الرواية الأردنية والتحديات التي تواجهها

تعج المواقع الإلكترونية والمكتبات بأعداد لا حصر لها من الروايات المتنوعة من المحلية وهي شحيحة إلى الروايات العربية والأجنبية، لكن الواقع الذي تعانيه الرواية العربية وبالأخص الرواية الأردنية، يدفع إلى التساؤل عن الأسباب الرئيسة وراء تراجع الرواية وعدم تهافت القراء على قراءتها، بعكس الحال الذي تعيشه الرواية الأجنبية في واقعها المعاصر وإن كانت تعاني أيضا من انخفاض إقبال القراء عليها ولكن ليس بالشكل الذي تعيشه الرواية العربية والأردنية بالأخص، فهل نستطيع كمطلعين على أحوال الرواية المحلية هنا في الأردن، إجمال الصعوبات التي تحول دون اهتمام القارئ الأردني بالرواية الأردنية؟اضافة اعلان
ربما من أهم الصعوبات أو لنقل التحديات التي تواجه الروائي هي القدرة على طرح فكرة تحرك عند القراء ذاك الشغف الذي يجعلهم منكبين على قراءتها مهما كانت عدد صفحاتها، فالفكرة المثيرة والتي تعالج واقع الإنسان الأردني هي جوهر الارتقاء بالرواية الأردنية وجعلها في مصاف الروايات التي يتهافت عليها حتى القارئ العربي، والتحدي الآخر الذي لا يمكن إغفاله هو حاجة الكتاب الجدد إلى من يتبنى أعمالهم وهذا فيما نتصور من الصعوبة بمكان، بحيث يلجأ الروائي الجديد إلى الاستعانة بمواقع النشر الالكتروني، أو إلى دور النشر الصغيرة أو المتوسطة والتي جل اهتمامها الكسب المادي لا أكثر ولا أقل، وبالطبع دور النشر الكبيرة لا تجازف باسمها كي تتبنى نشر عمل لروائي جديد على «المهنة»!
يقرأ بعض منا روايات عديدة ولكن ليست كل رواية ترسخ في الذهن! كتلك التي تخاطب فينا إنسانيتنا واعماق وجداننا، لكن الحال ربما تغير لذلك اتجه بعض الروائيين إن لم نقل معظمهم إلى كتابة قصص تروق للناس كقصص الرومانسية المبالغ فيها والعنف وإظهار القوة والأمور الخارقة كمزيج يتقبله الغالب الأعم، والأمر لا يحتاج إلى سؤال بقدر ما هو مقياس للذوق العام، في حين استطاعت روائية إنجليزية جعل الكثير من الناس يقرؤون قصتها بحماس منقطع النظير حد الهوس لدى بعض القراء في العالم، فقصة هاري بوتر والتي شدت انتباه العالم وتهافت على شرائها الكبير والصغير جنت منها الأموال الطائلة على الرغم من معالجة القصة لأمور تتعلق بالخيال والسحر والأمور الخارقة والكثير من الأحداث المتشابكة، وعلى الرغم أن بعضا ممن اطلع على قصتها لم يشعر أنها في مرتبة الهوس الذي اجتاح العديد من الناس في أنحاء العالم.
نحتاج الى وعي جمعي بضرورة أن تكون الرواية الأردنية والعربية بشكل عام مؤثرة، تعكس الواقع الذي نعيشه وتراعي القيم والمبادئ التي تربينا عليها، لن نعمم؛ ولكن لكل قاعدة شواذ وهناك أعمال روائية غاية في الرقي نحن بأمس الحاجة إليها.