الثلوج مرة أخرى

بحسب التوقعات، فإن المملكة ستتأثر اعتبارا من مساء اليوم بمنخفض جوي، سيؤدي اعتبارا من مساء غد إلى هطول الأمطار وتساقط ثلوج على المرتفعات الشمالية، ستمتد بعد ذلك إلى مرتفعات الوسط والجنوبية، وقد تكون (الثلوج) خفيفة إلى متوسطة. اضافة اعلان
ولأن الحديث عن تساقط الثلوج، يدفع المواطنين إلى الحذر، وإلى التعامل مع الأمر كطارئ يجب الاستعداد له. ومن التجربة، وخصوصا مع الثلجة التي شهدتها المملكة الشهر الماضي، فإنه يجب مناشدة المواطنين عدم المبالغة في الاستعدادات، وبالتحديد فيما يتعلق بشراء المواد الغذائية بمختلف أنواعها، والمشتقات النفطية.
ففي الثلجة الماضية، كانت تحضيرات المواطنين فيما يخص شراء المواد الغذائية مبالغا فيها. فقد تم شراء الكثير من كميات المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وتبين بعد ذلك، أن الأمور لا تستدعي كل ذلك، فلم تغلق الطرق نهائيا لأيام، فالطرق التي أغلقت جراء تراكم الثلوج تم فتحها، وكانت حركة المركبات، وإن كانت بصعوبة، ممكنة. كما أن تحرك المواطنين سيرا على الأقدام كان ممكنا. وهذا يعني، أن التزود بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية وبخدمات ضرورية، كان ممكنا.
الثلجة المتوقعة، لن تكون بقوة الثلجة الماضية التي أطلق عليها تسمية "هدى"، فالمختصون في التنبؤات الجوية، يتوقعون تساقطا متوسطا وخفيفا للثلوج، لن يؤدي إلى تراكمات كبيرة. ما يعني، أن لا حاجة لشراء وتكديس المواد الغذائية والمشتقات النفطية وغيرها. التحوط في مثل هذه الحالات، يعني عدم المبالغة، واتخاذ الاحتياطات المتعلقة بالمنزل، مثل حماية الحمامات الشمسية، وساعات المياه والكهرباء والتأكد من مصارف المياه وغيرها من الإجراءات الضرورية في مثل هذه الحالات.
ولكن، ذلك، لا يعني، أن لا تتخذ أجهزة الدولة احتياطاتها المناسبة والضرورية للتعامل مع الحالة الجوية حتى لو أنها ستكون أقل حدة وشدة مما كانت عليه خلال المنخفض السابق. فأجهزة الدولة، مطالبة بإعلان حالة الطوارئ، بحسب درجة الحالة الجوية، والاستعداد، واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الضروية حتى لا تتفاجأ، وتواجه ظروفا قاسية على مختلف الصعد. فعلى هذه الأجهزة والجهات الاستعداد، للتعامل مع الحالة الجوية، من دون الاستهانة بها. ففي مرات عديدة فاجأت الحالة الجوية الجهات المختصة وأربكتها، وأربكت عملها.  في المرة الماضية، نجحت الجهات المختصة إلى درجة كبيرة في التعامل مع الأحوال الجوية وتداعياتها. ونتمنى أن تنجح أيضا هذه المرة، مع أن الحالة الجوية المرتقبة ستكون شدتها أقل وفق التوقعات والتنبؤات.