الكرة في ملعب الوحدات

خرجت الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم في اجتماعها الذي عقد أول من أمس، بتأكيدات لم تكن على شكل قرارات، وتضمنت التأكيد على استقلالية الهيئات القضائية للاتحاد "لجنتا التأديبية والاستئناف"، وفي ذات الوقت إعادة تقييم مسيرة العمل للهيئات القضائية.اضافة اعلان
ربما اعتقد كثيرون قبل عقد الجلسة أن الهيئة التنفيذية للاتحاد ستقرر حل اللجنتين التأديبية والاستئناف، عقب إشكالية تناقض القرارات بين اللجنتين والمتعلقة بأحداث مباراة الفيصلي والوحدات بالدوري، لكن الاتحاد أشار إلى أن التغيير على اللجان سيحدث بعد نهاية الموسم الحالي، الذي لم يتبق من عمره سوى شهرين تقريبا، وهو بذلك أراد أن يحقق هدف التغيير ولكن بعيدا عن ضغوطات الوحدات الذي جمد مشاركة الفريق الأول في المسابقات المحلية.
ثمة تحركات كثيرة بدأت لاذابة الجليد وتجاوز معضلة العقوبات واعتراض الوحدات، والأخير أعلن موقفا لم يترجم بمراسلات رسمية، وبالتالي فإن استمرار الفريق في قراره يبقى مرهونا بموعد المباراة المقبلة أمام البقعة يوم السبت 6 نيسان (إبريل) الحالي، لكن يجب أن لا تبقى الأزمة قائما حتى ذلك الحين.
من المؤكد أن ثمة أخطاء حدثت في قرارات الهيئات القضائية فيما يتعلق بمباراة "الديربي"، وربما وجد الوحدات نفسه متضررا من عدم الاستفادة من الاستئناف المتعلق بمدرب الفريق قيس اليعقوبي وقرارات أخرى، لكن يجب تجاوز أي خطأ حدث لأن علاجه لا يكون بارتكاب خطأ أفدح لا يمكن تصور أو تحمل نتائجه على النادي والاتحاد، فالوحدات ليس فريقا عاديا يمكن القبول بانسحابه وهبوطه ببساطة، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.
في اعتقادي أن الوحدات المقبل على انتخابات إدارية يجب أن يغلب المصلحة العامة، ويتحامل على الجراح والغضب سواء كان على حق أو على خطأ في موقفه المتعلق بالعقوبات، ولا يجب أن تكون هذه الاشكالية بمثابة برنامج انتخابي يتم استغلاله من بعض المرشحين للانتخابات.
ثمة قناعة راسخة بوجود أخطاء بقرارات اللجان القضائية نتيجة نقص في بنود اللائحة التأديبية، وأنه يجب تجاوز ذلك النقص في اللائحة المقبلة، التي يفترض أن تتم صياغتها بدقة أكبر، وتكون مستندة لما هو موجود في لوائح "الفيفا" لا أن تتقاطع معها، ولا بأس أن تكلف الأندية نفسها في مطالعة بنود اللائحة وابداء ملاحظاتها على بعض نقاطها، لا أن تبصم عليها بـ"العشرة" في خلوة البحر الميت، وهو الأمر ذاته الذي يستوجب من اتحاد كرة القدم توسيع قاعدة المشاركة في دراسة اللائحة التأديبية من خلال إضافة خبراء من اللعبة الى جانب رجال القانون.
ما نزال نراهن على أن الوحدات سيتخذ القرار الصائب ويجنب نفسه والكرة الأردنية إشكالية كبيرة لا تقتصر أضرارها على طرف واحد، والكرة اليوم في ملعب الوحدات.