الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة يقودان إلى الإصابة بمرض البواسير

 

عمّان- البواسيـر الشرجيـة هي مجمـوعة من الاوعيـة الدموية المـوجـودة " كوسادة " في القناة الشرجية منذ الولادة وحتى الوفاة.

اضافة اعلان

وتساهم في استمرار احتبـاس صمـام فتحـة الشـرج كما انها تشكل (وسادة) اسفنجيـة للقناة تمنع الاذى عن الصمام خلال عملية التبـرز، بالاضافـة الـى عملها كحشوة اسفنجية ضاغطة تساعد الشرج على الاغلاق بكفاءة جيدة بشكـل دائـم.

ولكن المرض يحدث من تلك البواسير عندما تتسع وتتضخم محدثة أعراضا ومعاناة عند الشخص المصاب.

ويعاني من مرض البواسير عدد كبير من النساء والرجال وهنالك مبالغ كبيرة من المال تصرف لعلاج هذه الحالات طبيا أو جراحيا، بالإضافة إلى ساعات العمل الكثيرة التي يفقدها المواطنون نتيجة للاصابة بهذا المرض.

ويمكن ان تكون بواسير داخلية بالقرب من الحافة المسننة للشرج أو خارجية متواجدة تحت الجلد بعد الحافة المسننة للشرج.

ومن الـعوامـل المساعـدة على حـدوث مـرض البـواسيـر الإمساك والجهد أثناء التغوط. والجلوس أو الوقوف لساعات طويلة يوميا والحمل أو الولادة نتيجة لزيادة الضغط أسفل البطن، وتميل البواسير في هذه الحالة للتراجع بعد الانتهاء من الولادة.

إلى جانب الالتهابات في منطقة الشرج التي تعتبر عاملا مساعدا على حدوث البواسير، كما انها تعتبر عاملا مساعدا لحدوث مضاعفات البواسير مثل التجلط ( التخثر).

وبشكل عام فان أي سبب يحدث زيادة كبيرة ولمدة طويلة في ضغط المنطقة السفلى من البطن يعتبر أحد العوامل المساعدة على حدوث هذا المرض.

أعراض مرض البـواسيـر

1- في غالبية الحالات تكون المشكلة الوحيدة التي تجعل المريض يستشير الطبيب هي النـزيف الشرجي، وقد يكون على شكل نقاط من الدم الاحمر بعد التبرز أو على شكل نزيف واضح، والبعض من المرضى قد يعاني من فقر الدم الثانوي بسبب النـزيف المزمن.

2- هنالك عدد كبير من المرضى يشعرون بالانزعاج وعدم الراحة في منطقة الشرج، ويزداد هذا الشعور كلما زاد حجم البواسير أو عندما تتدلى إلى الخارج.

3- في البواسير الداخلية لا يشعر المريض بالالم إلا عندما تصاب بتقرحات والتهابات في الغشاء المغطي للبواسير.

4- أما البواسير الخارجية ولأنها تحت الجلد تكون مؤلمة غالبا وبخاصة إذا كانت هنالك زيادة مفاجئة في حجمها، وقد يحدث تخثر وتجلط مما يزيد من الألم بسبـب حدوث تشنـج لوجـودها على مستـوى العـاصرة (الصمام) العضلي لفتحة الشرج.

5- قد تظهر أعراض أخرى مثل الحكة، السلس، الشقوق، التقرحات والالتهابات في تلك المنطقة الحرجة.

6- البعض قد يعاني من الشعور بعدم التبرز الكامل أو من افرازات مخاطية وصعوبة في تنظيف منطقة الشرج بعد التبرز أو شعور بنتوء في فتحة الشرج.

والقصة المرضية التي تدعو للشك بوجود بواسير هي المتمثلة بالنزيف الشرجي او الالم والشعور بعدم الراحة في منطقة الشرج، ولكن يجب استثناء سرطان القولون كسبب لتلك الأعراض.

فسرطان القولون أو المستقيم قد يؤدي إلى تفاقم البواسير وقد يعطي الأعراض نفسها، والحقيقة ان هنالك بعض الحالات التي كانت مشخصة بالخطأ وكأنها بواسير ولكن بعد إجراء الفحوصات اللازمة والدقيقة، تبين ان السبب لتلك الأعـراض كان سرطان في المستقيـم بالاضافة الى الـبواسير، لهذا يجب الانتبـاه واستشارة الطبيب.

وينصح بإجراء فحص دقيق للشرج، بالإضافة إلى إجـراء تنظيـر للمستقيـم والقولون في كل الحالات التي يعاني منها المريض من أعراض بواسير، لاستثناء وجود سرطان او أي مرض خطير آخر في تلك المنطقة.

المعالجة المحافظة للبواسير (من دون عملية جراحية) يمكنها ان تحسن الاعراض وحل المشكلة في معظم الحالات المعتدلة، وهنالك عدة أساليب لعلاج البواسير من بينها المغاطس المقعدية الدافئة واعطاء بعض التحاميل الشرجية المسكنة مرتين أو ثلاث مرات يوميا لمعالجة الآلام الموضعية، معالجة الامساك المزمن وذلك بتناول الملينات غير المخرشة وباستعمال الطعام الغني بالآلياف لان معالجة الامساك تجعل البراز لينا يخرج من دون جهد.

وفي حالة البواسير الهابطة أحيانا يمكن تجنب الجراحة بمعالجتها بشكل محافظ باستعمال الإصبع المدهون بمادة لزجة مزلقة بشكل لطيف لردها وإعادتها إلى الداخل، واحيانا يتم ربط البواسيـر بقطعـة مطاطيـة (Banding) او حراريا باستعمال الاشعة تحت الحمراء. وقد يعالج بحقن البواسير الداخلية بمواد مصلبة (لتصليب البواسير) وهذا يتم خلال التنظير، ولكن رغم فعاليته الا ان نسبة الانتكاس عالية.

7) الوسيلـة الأخيرة هي العملية الجـراحية وذلك باستئصال كـامل البواسير الداخلية والخارجية، والنتيجة عادة ما تكون ممتازة اذا اجريت بالشكل المناسب.

د.نـعيـم ابـو نبـعـة 

استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد