هو ضرورة فعل شيء إزاءها، لأنها تقود للاكتئاب والقلق والتعب.
تعريف العلاقات السامة
وبحسب موقع everydayhealth، فإنه لا يوجد تعريف للعلاقات السامة سريريا، رغم وجود فكرة حول معنى الصداقة "السامة"، ومصطلح العلاقات السامة، يستخدم في الحياة اليومية، بحسب عالم النفس السريري د.كلينتون جورج مالكوم ومؤلف كتاب "Toxic Relationships and How toChange Them: Health and Holiness and Everyday Life"، أو "العلاقات السامة وكيف تغيرها: الصحة والراحة والحياة اليومية".
ويعتبر أن السمية في العلاقات، تكون في وجود علاقة مع شخص يرمي المفاجآت في وجهك، وعادة ما تكون غير سارة، ويدخلك في منحنيات في خططك، ويجعلك في حالة من عدم التوازن، ويثير قلقك من دون سبب واضح، ويتركك تشعر بسوء إزاء نفسك. وهذا النوع من العلاقات، بحسب مالكوم، يؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والقلق.
تغيير العلاقات السامة
وبمجرد الإقرار بوجود علاقة سامة في حياتك، يبقى السؤال هو ما الذي يجب فعله نحوها؟
الكثير من الناس يظنون أنه يمكنهم أن يغيروا شخصا ما، ولكن في حقيقة الأمر، هذا ليس بالأمر الممكن أو السهل، كما يقول مالكوم، مبينا أنه إذا كانت السمية متأصلة في الشخص الآخر، فليس من السهل تغييره، ومن الصعب إحداث تغيير في شخص يملك السلطة على من يريد إحداث التغيير، حيث من المحتمل أن يصبح الشخص السام لئيما وقاسيا ويتصرف بحقد.
ويضيف مالكوم أن العلاقات السامة، قد تكون ظرفية، حيث إن العلاقات السامة بين الأصدقاء، وحتى زملاء العمل والعلاقات الأسرية تختلف بطابعها، فعلى سبيل المثال، حين يكون من يعتني بك محبا، وفجأة يتغير ليصبح قاسيا ولئيما، فالحل لعلاجه هو الحب اللامتناهي، ولكن لا يصلح هذا الحل مع شخص مختلف، ولن ينفع.
وعليه، يضع مالكوم في كتابه طرقا للتعامل مع العلاقات السامة في الحياة اليومية؛ منها:
- صارح الطرف الآخر بشعورك، وهنا ينصح مالكوم بالبدء بلطف والتقرب من ذلك الطرف السام ومصارحته، حول الطريقة التي يعاملك بها، فهي طريقة مناسبة لتغيير العلاقة السامة نحو الأفضل.
وفي حال لم ينجح هذا النهج، يجب أن تكون أكثر قسوة، بحسب مالكوم، فأحيانا حين يسيء لك الناس، يجب أن تكون حاسما معهم، مضيفا أنه إذا كان الشخص المعني يهددك خلال التبادل والتعامل، فاعتبره اعتداء، وابحث عن طرق لطلب المساعدة، واتخاذ إجراء يهزه ويفاجئه.
- عين الحدود وارسمها، حتى مع الأشخاص الذين يملكون سلطة فوق رأسك كمديرك ومرؤوسيك، وهذا يعني أنك يجب أن تكون واضحا وحازما حول الطريقة التي تريد أن تعامل بها، وتحدد أي طرق تريد أن يتصرف بها الآخرون معك باحترام وثقة، وفق مالكوم.
فعلى سبيل المثال، إذا كان مديرك عادة ما يبدأ بالصراخ على الأمور التي يجب القيام بها في آخر لحظة، ينصح مالكوم بالرد عليه بـ"لا أمانع أن تطلب مني القيام بفعل ما تريد، ولكن أريد أن تفعل ذلك باحترام من دون صراخ غير مبرر".
- التحكم في ردود الفعل، فحتى العلاقات السامة، تصبح ديناميكية بين شخصين، إذا تم التفكير بين الطرفين بطريقة الرد، التي قد تكون السبب في استمرار السمية أم لا، فمثلا إذا كنت تقوم بما يطلب منك من قبل مرؤوسك بالعمل مثلا، فأنت تسمح له بطريقتك هذه، أن يزيد من سميته وتعزز قوته.
- إنهاء العلاقة السامة، وهي الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الموقف، وتكون أحيانا مغرية للقيام بها في كل الأوقات، بحسب مالكوم، ولكنها يجب أن تكون الخطوة الأخيرة، إن لم تنجح الخطوات السابقة، خصوصا إذا كان الطرف السام، يحتل موقعا مهما في حياتك؛ كصاحب العمل أو الرفيق، أو حتى فرد من الأسرة. فمن المهم أن يعرف كل فرد حدوده، أما فيما يتعلق بأجواء العمل، فيكون التصرف والحل بمغادرة العمل، وإن كان صديقا يكون الحل بالتوقف عن رؤيته ومحادثته، وإن كان فردا من الأسرة يكون الحل بمقاطعته حتى يتغير.
البت في طريقة التعامل مع العلاقات المؤلمة السامة في الحياة اليومية ليس بالأمر السهل، بحسب ما يقر به مالكوم، ولكنه يعتمد على القدرة على اتخاذ القرارات، وفي تحديد الطرف السام، وكم تعتمد على إبقاء العلاقة على هذا النحو، وكم تستطيع إصلاح الوضع أو تستهين به.
فالصراحة مع الطرف الآخر الذي يبث السلبية ويسيء للعلاقة بسميته أمر مهم، ولا يجب الخوف من اتخاذ موقف، ووضع حد للمعاناة، على اعتبار أن الطرف الخاسر هو أنت وليس هو، وإن لم يستجب يمكن البحث عن مساعدة.