مادبا: نشاط سياحي بلا فائدة اقتصادية للسكان

سياح يسيرون في الشارع السياحي بمدينة مادبا-(ارشيفية)
سياح يسيرون في الشارع السياحي بمدينة مادبا-(ارشيفية)
احمد الشوابكة مادبا- رغم ان محافظة مادبا تزخر بالمواقع السياحية الدينية التي يؤمها مئات الالاف من السياح والزوار سنويا، الا ان هذه المواقع لم تنعكس اقتصاديا على أبناء المحافظة، وهو ما يعزوه مهتمون وعاملون بالقطاع السياحي بالمحافظة الى صغر مدة إطالة اقامة السائح في المدينة، والتي غالبا لا تتجاوز الساعة فقط. ووفق إحصائيات مديرية سياحة مادبا فقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المواقع السياحية والاثرية الدينية في محافظة مادبا منذ بداية العام الحالي 316 ألف و165. وأوضح مهتمون بالشأن السياحي، أن المنتج السياحي الديني في المحافظة، يعتبر من أهم المواقع التي تسهم بارتفاع بأعداد السياح الوافدين إليها، وخصوصا بعد اعتماد الفاتيكان موقعين منهما، هما جبل نيبو الذي يوجد فيه مقام النبي موسى عليه السلام، وقلعة مكاور التي يوجد فيها مقام النبي يحيى عليه السلام، إضافة لوجود كنائس من أبرزها كنيسة الخارطة الفسيفساء "سان جاورجس" في وسط المدينة، وكنيسة مزار يوحنا المعمداني في دير اللاتين، وكنيسة الرسل. وبحسب مستثمرين في القطاع السياحي، فإن مادبا ليس مقرا للسياح الوافدين من مختلف ارجاء العالم، رغم أن هناك تطور ملحوظ في اعدادهم هذا العام، على خلاف السنوات السابقة، التي شهدت انتكاسات للحالة السياحية وافدة، ولأسباب منها وضع بلدان الجوار التي كانت تشهد عدم استقرار أمني. ودعوا وزارة السياحة والآثار إلى التدخل السريع لوقف تحكم المكاتب السياحية والأدلاء في البرامج السياحية، وزيادة مدة إطالة السياح لتتجاوز ثلاث ساعات، بدلا من الزيارة السريعة التي لا تتجاوز نصف ساعة. وأكد المخرج حسين دعيبس أن مادبا، تعتبر متحفا متنقلا وبالتالي هذا يسهم بشكل كبير إلى وضعها على سلم الاولويات، لما تدره من أموال لخزينة الدولة. واضاف أن المنتج السياحي يدر على خزينة الدولة ما نسبته 14 % من ايراداتها، وهذا مؤشر إلى الاهتمام الذي يتوجب على الجهات الرسمية والاهلية بإعطاء خصوصية، لما لها من إرث تاريخي حضاري وانساني، والشاهد على ذلك المواقع الاثرية المنتشرة في أرجائها. ويقول مدير بازار القصر الأموي لبيع التحف الشرقية أحمد نصار، هناك معاناة في عملية التعامل مع السائح الذي لا تتجاوز فترة اقامته بالمحافظة اكثر من ساعة، وتقديم الخدمة المثلى له بطريقة حضارية ومستحبة، وذلك لعدم وجود كوادر مؤهلة من قبل وزارة السياحة ترافق السياح طيلة فترة اقامتهم وزيارتهم للمواقع السياحية والاثرية، بالإضافة إلى عدم ربط المواقع السياحية داخل المدينة التي تمكن السائح من التنقل بيسر وسهولة، مشيرا إلى عدم وجود مواقف في متحف اثار مادبا الذي لا يرقى لطموح المواطنين، وغياب حافلات تصل للمتحف وكنيسة الرسل. وقال المهتم بالشأن السياحي عامر حمارنة، إن السياحة الشعبية مغيبة بشكل كامل حيث لايوجد تماس مباشر بين سكان المدينة والزوار، مرجعا ذلك الى فترة اقامة السائح القصيرة والتي لا تتجاوز الساعة، رغم ان من أهم أهداف السائح التعرف على أهالي المدينة التي يزورها. واضاف حمارنة، تعتبر كنيسة سان جاورجس "الخارطة" التي تم بناؤها ما بين العام 525 إلى 560 ميلادي في عهد الامبرطور البيزنطي، نقطة مهمة لاستقطاب السياح الذين يؤمها يوميا، حيث تم اكتشاف أرضية خارطة الفسيفساء العام 1884 في القرن التاسع عشر بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط، كون كنيسة الخارطة أقدم خارطة جغرافية للديار المقدسة فيها 183 تسمية لمدن ومواقع. واكد المواطن مهند القعايدة، ضرورة العمل على إطالة إقامة السائح في مادبا من أجل أن تعود الفائدة على الجميع، والمساهمة في رفع عجلة الاقتصاد الوطني، الذي من شأنه فتح مشاريع استثمارية، وتسهم في تشغيل الأيدي العاملة وتخفف من وطأة البطالة بين الشباب. ويؤكد مدير بازار القصر الاموي للتحف والمقتنيات القديمة أحمد نصار، أن المحافظة تقدم مجموعة من المواقع السياحية والأثرية التي تعطي شمولية، بأهمية البعد الحضاري لمأدبا، ووجود مواقع تعود لفترات عصور ما قبل التاريخ عن الإنسان كيف عاش وتعايش مع الطبيعة واستغل مصادرها الأولية ليشكل بداية الحضارة في هذه المدينة، ومنها موقع "المريغات" في بلدة ماعين، والذي يمثل حضارة "الدولمنز" وتمثل الأنصاب الحجرية في بداية فكر الإنسان عن العبادات وفن العمارة. وأضاف نصار، أن مادبا شكلت حاضرة على المستوى الإنساني وشجعت على استيطان الإنسان في المنطقة وساهمت في البعد الحضاري العالمي، مشيرا إلى ان أهم المواقع السياحية داخل مدينة مادبا هي كنيسة الخارطة التي يعود تاريخها الى نهاية القرن السادس الميلادي وتم اكتشافها العام 1896م، والتي تمثل وثيقة جغرافية هامة على المستوى التاريخي والجغرافي، حيث تعتبر اقدم وثيقة جغرافية فسيفسائية مثلت مناطق الاردن وفلسطين وشمال دلتا النيل، ولها أهمية في البعد الديني حيث أن مادبا تضم موقعين من مواقع الحج المسيحي. وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، إن المواقع الاثرية لها أهمية دينية بالنسبة للديانات السماوية في المساهمة باستقطاب السياح إلى مادبا، حيث بلغ عدد السياح 316 ألفا و165 منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر تموز(يوليو) الماضي، وهذا يؤكد ان هناك ارتفاعا يفوق النصف في كل عام. واضاف انه" ولعل العامل الأمني والاستقرار الذي يشهده الوطن، هو سر مجيء السائح لزيارة الاردن، إضافة إلى البرامج والنشاطات الترويجية التي تعدها الوزارة سنويا، كل هذه عوامل للترويج والتسويق للمنتج السياحي الوافر".اضافة اعلان