نوبات الهلع: تعريفها وعلاجها

تهاجم نوبات الهلع الشخص من دون مقدمات أو سابق إنذار -(mct)
تهاجم نوبات الهلع الشخص من دون مقدمات أو سابق إنذار -(mct)

عمان- تعرف نوبات الهلع "panic attacks" بأنها نوبات فجائية من الخوف الشديد غير المبرر تهاجم الشخص من دون مقدمات أو سابق إنذار، كما أن زياراتها غير المرغوبة قد تكون في أي وقت كان، سواء أكان الشخص مسترخيا في منزله أو غارقا في عمله أو حتى مستغرقا بالنوم.اضافة اعلان
وبسبب ما تؤدي إليه هذه النوبات من أعراض جسدية، فإن مصابيها قد يعتقدون خلالها بأنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم أو يصابون بنوبة قلبية، أو حتى بأنهم مشرفون على الموت، إلا أن هذه مشاعر وهمية ناتجة عن شدة الرعب الذي تتسم به نوبات الهلع.
ويذكر أن هذه النوبات قد تصيب الشخص لمرات قليلة قد تصل إلى مرة واحدة فقط في حياته، أما في حالة تكرارها لـ4 مرات فأكثر وقضاء الشخص لمدة شهر واحد أو أكثر في حالة من الخوف والترقب لحدوث نوبة جديدة، فهو عندها يكون مصابا باضراب الهلع "panic disorder"، وهو أحد أشكال اضطرابات القلق. ويؤدي هذا الاضطراب بالمصاب إلى أن يتجنب العديد من المواقف خوفا من حدوث نوبة من الهلع لدرجة أن بعض المصابين يتجنبون الخروج من منازلهم، وذلك لعدم شعورهم بالأمان في أي مكان، وهذا بناء على ما أوضحه موقعا www.nlm.nih.gov وwww.mayoclinic.com، اللذان أشارا إلى أنه على المصاب استشارة الطبيب حال حدوث أي من أعراضها نوبات الهلع، ذلك بأنها قد تزداد سوءا إن أهمل في علاجها. فضلا عن ذلك، فكون هذه النوبات تتشابه في أعراضها مع حالات أخرى؛ كالنوبات القلبية، فيجب فحص المصاب من قبل طبيب للتأكد من السبب الحقيقي وراء ما لديه من أعراض وعلاجها على الفور، خصوصا وإن كان سببها حالة تتطلب العلاج الفوري.
وتتضمن أعراض نوبات الهلع التسارع في ضربات القلب وضيق التنفس وألم الصدر والتعرق والصداع والغثيان والدوار، وعادة ما تصل الأعرض إلى قمتها بعد 10 دقائق من بدء النوبة، والتي عادة ما تستمر لمدة نصف ساعة، ويذكر أن المصاب قد يشعر بالإرهاق والإنهاك بعد انتهائها.
وتؤثر مضاعفات نوبات الهلع على كل جزئية تقريبا في حياة المصاب إن لم يتم علاجها، وتتضمن هذه المضاعفات نشوء الرهاب من أشياء معينة أو مواقف معينة ارتبطت بنوبات الهلع في ذهن المصاب، فضلا عن تجنب العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، فإن المصاب يكون عرضة للإصابة بالاكتئاب.
ورغم أن السبب وراء الإصابة بنوبات الهلع واضطراب الهلع لم يعرف بعد، إلا أن الجينات والضغوطات النفسية وحدوث تغيرات معينة في كيفية عمل مناطق في الدماغ قد تلعب دورا للإصابة بهما، كما وتزيد عوامل معينة من احتمالية الإصابة بهما، وتتضمن هذه العوامل وجود تاريخ عائلي للإصابة بهما، ووفاة أو مرض شخص عزيز، وحدوث تغير كبير في حياة الشخص، والتعرض لحدث مؤلم، ووجود تاريخ بالتعرض للإساءة.
ويعد العلاج الدوائي والنفسي الأسلوبين الرئسيين لعلاج نوبات الهلع واضطراب الهلع، وعادة ما يبدأ العلاج بإحدى الطريقتين، وتتضمن العوامل التي تحدد الأسلوب الذي سيستخدم في العلاج رغبة المصاب ووجود اختصاصيين أكفاء للقيام بالعلاج النفسي، ويشار إلى أنه في حالات معينة قد يتم استخدام الأسلوبين معا.
وتتضمن المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج نوبات واضطراب الهلع ما يلي:
- المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين، وهي مجموعة دوائية مضادة للاكتئاب. وتتضمن الأدوية الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج اضطراب الهلع الفلوؤكسيتين، المعروف تجاريا بالبروزاك، والسيرترالين، المعروف تجاريا بالزولوفت. ونظرا لفاعلية هذه المجموعة الدوائية وقلة احتمالية تسببها بالأعراض الجانبية، فهي عادة ما تكون الخيار العلاجي الأول في حال أراد الطبيب علاج المصاب دوائيا.
- مثبطات إعادة امتصاص النورئبينيفرين والسيروتونين، وهي مجموعة دوائية أخرى مضادة للاكتئاب، وينتمي إلى هذه المجموعة الفينلافاكسين، المعروف تجاريا بالإفيكسور إكس آر والموافق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
- مجموعة البينزوديازابين، وهي مجموعة دوائية مضادة للقلق، وتتضمن الأدوية الموافق عليها من هذه المجموعة الألبرازولام، المعروف تجاريا بالزاناكس؛ الكلونيزيبام، المعروف تجاريا بالكلونوبين.
ويذكر أنه يجب عدم اللجوء للأدوية من دون استشارة الطبيب.
 أما عن العلاج النفسي، فهو يساعد المصاب على فهم نوبات واضطراب الهلع وكيفية التعامل معهما. ويعد العلاج المعرفي السلوكي الأسلوب الرئيسي من العلاج النفسي الذي يستخدم في هذه الحالات، حيث يهدف هذا الأسلوب إلى تغيير الأنماط المعرفية المتعلقة بالخوف من نوبات الهلع، فضلا عن تغيير ردة فعل المصاب تجاه المواقف والأمور التي تثير مخاوفه، إضافة إلى أن المصاب يتعلم خلال جلسات هذا النوع من العلاج النفسي كيف يتعامل مع أعراض نوبات الهلع النفسية منها والجسدية، ويتم ذلك، على سبيل المثال، بتعليمه أساليب الاسترخاء.
أما عن العلاجات البديلة، فهي أيضا تلعب دورا في التقليل من شدة وتكرار نوبات الهلع، حيث ينصح باستخدام‎ ‎‏الإينوزيتول (سكر الليف)، إذ إنه يؤثر على عمل السيروتونين، إلا أنه تجب استشارة الطبيب قبل الشروع باستخدامه.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]